طالبان تؤجل الإعلان عن حكومتها وسط تقدم قواتها في وادي بانشير

زعيم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية يتعهد بمواصلة مقاومة الهجوم ويدعو إلى تقديم دعم دولي لقواته.
الاثنين 2021/09/06
القتال متواصل

وادي بانشير (أفغانستان) - أرجأت حركة طالبان المتشددة الإعلان عن حكومتها على وقع معارك عنيفة يشهدها وادي بانشير آخر معقل للمقاومة الوطنية في أفغانستان.

والأحد تضاربت الأنباء بشأن الوضع ميدانيا في وادي بانشير، وهي الولاية الأفغانية الوحيدة (من مجموع 34 ولاية) الخارجة عن سيطرة طالبان.

وذكرت وكالة فرانس برس الأحد أن مقاتلي طالبان تقدموا في وادي بانشير، وقالت الحركة إن قواتها دخلت عاصمة الإقليم الذي تحصنت فيه قوات معارضيها منذ سقوط العاصمة الأفغانية كابول قبل ثلاثة أسابيع في أيدي الحركة.

وقال المتحدث باسم طالبان بلال كريمي على تويتر إن الحركة سيطرت على مقر الشرطة ومركز منطقة رخة قرب بازاراك عاصمة الإقليم، وإن قوات المعارضة تكبدت خسائر فادحة في صفوفها إضافة إلى أسر العديد وضبط مركبات وأسلحة وذخائر.

وفي وقت سابق الأحد قال فهيم داشتي المتحدث باسم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، التي تضم قوات معارضة موالية للزعيم المحلي أحمد مسعود، إن “آلة الدعاية” التابعة لطالبان تحاول نشر رسائل مضللة، مشيرا إلى أن قوات المعارضة طردت قوات طالبان من جزء آخر من الوادي.

وأضاف “قوات المقاومة جاهزة للتصدي لأي شكل من أشكال العدوان”.

وذكرت مجموعة الإغاثة الإيطالية (تسمى إميرجينسي أو “منظمة الطوارئ”) أن مقاتلي طالبان وصلوا إلى مستشفى تديره المنظمة مخصص لعلاج المصابين بإصابات خطيرة وضحايا الصدمات في منطقة أنابة داخل وادي بانشير.

وقال مسؤولون من طالبان إن قوات الحركة سيطرت بالكامل على بانشير، لكن القتال متواصل منذ أيام ويزعم كل طرف أنه كبد الآخر خسائر بشرية جسيمة.

وتعهد أحمد مسعود، زعيم جبهة المقاومة الوطنية الأفغانية، بمواصلة مقاومة الهجوم ودعا إلى تقديم دعم دولي لقواته.

Thumbnail

ووادي بانشير منطقة جبلية وعرة شمالي كابول وما زال حطام دبابات سوفييتية مدمرة يتناثر في أرجائه وأثبت عبر العقود صعوبة السيطرة عليه. وتحت قيادة أحمد شاه مسعود، الوالد الراحل لزعيم الجبهة الحالي، قاوم وادي بانشير الجيش السوفييتي الغازي وحكومة طالبان السابقة.

وقال مسعود الأحد إن المئات من مقاتلي طالبان استسلموا لقوات جبهته التي تتألف من عناصر من الجيش النظامي الأفغاني ووحدات من القوات الخاصة والميليشيا المحلية. ولم يتسن التحقق من ذلك بشكل مستقل.

والقتال في بانشير هو أوضح مثال على مقاومة حكم طالبان التي اجتاحت قواتها كابول في الخامس عشر من أغسطس الماضي بعد انهيار الحكومة التي دعمها الغرب وفرار الرئيس أشرف غني من البلاد.

لكن مدنا أخرى شهدت أيضا خروج احتجاجات محدودة العدد دفاعا عن حقوق المرأة أو عن العلم الأفغاني.

ودعا مسعود في البداية إلى تسوية عبر التفاوض مع طالبان وجرت عدة محاولات لعقد محادثات لكنها لم تكلل بالنجاح وتبادل الجانبان الاتهامات بشأن سبب إخفاقها.

5