طالبان وشركة إماراتية توقعان العقد الثالث لتشغيل مطارات أفغانستان

نائب وزير النقل والطيران المدني الأفغاني يعلن أن العقد مع شركة "جي.إي.إي.سي هولدنغ" الإماراتية سيستمر عشر سنوات، وأن حكومة طالبان وقعت بالفعل مع الشركة عقدين يتعلقان بالخدمات الأرضية والأمن.
الخميس 2022/09/08
الاتفاقيات من شأنها أن تساعد حكومة طالبان في تخفيف عزلتها عن العالم الخارجي

كابول - أعلنت إدارة طالبان اليوم الخميس أنها بصدد التوقيع على العقد الثالث والأخير لتشغيل مطارات أفغانستان مع شركة "جي.إي.إي.سي هولدنغ" الإماراتية.

ومن شأن هذه الخطوة أن تساعد حكومة طالبان على تخفيف عزلتها عن العالم الخارجي، مع توليها حكم دولة فقيرة تعاني من الجفاف وانتشار الجوع وأزمة اقتصادية.

وقال نائب وزير النقل والطيران المدني غلام جيلاني بوبال في مؤتمر صحافي في كابول، إن العقد سيستمر عشر سنوات، مضيفا أن الحركة وقعّت بالفعل مع الشركة عقدين يتعلقان بالخدمات الأرضية والأمن.

ومن شأن هذه الاتفاقيات أن تساعد الحركة في تخفيف عزلتها عن العالم الخارجي، حيث لم تعترف أي دولة رسميا بحكمها، فضلا عن أن التطبيق الصارم للعقوبات يترك اقتصادها مترنحا. ويمنح إسناد التشغيل لشركة إماراتية، أبوظبي نقطة تفوق على منافسيها الإقليميين.

وقال إبراهيم معرفي المدير العام والإقليمي للشركة الإماراتية للصحافيين في كابول، إن الشركة تشجع شركات الطيران الدولية الكبرى على العودة إلى أفغانستان، مضيفا "نعتقد أن هذا هو التطور المهم... ونعتقد أيضا أنه مهم لأنه سيعود بمنافع اقتصادية في ما يتعلق بخلق فرص عمل".

وسعت حركة طالبان التي لا تزال حكومتها منبوذة على الساحة الدولية في ظل غياب الاعتراف الرسمي، للتودد لقوى إقليمية من بينها قطر وتركيا، لتشغيل مطار كابول طريق الربط الجوي الرئيسي بين أفغانستان الحبيسة والعالم.

لكن بعد أشهر من الأخذ والرد، تضمنت في مرحلة ما إمكانية إبرام اتفاق مشترك بين الإمارات وتركيا وقطر، قررت طالبان خلال الأشهر الماضية إسناد التشغيل برمته إلى الإمارات، حسبما قالت مصادر في يوليو الماضي.

وتمتلك الإمارات خبرة واسعة وريادة في مجال الخدمات الجوية والخدمات الأرضية.

وبموجب الاتفاق مع الإمارات، سيتم توظيف الأفغان في المطارات، وذلك يشمل أدوارا أمنية، وهو معيار مهم لطالبان التي تعارض بشدة وجود قوات أجنبية.

وفي يوليو الماضي قالت مصادر إن متعاقدا إماراتيا مرتبطا بالدولة سيقدم أيضا خدمات أمنية، بينما ما زالت المحادثات مستمرة بشأن إدارة المجال الجوي الأفغاني.

وفازت الهيئة العامة للطيران المدني في الإمارات التي شاركت في إدارة الخدمات الأرضية والأمن في المطارات الأفغانية قبل سيطرة طالبان، بعقد الخدمات الأرضية في مايو الماضي، بعد فترة وجيزة على زيارة مسؤولي طالبان لأبوظبي.

وقالت المصادر حينها إن المفاوضات المشتركة بين قطر وتركيا مع طالبان انهارت في نفس الوقت تقريبا، فيما أكد متحدث باسم وزارة النقل التابعة لطالبان أنه تم بالفعل توقيع عقد لأمن الطيران مع الإمارات، لكنه قال إن عقد حركة الملاحة الجوية لم يتم الانتهاء منه أو تأكيده بعد.

وتعد مفاوضات الإمارات جزءا من جهود أبوظبي لتوسيع نطاق العلاقات القائمة منذ فترة طويلة مع حكام أفغانستان، والتي شملت مساعدات حكومية وجهودا دبلوماسية في الأشهر التي تلت تولي الحركة السلطة.

ويقول مسؤولون غربيون إن أبوظبي تنظر إلى أفغانستان التي تشترك في حدود برية كبيرة مع إيران، جارتها على الجانب الآخر من الخليج، على أنها جزء من فنائها الخلفي الأوسع، ولذا تعتقد أن لها مصالح مشروعة في الاستقرار السياسي والاقتصادي للبلاد.