ضغوط قطرية – عمانية على إيران لتليين مواقفها في المحادثات النووية

الرسالة الأساسية التي يعتقد أن قطر وعُمان حملتاها مفادها أن استمرار التصعيد النووي سيؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة.
الاثنين 2025/05/19
رسائل ضغط غير مباشرة تمارسها قطر وعمان نيابة الولايات المتحدة

طهران- رجحت أوساط سياسية أن يكون هدف الاجتماع الذي تم بين إيران وقطر وسلطنة عُمان الأحد في طهران، الضغط على الإيرانيين لتليين مواقفهم في المحادثات النووية الإيرانية.

ويرى مراقبون أنه رغم الطابع الودي للاجتماع إلا أنه قد يشكل غطاء دبلوماسيا لرسائل ضغط غير مباشرة تمارسها قطر وعمان نيابة عن أطراف دولية على رأسها الولايات المتحدة.

كما لا يستبعد المراقبون أن تكون قطر وعمان مكلفتان بنقل عرض دولي يتضمن تجميد أو تقليص التخصيب مقابل حوافز اقتصادية وأمنية.

وتتمسك إيران برفض شرط الولايات المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم، وهي النقطة الأساسية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق نووي جديد.

موقف الرئيس الأميركي بشأن تخصيب اليورانيوم، ورد إيران دليلا على أن الجانبين أمامهما طريق طويل لإبرام أي اتفاق

وبحسب المصادر، فإن الاجتماع جاء بطلب من أطراف خليجية وبموافقة إيرانية حذرة، في محاولة جديدة لثني طهران عن المضي قدما في رفع نسبة التخصيب.

والرسالة الأساسية التي يعتقد أن قطر وعمان حملتاها مفادها أن استمرار التصعيد النووي سيؤدي إلى تداعيات إقليمية خطيرة، ولن يحمي إيران بل سيسرّع عزلتها.

وقال المبعوث الأميركي الخاص ستيف ويتكوف الأحد إن أي اتفاق بين الولايات المتحدة وإيران يجب أن يتضمن عدم تخصيب اليورانيوم، وهو تصريح أثار انتقادات من طهران.

ويؤكد تعليق ويتكوف موقف الرئيس الأميركي دونالد ترامب بشأن تخصيب اليورانيوم، فيما يعد رد إيران دليلا على أن الجانبين أمامهما طريق طويل لإبرام أي اتفاق حول برنامج طهران النووي.

وقال ويتكوف خلال مقابلة مع شبكة (إيه.بي.سي) “حددنا خطا أحمر واضحا للغاية، وهو التخصيب. لا يمكننا السماح حتى بنسبة واحد في المئة من قدرة التخصيب.” وأضاف أنه من وجهة نظر إدارة ترامب، فكل شيء يبدأ “باتفاق لا يتضمن التخصيب. لا يمكننا قبول ذلك. لأن التخصيب يتيح التسلح. ولن نسمح بصنع قنبلة.”

وردت طهران سريعا إذ نقلت وكالة “تسنيم” شبه الرسمية للأنباء عن وزير الخارجية الإيراني عباس عراقجي قوله الأحد “التوقعات غير الواقعية توقف المفاوضات، التخصيب في إيران ليس شيئا يمكن إيقافه.”

وقال عراقجي عن ويتكوف “أعتقد أنه بعيد تماما عن واقع المفاوضات”، مضيفا أن التخصيب سيستمر. ومع هذا، عبّر ويتكوف عن تفاؤله إزاء المفاوضات ويرجح أن الطرفين سيعقدان محادثات مرة أخرى في أوروبا هذا الأسبوع.

op

وقال ويتكوف “نأمل أن يؤدي ذلك إلى بعض الإيجابية الحقيقية.” وذكر عراقجي أن موعد ومكان الجولة المقبلة من المحادثات سيُعلن عنهما قريبا.

وعقد وزراء خارجية إيران وسلطنة عمان وقطر، الأحد، اجتماعا مغلقا في العاصمة طهران لبحث تطورات المحادثات بين واشنطن وطهران في ظل جهود وساطة تقودها مسقط.

وجاء اللقاء على هامش “منتدى طهران للحوار”، وضم وزراء خارجية عمان بدر البوسعيدي، وإيران عباس عراقجي، وقطر الشيخ محمد بن عبدالرحمن آل ثاني، وفق بيان للخارجية العمانية.

وبحث الاجتماع مستجدات المحادثات الأميركية – الإيرانية، في ظل الوساطة العمانية، مع التأكيد على أهمية مواصلة الجهود الدبلوماسية لدعم الحوار وتعزيز فرص التفاهم بين الطرفين.

ورحّب وزيرا خارجية عمان وإيران بالمبادرة القطرية لعقد اللقاء والتشاور حول سبل دعم الحوار وتقريب وجهات النظر، في سبيل التوصل إلى تفاهمات تفضي إلى تحقيق الاتفاق المنشود بين واشنطن وطهران.

وأكد المجتمعون أهمية مواصلة التنسيق والجهود الدبلوماسية لترسيخ الأمن والاستقرار الإقليمي والدولي في ظل التطورات الراهنة.

إيران متمسكة برفض شرط الولايات المتحدة بوقف تخصيب اليورانيوم، وهي النقطة الأساسية التي تعرقل التوصل إلى اتفاق نووي جديد

وانطلق “منتدى طهران للحوار”، الأحد، في معهد الدراسات السياسية والدولية التابع لوزارة الخارجية الإيرانية، بمشاركة وزراء ونواب وزراء ودبلوماسيين من 53 دولة لمناقشة قضايا الأمن الإقليمي والدولي.

وكان الرئيس الأميركي دونالد ترامب أعلن في تصريح للصحافة عن “عرض” تم تقديمه لإيران يتعلق بإحياء الاتفاق النووي، مهدّدا الأخيرة بعواقب “سيئة” ما لم تتحرك بسرعة.

غير أن وزير الخارجية الإيراني نفى الجمعة ما أعلنه ترامب بشأن العرض، مؤكدا أن طهران لم تتسلم أي مقترح من هذا النوع.

بينما ذكرت وسائل إعلام في الولايات المتحدة، الخميس، أن مفاوضين أميركيين سلموا نظراءهم الإيرانيين عرضا مكتوبا خلال اجتماع عُقد في 11 مايو الجاري بسلطنة عُمان، يتضمن مقترحات لاستئناف الاتفاق النووي.

وتأتي هذه التطورات في ظل جمود طويل في المفاوضات النووية بين إيران والقوى الغربية منذ انسحاب واشنطن من الاتفاق في 2018، وسط محاولات متكررة لإعادة إحيائه بشروط جديدة من الجانبين.

والأحد الماضي، انتهت جولة رابعة من المفاوضات بين إيران والولايات المتحدة في سلطنة عُمان، وبينما وصفت طهران تلك الجولة بأنها “صعبة، ولكنها مفيدة” اعتبرتها واشنطن “مشجعة.”

وخلال ولايته الرئاسية الأولى، انسحب ترامب من الاتفاق النووي المبرم عام 2015 بين إيران وقوى عالمية، والذي فرض قيودا صارمة على أنشطة تخصيب اليورانيوم الإيرانية مقابل تخفيف العقوبات. كما أعاد ترامب فرض عقوبات أميركية شاملة.

1