طالبان تسيطر على قندهار ثاني أكبر مدن أفغانستان

كابول - سيطرت حركة طالبان على مدينة قندهار ثاني أكبر مدن أفغانستان ومدن أخرى في أكبر انتكاسة تتعرض لها الحكومة المدعومة من الولايات المتحدة، منذ أن بدأت الحركة هجوما جديدا مع انسحاب القوات الأميركية.
وتمثل السيطرة على قندهار أهمية رمزية لحركة طالبان، إذ إنها بذلك تستعيد السيطرة على معقلها الذي خسرته عام 2001، في بداية الغزو الأميركي لأفغانستان.
ومع خسارة قندهار، لم تعد لدى الحكومة الأفغانية مناطق تسيطر عليها سوى العاصمة كابول وبعض الجيوب حولها.
وعلى غرار قندهار سيطر المتمردون على مركز ولايات هلمند وغور وبادغيس غربي أفغانستان، لترتفع بذلك عدد مراكز الولايات التي تسيطر عليها إلى 15. كما سيطرت على مدينة لشكركاه التي تحظى بأهمية استراتيجية باعتبارها أكبر مدن البلاد.
ومنذ مايو الماضي تصاعد العنف في أفغانستان مع اتساع رقعة نفوذ طالبان، تزامنا مع بدء المرحلة الأخيرة من انسحاب القوات الأميركية المقرر اكتماله بحلول الحادي والثلاثين من أغسطس الجاري.
وانتهت الخميس اجتماعات استمرّت ثلاثة أيّام حول مصير أفغانستان بين الأطراف الرئيسية من دون إحراز تقدّم ملموس. وقالت الولايات المتحدة وباكستان والاتحاد الأوروبي والصين في بيان مشترك إنّها لن تعترف بأيّ حكومة في أفغانستان "تُفرض بالقوّة"، بينما توعّدت بروكسل حركة طالبان بـ"عزلة" دوليّة.
وحذر الاتحاد الأوروبي طالبان من أنها ستواجه عزلة دولية إذا استولت على السلطة من خلال العنف، وذلك في ظل توسع سيطرتها على مدن أخرى في أفغانستان.
وجاء في بيان صادر عن منسق السياسة الخارجية في الاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل أنه "إذا تم الاستيلاء على السلطة بالقوة وإعادة تأسيس إمارة إسلامية، فإن طالبان ستواجه عدم الاعتراف والعزلة ونقص الدعم الدولي واحتمال استمرار النزاع، وعدم الاستقرار الذي طال أمده في أفغانستان".
وشدد على أن الهجمات المستمرة لطالبان تتعارض بشكل مباشر مع التزاماتها المعلنة في إطار عملية السلام في الدوحة، بخصوص التوصل إلى تسوية تفاوضية للنزاع.
وأشار بوريل إلى أن "الاتحاد الأوروبي يدين الانتهاكات المتزايدة لحقوق الإنسان، لاسيما في المناطق الخاضعة لسيطرة طالبان"، مضيفا "إننا نشجع أفغانستان على حل الخلافات السياسية، وزيادة تمثيل جميع أصحاب المصلحة والتعامل مع طالبان من منظور موحد".
وشدد على أن "الاتحاد يهدف إلى مواصلة دعمه للشعب الأفغاني، لكن هذا سيكون مشروطا بحل سلمي وشامل واحترام الحقوق الأساسية لجميع الأفغان، بما في ذلك النساء والشباب والأقليات".
ودعا بوريل طالبان إلى مواصلة المفاوضات، مشددا على ضرورة وقف العنف فورا والتوصل إلى وقف شامل ودائم لإطلاق النار.
وعبّر وزير الدفاع البريطاني بن والاس الجمعة عن قلقه من أن تكون أفغانستان في طريقها إلى أن تصبح دولة فاشلة وأرضا خصبة لجماعات متشددة مثل تنظيم القاعدة، محذرا من عودة التنظيم.
وقال والاس "أنا قلق للغاية من أن تكون الدول الفاشلة تمثل أرضا خصبة لأمثال هؤلاء... القاعدة ستعود على الأرجح".
وأضاف أن قندهار، ثاني أكبر مدينة في أفغانستان، ومدينة لشكركاه "أصبحتا الآن في أيدي طالبان على الأرجح". وردا على سؤال بشأن إرسال بريطانيا قوات مجددا إلى أفغانستان قال والاس لإذاعة "أل.بي.سي"، "سأترك كافة الخيارات مطروحة. إذا كانت لدي رسالة لطالبان من المرة السابقة فسوف تكون 'إذا بدأتم في استضافة القاعدة ومهاجمة الغرب أو بلدان أخرى، فسوف نعود'".
وكانت واشنطن ولندن أعلنتا إرسال الآلاف من الجنود إلى كابول لتأمين إجلاء رعاياهما والدبلوماسيين التابعين لهما.