طالبان تناور برفض فريق كابول إلى المفاوضات

كابول – أعلنت حركة طالبان رفضها لفريق التفاوض الذي شكلته الحكومة الأفغانية لتمثيلها في المباحثات مع المتمردين بهدف التوصل إلى اتفاق يمهد لسلام شامل في أفغانستان، وذلك في أعقاب التوقيع على اتفاق بين أميركا وطالبان الشهر الماضي.
ونقلت وكالة “خاما برس” الأفغانية للأنباء، الأحد، عن أحد قادة حركة طالبان قوله “لقد التزمنا في اتفاق السلام، الذي تم التوصل إليه مع الولايات المتحدة في 29 فبراير في الدوحة، على أن ننضم إلى الحوار الأفغاني – الأفغاني، لكن أوضحنا أن جميع الفصائل الأفغانية ستشارك في عملية السلام”.
وأضاف قائد طالبان أن “اليوم تفاجأنا عندما علمنا أن الفريق الذي شكلته الحكومة الأفغانية سيكون نفيا تاما لموقفنا السابق، إذا البدء في إجراء محادثات مع الحكومة الأفغانية أمر غير ممكن بشكل واضح”.
وقال المتحدث باسم المتمردين “رفضنا الفريق الذي شكلته الحكومة الأفغانية. يتعين أن يكون هناك فريق واسع النطاق ويتعين أن يتألف من جميع الفصائل الأفغانية”.
ويرى مراقبون أن هذا الرفض يهدف إلى محاولة طالبان المناورة من أجل التفاوض من موقع قوة خاصة مع توجس الحكومة الأفغانية من العودة القوية للعنف.
وهز العنف بالفعل أفغانستان خلال الفترة الماضية، بعد توقيع الاتفاق بين المتمردين والولايات المتحدة، حيث كثفت طالبان من هجماتها على القوات الحكومية في محاولة على ما يبدو لتحسين شروط التفاوض.
وأجبرت الهجمات التي تشنها طالبان بعد توقيع الاتفاق التاريخي مع واشنطن حلف شمال الأطلسي (الناتو) على الدعوة إلى “وقف إنساني للقتال” في أفغانستان، معتبرا أنها “متضررة بشدة” بوباء كوفيد – 19. وقال الأمين العام لحلف شمال الأطلسي ينس ستولتنبرغ لصحيفة “جورنال دو ديمانش” الفرنسية “ثمة ضرورة ملحة لوقف إنساني للقتال في أفغانستان، غايته الوحيدة كبح تهديد فايروس كورونا المستجد المحدق بالبلاد”.
وكانت الحكومة الأفغانية قد أعلنت، الأسبوع الماضي، أنها شكلت فريق تفاوض بقيادة رئيس جهاز الاستخبارات السابق، معصوم ستانيكزاي لإجراء محادثات مع طالبان في خطوة استحسنها مراقبون.
وذكرت وزارة الدولة لشؤون السلام أن فريق التفاوض مكون من 21 عضوا.
وجاء الإعلان عقب زيارة وزير الخارجية الأميركي، مايك بومبيو، التي حاول من خلالها تقريب وجهات النظر بين الخصمين المتنازعين على السلطة؛ الرئيس أشرف غني وعبدالله عبدالله.
كما مثلت الزيارة فرصة للمسؤول الأميركي لدفع الحكومة والمتمردين نحو التفاوض بعد أن أرجأت خلافات بشأن تبادل الأسرى ذلك.