طالبان تحل لجنة حقوق الإنسان وهيئات رئيسية بسبب الأزمة المالية

وزير الداخلية في حكومة طالبان يؤكد أن العمل جار على إيجاد آلية مرتبطة بالزي المطلوب للفتيات لإعادة فتح المدارس الثانوية.
الثلاثاء 2022/05/17
حقوق الإنسان غير ضرورية تحت حكم طالبان

كابول - حلّت سلطات طالبان في أفغانستان الاثنين خمس إدارات رئيسية في الحكومة السابقة كانت تدعمها الولايات المتحدة، ومنها لجنة حقوق الإنسان، معتبرة أنها غير ضرورية في مواجهة أزمة مالية، فيما وعدت بأنباء "سارة جدا" بشأن عودة الفتيات إلى المدارس الثانوية.

وكانت سلطات طالبان قالت السبت إن أفغانستان تواجه عجزا في الميزانية قدره 44 مليارا أفغانيا (501 مليون دولار) في السنة المالية الحالية، وذلك لدى إعلانها عن أول ميزانية وطنية سنوية لها منذ أن تولت في أغسطس الماضي مقاليد السلطة في الدولة التي عصفت بها الحرب.

وقال إنعام الله سمنكاني، نائب المتحدث باسم حكومة طالبان، "لأن هذه الإدارات اعتُبرت غير ضرورية ولم يتم تضمينها في الميزانية، فقد تم حلها".

كما تم حل المجلس الأعلى للمصالحة الوطنية، وهو مجلس الأمن القومي الذي كان ذات يوم رفيع المستوى، وكذلك لجنة الإشراف على تنفيذ الدستور الأفغاني.

وكان الرئيس الأفغاني السابق عبدالله عبدالله آخر من ترأس المجلس، الذي كان يعمل على التفاوض على إحلال السلام بين حكومة الرئيس السابق أشرف غني المدعومة من الولايات المتحدة وحركة طالبان المتمردة آنذاك.

وفي أغسطس 2021، بعد 20 عاما على غزو أفغانستان، انسحبت القوات الأجنبية من البلاد، مما أدى إلى انهيار الحكومة واستيلاء طالبان على السلطة.

وقال سمنكاني إن الميزانية الوطنية "تستند إلى حقائق موضوعية"، ومخصصة فقط للإدارات التي كانت نشطة ومنتجة.

وأضاف أنه يمكن إعادة تفعيل الهيئات في المستقبل "إذا لزم الأمر".

وحكمت طالبان أفغانستان من عام 1996 إلى عام 2001 بقبضة من حديد وطبقت نسخة متشددة من الحكم الإسلامي، شملت منع النساء من التعليم والعمل.

ووعد وزير الداخلية في حكومة طالبان سراج الدين حقاني الاثنين بأن "أنباء سارة جدا" ستعلن "قريبا جدا" حول عودة الفتيات إلى المدارس الثانوية في أفغانستان، وفق ما صرّح في مقابلة نادرة مع شبكة "سي.أن.أن" الأميركية.

ونهاية مارس، أغلقت حركة طالبان التي تولت السلطة مع انسحاب القوات الأميركية في أغسطس، المدارس الثانوية وكليات الفتيات بعد ساعات فقط على إعادة فتحها.

وأثارت العودة غير المتوقعة عن قرار فتح تلك المؤسسات بأمر من القائد الأعلى للحركة والبلاد هبة الله أخوند زاده، غضب المجتمع الدولي.

وقال سراج الدين حقاني، وهو أحد أكثر قادة طالبان تكتما وظهر علنا للمرة الأولى في مارس، "أود الإدلاء بتوضيح. لا أحد يعارض تعليم النساء".

وأضاف أن بإمكان الفتيات الذهاب إلى المدرسة الابتدائية، وأردف في أول مقابلة تلفزيونية له على الإطلاق "إلى جانب هذه المستويات، يتواصل العمل على آلية لإعادة فتح المدارس الثانوية للفتيات".

وأكد لمراسلة "سي.أن.أن إنترناشونال" كريستيان أمانبور "قريبا جدا ستسمعون أخبارا سارة جدا حول هذا الموضوع".

ولفت سراج الدين حقاني إلى أن هذه "الآلية" مرتبطة بالزي المطلوب للطالبات، مشددا على أن التعليم يجب أن يقوم على أساس "الثقافة" الأفغانية و"القواعد والمبادئ الإسلامية"، مشيرا "بشكل أعم" إلى قضية ارتداء الحجاب.

وطالبت حركة طالبان بعد عودتها إلى السلطة النساء بارتداء الحجاب على الأقل، لكنها فرضت عليهن مطلع مايو ارتداء النقاب في الأماكن العامة، ويفضل البرقع، وهو أمر كان إلزاميا خلال فترة حكمها الأولى بين عامي 1996 و2001.

وقال حقاني "من يأتمن على بناته أو أخواته يفعل ذلك على أساس الثقة الكاملة. يجب أن نهيئ الظروف لضمان شرفهن وسلامتهن. نحن نتخذ إجراءات لهذا الغرض".

وتُتهم شبكة حقاني بتنفيذ بعض أعنف الهجمات التي ارتكبتها حركة طالبان في أفغانستان خلال السنوات العشرين الماضية، ولا يزال سراج الدين حقاني نفسه على قائمة المطلوبين لدى مكتب التحقيقات الفيدرالي، الذي عرض مكافأة تصل إلى 10 ملايين دولار مقابل أي معلومات قد تؤدي إلى اعتقاله.

وأوضح الوزير عبر "سي.أن.أن" أن "السنوات العشرين الماضية كانت فترة قتال دفاعي وحرب"، لكن الحركة تريد في المستقبل "إقامة علاقات جيدة مع الولايات المتحدة والمجتمع الدولي".

وأكد أن "في الوقت الحالي لا نعتبرها عدوا"، مشددا على أن طالبان تعتزم احترام الاتفاقية المبرمة مع واشنطن عام 2020، والتي تعهدت فيها بعدم السماح بأن تكون أفغانستان مرة أخرى قاعدة خلفية لهجمات تستهدف الأميركيين.