طابور تطبيقات محلية ينتظر تكرار سيناريو كريم مع أوبر

قطعت أوبر خطوة كبيرة في طريق الهيمنة على سوق النقل عبر التطبيقات الإلكترونية في الشرق الأوسط، لكنها قد لا تكون كافية في ظل فورة تطبيقات محلية كثيرة قد تجبرها على تكرار سيناريو كريم بالاستحواذ على المنافسين الصاعدين لردع المنافسة المتزايدة في تلك الأسواق الواعدة.
لندن - اضطرت أوبر تكنولوجيز لدفع 3.1 مليار دولار لشراء تطبيقات كريم بعد أن وجدت صعوبة في منافسة خبرتها المحلية المتفوقة، في محاولة لفرض هيمنتها في منطقة شديدة التنافسية قبيل طرح مرتقب لأسهم أوبر.
لكن محللين يقولون إن التحديات التي تواجهها أوبر قد تزداد مرة أخرى في ظل وجود 10 تطبيقات أخرى على الأقل تتسابق لانتزاع حصة من أسواق الشرق الأوسط، وربما العشرات من التطبيقات الأخرى قيد الإصدار.
وأعلنت أوبر الثلاثاء أنها ستدفع 1.4 مليار دولار نقدا و1.7 مليار دولار في صورة أوراق قابلة للتحويل للاستحواذ على كريم بالكامل، والتي تعد من أكثر التطبيقات نجاحا في منطقة الشرق الأوسط.
وجاء الاتفاق بعد فشل محاولات أوبر التحالف مع كريم، والذي تبعته مفاوضات متقطعة على مدى 9 أشهر، لتتمكن من تحقيق نصر كبير، كانت بأمس الحاجة إليه بعد أن تخارجت من عدة استثمارات في الخارج.
في هذه الأثناء تتسارع وتيرة إطلاق تطبيقات محلية في الكثير من دول المنطقة. ويقول محللون إنها أكثر استجابة للحاجات والتحديات المحلية وقد تجبر أوبر على تكرار سيناريو الاستحواذ على كريم مع كل نجاح تحرزه التطبيقات الجديدة.
وهناك شركة عربية ناشئة قامت بإطلاق تطبيقات كأحد الحلول لمشكلة التنقل داخل المدن. ففي الأردن ظهرت شركة الغد الأخضر ولا تزال تعكف على تطوير تطبيقها الخاص. أما في مصر فهناك 3 تطبيقات وهي سويفل وباص بورت وبلو باص، وفي الكويت ظهر تطبيق أبي تاكسي، وفي ليبيا أطلق مصرف التجارة والتنمية عبر شركة واصل تطبيق رحّال.
وفي السودان ظهرت شركتان محليتان تتنافسان على نقل الركاب من خلال تطبيقي ترحال ومشواري، كما قام مجموعة من الشبان اللبنانيين بإطلاق تطبيق يلا باص.
وتصبح كريم وحدة مملوكة بالكامل لأوبر لكن ستحتفظ بالعلامة التجارية الخاصة بها وتطبيقها، في البداية على الأقل. وسيستمر مؤسسو كريم، مدثر شيخة وماغنوس أولسون وعبدالله إلياس، في الشركة.
لكن ستجري تغييرات على مجلس إدارة كريم لتشغل أوبر ثلاثة مقاعد وكريم مقعدين. وسيضم المجلس شيخة الرئيس التنفيذي لكريم وأولسون.
وبموجب الصفقة تستحوذ أوبر على حصص جميع المستثمرين الخارجيين في كريم وسيتحول سهم كريم إلى سهم في أوبر.
ومن بين مستثمري كريم شركة صناعة السيارات الألمانية دايملر وشركة ديدي أكبر مزود لتطبيقات حجز سيارات الأجرة في الصين وشركة الإنترنت اليابانية راكوتين وشركة الاستثمار السعودية المملكة القابضة.
وقالت الشركتان إن من المتوقع إغلاق الصفقة في الربع الأول من 2020، ويعني ذلك أن الأثر سيظهر في أرباح أول ربعين تصدرهما أوبر كشركة مدرجة لكن من المحتمل الكشف عنه في إفصاح الطرح الأولي الذي من المتوقع ألا يقل تقدير قيمة الشركة فيه عن 100 مليار دولار.
ويخضع الاتفاق لموافقة الجهات التنظيمية بما في ذلك مسؤولو مكافحة الاحتكار في الدول التي تعمل بها كريم والتي قد تمنع إتمام الصفقة أو تحمل الشركتين على تعديل الشروط.
وللاتفاق أهمية خاصة لأوبر بعدما أحاطت الشكوك بقدرتها علي المنافسة كشركة تطبيقات سيارات أجرة بعد بيع أنشطتها في الصين وروسيا وجنوب شرق آسيا إلى منافسين محليين عقب تكبدها خسائر فادحة.
ووصف الرئيس التنفيذي لأوبر دارا خسروشاهي في بيان الصفقة مع كريم بأنها “لحظة مهمة لأوبر”.
وكانت أوبر حريصة على التوصل إلى اتفاق قبل أن تبدأ الشركة جولة ترويجية حيث تلتقي بالمستثمرين في أسواق الأسهم قبل الإدراج في بورصة نيويورك.
وقال سام بلاتيس الرئيس التنفيذي لمينا كاتاليستس إن “الاندماج بين أوبر وكريم يسلط الضوء على الفرص الهائلة لتطبيقات حجز سيارات الأجرة في الشرق الأوسط”.
3.1 مليار دولار، قيمة صفقة شراء كريم، منها 1.4 مليار دولار نقدا والباقي في صورة أوراق قابلة للتحويل
وقال ديفيد تشاو الذي شارك في تأسيس شركة الاستثمار دي.سي.ام والمستثمر في كريم “هذا أول تخارج يونيكورن في الشرق الأوسط وهو دليل على ما ينتظر المنطقة”.
وشركات اليونيكورن هي الشركات الصاعدة البالغ رأسمالها مليار دولار أو أكثر. وتتيح الصفقة لأوبر إعلان هيمنتها على منطقة نامية لتطبيقات سيارات الأجرة خارج الولايات المتحدة.
وتعمل أوبر في أكثر من 70 دولة لكنها تواجه منافسة محتدمة في أميركا اللاتينية والهند وقواعد صارمة في أوروبا.
واحتدمت المنافسة بين الشركتين لسنوات لاجتذاب السائقين والركاب مما دفعهما لتقديم خصومات ودعم وخفض الأسعار بشكل مصطنع من أجل الفوز بأكبر حصة من السوق.
وعلى مدار العام الماضي توسعت كريم، التي تأسست عام 2012، في أنشطتها سريعا وأطلقت خدمة توصيل طلبات ليرتفع تقييمها لنحو المثلين مما ضغط على أوبر لزيادة سعر عرض الشراء.
وبلغت إيرادات أوبر العام الماضي 11.3 مليار دولار، وإجمالي الحجوزات 50 مليار دولار، لكن الشركة خسرت 3.3 مليار دولار، دون حساب مكاسب بيع وحداتها الخارجية في روسيا وجنوب شرق آسيا.