طالبان تعلن انتهاء وقف إطلاق النار في باكستان

الحركة المسلحة تأمر مقاتليها بشن هجمات في أنحاء البلاد.
الثلاثاء 2022/11/29
عودة لمربع العنف

إسلام آباد - أعلنت حركة طالبان باكستان الاثنين عن إلغاء اتفاق هش لوقف إطلاق النار تم التوصل إليه مع الحكومة في يونيو، وأمرت مقاتليها بشن هجمات في أنحاء البلاد.

ورغم أن طالبان الأفغانية منفصلة عن تلك الباكستانية، إلا أن الحركتين تتشاركان الفكر ذاته. وتتحمّل الحركة المسؤولية عن عشرات من الهجمات وسقوط مئات من القتلى في أنحاء باكستان منذ ظهرت عام 2007.

وقالت الحركة في بيانها “بينما تتواصل العمليات العسكرية ضد المجاهدين في مختلف المناطق (…) يتوجب عليكم شن هجمات أينما كان ذلك ممكنا في أنحاء البلاد”.

وسيطرت حركة طالبان باكستان على مساحات واسعة من الحزام القبلي في باكستان لمدة طويلة، إذ فرضت تطبيق نسخة مشددة من الشريعة الإسلامية.

طالبان باكستان هي اليوم أقوى من أي وقت مضى عسكريا وسياسيا بعد سيطرة طالبان أفغانستان على كابول

وبينما تم طرد معظم مقاتليها من باكستان ودفعهم للتوجه إلى أفغانستان المجاورة منذ العام 2010، إلا أنهم باتوا في موقع قوة منذ عودة طالبان الأفغانية إلى السلطة في كابول.

واتفقت الحركة على وقف إطلاق النار مع الحكومة الباكستانية في يونيو لكن الطرفين شددا مرارا على أنه تم تجاهل الهدنة بينما اندلعت مواجهات عديدة.

وكان مجلس الأمن الباكستاني قد قال في تقرير حديث إن “الجماعة تركز على حملة طويلة المدى ضد الدولة الباكستانية”، مشيراً إلى “أن لاتفاقات وقف إطلاق النار فرص نجاح محدودة”.

وقال أمير رانا المحلل الأمني ومدير المعهد الباكستاني لدراسات السلام إن “حركة طالبان لا تزال تمثل تهديداً حتى بعد نزع سلاحها وإعادة دمجها في المسار الرئيسي”.

وثمة شكوك حقيقية بإمكان توصل إسلام آباد إلى حل دائم مع الجماعة المتطرفة التي تحاربها. فليس هناك ما يدل على اضطرار طالبان باكستان للتراجع عن مشروعها الإستراتيجي المتمثل في فرض نسخة من الإسلام المتشدد، شبيهة بتلك التي تطبقها كابول، على الحزام القبلي. لا بل هي اليوم أقوى من أي وقت مضى، عسكرياً وسياسياً.

وبالفعل، قدّر تقرير أخير للأمم المتحدة أن الجماعة تضم ما يتراوح بين 3 و4 آلاف مقاتل و17 فصيلاً مختلفاً، كما أن إخوانها في كابول يقبضون على السلطة هناك. وفي نهاية المطاف، قدرة طالبان باكستان مستمدة من قدرة كابول المتنامية.

5