طالبان تبحث في النرويج سبل تجاوز الأزمة الإنسانية في أفغانستان

وزيرة الخارجية النرويجية تؤكد على أن المحادثات لن تمثل شرعنة لطالبان أو اعترافا بها.
الثلاثاء 2022/01/25
تفاعل دولي مع أزمة متزايدة

أوسلو - بدأ ممثلون عن طالبان محادثات تاريخية مع دبلوماسيين غربيين في أوسلو الاثنين تتركّز على الأزمة الإنسانية التي تعيشها أفغانستان في إطار أول زيارة تجريها شخصيات من الحركة إلى أوروبا منذ عادت إلى السلطة.

لكن المجتمع الدولي يصر على وجوب احترام طالبان لحقوق الإنسان قبل استئناف إرسال المساعدات إلى البلاد.

وبدأ وفد طالبان الذي يقوده وزير الخارجية أمير خان متقي محادثات مع ممثلين عن الولايات المتحدة وفرنسا وبريطانيا وألمانيا وإيطاليا والاتحاد الأوروبي والنرويج.

وتدهور الوضع الإنساني في أفغانستان بدرجة كبيرة منذ أغسطس الماضي عندما عادت الحركة إلى السلطة بعد 20 عاما على الإطاحة بها.

أنيكين هويتفيلدت: علينا التحدث مع سلطة طالبان بحكم الأمر الواقع

وتوقفت المساعدات الدولية الأمر الذي فاقم معاناة الملايين من السكان الذين كانوا في الأساس يعانون من الجوع عقب موجات جفاف متتالية.

وجاء في تغريدة للمبعوث الأميركي الخاص توماس ويست الأحد “في موازاة البحث مع حلفائنا وشركائنا والمنظمات الإنسانية في سبل حل الأزمة الإنسانية، سنواصل اعتماد دبلوماسية قائمة على النظر إلى الأمور بلا أي أوهام مع طالبان في ما يتعلق بمخاوفنا وبما تقتضيه مصلحتنا بأن تكون أفغانستان مستقرة وتحترم حقوق الإنسان وجامعة لكل الأطراف المحليين”.

ولم تعترف أي دولة بعد بحكومة طالبان. وشددت وزيرة الخارجية النرويجية أنيكين هويتفيلدت الجمعة على أن المحادثات “لن تمثل شرعنة لطالبان أو اعترافا بها”.

وأضافت “لكن علينا التحدث مع السلطات التي تدير البلاد بحكم الأمر الواقع. لا يمكننا أن نسمح للوضع السياسي بأن يؤدي إلى كارثة إنسانية أسوأ”.

وأعربت طالبان عن أملها في أن تساهم المحادثات في “تحويل أجواء الحرب إلى وضع يسوده السلام”، وفق ما قال الناطق باسم حكومتها ذبيح الله مجاهد.

واليوم يهدد شبح الجوع 23 مليون أفغاني أي ما يعادل 55 في المئة من السكان وفق بيانات الأمم المتحدة التي تشير إلى أنها تحتاج إلى 4.4 مليار دولار من الدول المانحة هذه السنة للتعامل مع الأزمة الإنسانية.

وما يزال المجتمع الدولي بانتظار معرفة كيف ينوي المتشددون الإسلاميون حكم أفغانستان بعدما ضربوا بمسألة حقوق الإنسان عرض الحائط إلى حد بعيد خلال ولايتهم الأولى بين 1996 و2001.

وتصر طالبان على أنها باتت أكثر اعتدالا، لكن النساء لا يزلن محرومات إلى حد كبير من العمل في القطاع العام، فيما بقيت المدارس الثانوية بمعظمها مغلقة أمام الفتيات.

واختفت ناشطتان هذا الأسبوع بعد اعتقالهما من منزليهما في كابول عقب مشاركتهما في تظاهرة.

5