ضغوط واشنطن ترغم طالبان على التفاوض مع الحكومة الأفغانية

جولة محادثات جديدة تحيي فرص التوصل لاتفاق سلام في أفغانستان.
السبت 2020/01/18
فرض الأمن أولوية قصوى
 

أعلنت الحكومة الأفغانية استعدادها للدخول في جولة مفاوضات مع حركة طالبان المتطرفة التي يبدو أنها رضخت للضغوط التي كرستها الولايات المتحدة لجعلها تتفاوض مع شريكها في كابول بعد سنوات من النزاع الدائر هناك، والذي لم يفض إلى سيطرة أي طرف على كامل الأراضي الأفغانية.

كابول - أبدت العديد من المصادر من داخل حركة طالبان استعداد الحركة المتطرفة لإجراء حوار مع الحكومة بعد أن فشلت مباحثاتها مع الولايات المتحدة حتى الآن في التوصل إلى اتفاق ينهي النزاع الدائر في كابول.

وقال مصدران، الجمعة، إن حركة طالبان ستنفذ وقفا لإطلاق النار لمدة عشرة أيام وتقلل الهجمات على القوات الأفغانية وتجري محادثات مع مسؤولي الحكومة إذا توصلت إلى اتفاق مع المفاوضين الأميركيين في محادثات بالدوحة.

وقد يحيي الاتفاق، في حالة التوصل إليه، الأمل في حل طويل المدى للصراع في أفغانستان.

وقال متحدث باسم مكتب طالبان في الدوحة، التي استضافت في وقت سابق مباحثات بين الحركة المتطرفة والأميركيين، إن مفاوضين من الحركة والولايات المتحدة التقوا يومي الأربعاء والخميس لبحث توقيع اتفاق سلام.

وقال المتحدث سهيل شاهين على تويتر في ساعة مبكرة من صباح الجمعة إن المحادثات بين الجانبين كانت “مفيدة” وسوف تستمر بضعة أيام.

وفي رد له على إعلان طالبان استعدادها لإجراء محادثات معهم أعلن وزير الدولة لشؤون السلام الأفغاني عبدالسلام رحيمي، أنهم مستعدون بدورهم لإجراء محادثات سلام مباشرة مع الحركة المتطرفة.

وأوضح رحيمي في كلمة له ألقاها الجمعة، خلال فعالية بالعاصمة كابول، أنه بعد توقيع محادثات السلام بين الولايات المتحدة وحركة طالبان، يتوقعون بدء محادثات مباشرة بين طالبان والحكومة الأفغانية.

وأضاف أن “قائمة وفود الحكومة التي ستشارك في المحادثات مع طالبان اكتملت”، مؤكدا ضرورة إعلان طالبان وقف إطلاق النار للبدء بالمحادثات.

وأشار إلى أن تخفيض شدة العنف من قبل طالبان لا يعني شيئا دون وقف كامل لإطلاق النار.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب قد ألغى المحادثات المتقطعة مع طالبان في سبتمبر من العام الماضي بعد مقتل جندي أميركي في هجوم نفذته الحركة.

عبدالسلام رحيمي: قائمة وفود الحكومة التي ستشارك في المحادثات مع طالبان اكتملت
عبدالسلام رحيمي: قائمة وفود الحكومة التي ستشارك في المحادثات مع طالبان اكتملت

واستؤنفت المحادثات بعدما زار ترامب القوات الأميركية في أفغانستان في نوفمبر من أجل قضاء عيد الشكر، لكنها توقفت مرة أخرى في الشهر التالي بعدما نفذت الحركة هجوما انتحاريا على قاعدة باغرام الأميركية المتواجدة خارج كابول مما أسفر عن مقتل مدنيين اثنين.

وأبلغ مصدران مطلعان بأن قيادة طالبان العليا وافقت على الالتزام بوقف إطلاق النار لمدة عشرة أيام مع القوات الأميركية بمجرد توقيع اتفاق في الدوحة، و”تقليل” الهجمات على الحكومة الأفغانية.

وقال قائد كبير في طالبان “أرادت الولايات المتحدة أن نعلن وقف إطلاق النار خلال محادثات السلام وهو ما رفضناه. وافق مجلس الشورى بالحركة على وقف إطلاق النار في يوم توقيع اتفاق السلام”. وأضاف أنه بمجرد التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار، يمكن أن تعقد طالبان والحكومة الأفغانية اجتماعا مباشرا في ألمانيا.وجاءت تصريحات المسؤولين في طالبان بعد ساعات من إعلان وزير الخارجية الباكستاني شاه محمود قريشي، الخميس الماضي، أن الحركة أظهرت “استعدادا” لخفض العنف والاعتداءات في أفغانستان.

وقال الوزير الباكستاني الذي تتمتع بلاده بروابط قوية مع المتمردين، “جرى اليوم تسجيل تقدم إيجابي وقد أظهرت طالبان استعدادا لخفض العنف، الأمر الذي كان يمثّل مطلبا” أميركيا.

ولم يوضح قريشي طبيعة “التقدم الإيجابي”، ولكنّه علّق في وقت لاحق أنّ ما تم يشكّل “خطوة نحو اتفاق السلام”.

ووصف الباحث في مجموعة الأزمات الدولية، غرايم سميث، التقارير حول الهدنة بأنها “إشارة إيجابية”، مضيفا أنّ خفض الاعتداءات في الآونة الأخيرة قد أعطى زخما للمسار التفاوضي.

وقال سميث إن “تحركات طالبان في الأشهر الأخيرة بعثت برسالة أقوى. فقد مرّ شهران من دون تسجيل هجمات كبيرة في المناطق الحضرية، وإنّ توقف هجمات مماثلة غير مسبوق في السنوات الـ12 الأخيرة”.

واعتادت الحركة في مناسبات سابقة رفضها الدخول في محادثات مع الحكومة التي تصفها بأنها “دمية” بيد الولايات المتحدة.

وقال سميث إن الفريق الأميركي في الدوحة طلب وقف إطلاق النار “وهو ما رفضناه بسبب بعض القضايا، الآن تمت معالجة معظم تحفظاتنا”.

 وأكد مصدر آخر هذه التصريحات. ولم يتحدد موعد لتوقيع الاتفاق، لكن القائد في طالبان قال إنه يتوقع أن يكون “قريبا جدا”.

وقال متحدث باسم الرئاسة الأفغانية إن وقف إطلاق النار هو السبيل الوحيد لتحقيق سلام قابل للاستمرار وجدير بالاحترام.

وأكد صديقي صديقي المتحدث باسم الرئاسة الأفغانية على تويتر، الجمعة، أن “أي خطة تقترح وقف إطلاق النار كخطوة أساسية ستحظى بالقبول من الحكومة”.

وزادت وتيرة العنف في أفغانستان إثر انهيار المحادثات في سبتمبر.

ويحيي استعداد طالبان للحد من العنف احتمالات مضي عملية السلام قدما قبل أن تبدأ الحركة  هجوم الربيع السنوي المعتاد في أوائل أبريل.

5