طالبان تبحث عن دعم دولي بحظر زراعة المخدرات

الحكومة الأفغانية تمنع زراعة نبات الخشخاش وإنتاج واستهلاك كافة المواد المخدرة والمسكرة والاتجار بها.
الأحد 2022/04/03
85 في المئة من الأفيون في العالم قادم من أفغانستان

 كابول - أصدرت حكومة طالبان المؤقتة في أفغانستان الأحد قرارا بحظر زراعة نبات الخشخاش وإنتاج واستهلاك كافة المواد المخدرة والمسكرة في البلاد، وذلك في خطوة لكسب دعم المجتمع الدولي، رغم ما تدره هذه الزراعة من أرباح على البلد.     

وحظرت الحكومة المؤقتة بقرار من زعيم حركة طالبان الملا هبة الله أخوند زاده، إنتاج واستهلاك كافة المواد المخدرة والمسكرة والاتجار بها.

وحذّرت حكومة طالبان من أنه ستتم مقاضاة ومعاقبة كل من يخالف القرار، كما منعت زراعة نبات الخشخاش الذي تستخرج منه مادة الأفيون المخدرة، في عموم البلاد.

وتحتل أفغانستان المرتبة الأولى عالميا من حيث إنتاج الأفيون بنسبة تبلغ 85 في المئة، وفرضت طالبان ضرائب على الأفيون وقامت بتسويقه خلال تمردها الذي دام عشرين عاما.

ويرى محللون أن الخطاب المناهض للمخدرات إلى جانب وعود مماثلة باحترام حقوق الإنسان وحرية الإعلام، تندرج كلها في إطار جهود قادتها الجدد ليبدوا أكثر اعتدالا ويكسبوا بالتالي دعم المجتمع الدولي.

وكانت الأمم المتحدة قد حذّرت في يناير 2021 من زيادة محصول الأفيون في أفغانستان.

والحظر الذي فرضته حكومة طالبان المؤقتة، كان ساريا أيضا إبان حكومة أشرف غني، لكن لم يكن يطبق فعليا.

وكان استهلاك المشروبات الكحولية محظورا رسميا في عهد غني، إلا أنه كان يتم بيعها بشكل سري في كافة أرجاء البلاد.

وبعد وصول طالبان إلى السلطة في الخامس عشر من أغسطس 2021، تراجعت المساعدات الخارجية المقدمة لأفغانستان، مما أدى إلى ظهور تحديات اقتصادية شديدة.

ومع تفاقم الأزمة الاقتصادية في البلاد جراء انقطاع المساعدات الدولية، زاد الإقبال من قبل الأفغان على العمل قي قطاع المخدرات الذي يدر أرباحا كبيرة.

وهذه ليست المرة الأولى التي تؤكد فيها الجماعة الأصولية حظر المخدرات، فقد منعت إنتاجها في العام 2000 قبل عام من الإطاحة بنظام طالبان من قبل القوات التي قادتها الولايات المتحدة.

وقالت غريتشن بيترز، المؤلفة الأميركية لكتاب "بذور الإرهاب: كيف يمول الهيروين طالبان والقاعدة"، إن الحظر كان تكتيكيا. وهي ترى أن عناصر طالبان "مرتبطون جدا بهذه التجارة" بشكل يجعل من المتعذر عليهم وضع حد لها، وهذا البلد الفقير "لا يمكن أن يعيش من دون الأفيون".

وأوضحت أن السيطرة على البلاد ستتيح لطالبان إمكانية الوصول إلى شركات الطيران والبيروقراطية الحكومية والمصارف، التي يمكن استخدامها لتسهيل تهريب المخدرات وغسيل الأموال. وقالت "ليس لدي شك في أنهم سيستغلونها".