ضغوط نفسية ومخاطر متزايدة مع مرور 100 يوم على حرب غزة

القوات الإسرائيلية تواصل قتال حماس وسط أنقاض قطاع غزة.
الاثنين 2024/01/15
لهيب الحرب يشتد

غزة - بعد مرور مئة يوم على تسلل مسلحي حركة حماس من قطاع غزة لشن هجوم هو الأكثر دموية في تاريخ إسرائيل، قتل عشرات الآلاف من الفلسطينيين وبات القطاع مدمرا والشرق الأوسط ينزلق باتجاه صراع أكبر عصي على التنبؤ.

وبالنسبة للإسرائيليين والفلسطينيين، شكلت الحرب فاجعة وصدمة من المرجح أن تستمر لسنوات، وهو ما أدى إلى زيادة العداء وحالة انعدام الثقة التي تحول دون التوصل إلى السلام منذ أكثر من 75 عاما.

وقالت ريبيكا برينزا المتحدثة باسم عائلات 240 إسرائيليا وأجنبيا احتجزوا رهائن خلال هجوم، شكل بداية الحرب، على تجمعات سكانية في غلاف قطاع غزة في السابع من أكتوبر “لن ينتصر أحد”.

وباغت الهجوم الذي وقع في ساعات الصباح الباكر الجيش الإسرائيلي وأجهزة الأمن المتباهية بنفسها وأخذهم على حين غرة، وهو ما أفضى إلى حالة من الخوف وعدم اليقين على مدى أيام.

وأدى الهجوم إلى مقتل أكثر من 1200، وهي أكبر خسارة في الأرواح في يوم واحد منذ قيام دولة إسرائيل في عام 1948. وجاء الرد الإسرائيلي سريعا وبلا هوادة، بدءا من قصف جوي متكرر ومكثف وعشوائي أعقبه اجتياح بري، وهما جانبان من الحملة العسكرية أسفرا عن تدمير مساحات واسعة من قطاع غزة وإجبار ما يقرب من مليوني شخص على الفرار من منازلهم.

وتقول السلطات الصحية في قطاع غزة إن قرابة 24 ألف فلسطيني قتلوا وأصيب 60 ألفا آخرين في الحملة العسكرية الإسرائيلية حتى الآن. وهذه هي أكبر خسارة في أرواح الفلسطينيين في الحروب والصراع الممتد على مدى عقود مع إسرائيل منذ عام 1948.

24

ألف فلسطيني قتلوا وأصيب 60 ألفا آخرين في الحملة العسكرية الإسرائيلية التي تشنها على قطاع غزة

وبعد مرور ثلاثة أشهر، لا تزال القوات الإسرائيلية تقاتل حماس وسط أنقاض قطاع غزة وتطارد من دبروا هجوم أكتوبر مثل يحيى السنوار رئيس المكتب السياسي لحركة حماس في قطاع غزة ومحمد الضيف قائد كتائب عزالدين القسام الجناح العسكري للحركة.

ولحق الدمار بمعظم مستشفيات القطاع وصار الجوع خطرا متفاقما ينذر بأزمة إنسانية متردية وبالتسبب في إزهاق أرواح عدد أكبر من سكان قطاع غزة ممن قتلوا بسبب الحملة العسكرية الإسرائيلية.

واتهمت وزارة الخارجية الفلسطينية، في بيان صدر بالتزامن مع مرور مئة يوم على الحرب، إسرائيل بالتسبب “في دائرة موت محقق بأشكال مختلفة تهدد حياة المواطنين في قطاع غزة”.

وقال خالد أبوعويضة، الذي فقد 22 فردا من عائلته في ضربة جوية ولا يزال يبحث عبثا بين تلال أنقاض منزل عائلته عن أي مؤشرات على وجود ثلاثة أطفال مدفونين تحتها “كل يوم باجي باتحسر عليهم.. نطلعهم مش عارفين.. مفيش إمكانيات لتطليعهم”.

وانتابت الرأي العام في العالم حالة من الصدمة أيضا وانعكست مرارة الصراع في خروج مظاهرات غاضبة في شوارع مدن أوروبية وجامعات أميركية، ألقت بظلالها على الانتخابات الرئاسية الأميركية.

وفي أنحاء العالم العربي، تسببت عمليات القتل والتدمير وصور انتشرت على نطاق واسع لسجناء فلسطينيين بملابسهم الداخلية في شيوع حالة من الغضب العارم.

وحتى واشنطن، أقرب حلفاء لإسرائيل، حثتها على التحلي بضبط النفس. ورفعت جنوب أفريقيا دعوى أمام محكمة العدل الدولية تتهم فيها إسرائيل بارتكاب إبادة جماعية ضد الفلسطينيين وهي تهمة رفضتها إسرائيل ووصفتها بأنها تشويه سافر مناف للحقيقة.

ولم تفلح حتى الآن جهود التوصل إلى اتفاق لوقف إطلاق النار ولا يزال مستقبل قطاع غزة، القابع تحت الحصار الإسرائيلي منذ أكثر من 15 عاما، مجهولا بينما يتصاعد العنف في مدن بالضفة الغربية المحتلة إلى مستويات لو حدثت في توقيت آخر لتسببت في قلق بالغ.

2