ضغوط دولية لاستكمال توحيد المؤسسات في ليبيا

طرابلس - يضغط المجتمع الدولي من خلال البعثة الأممية على الأطراف السياسية من أجل استكمال جهود توحيد المؤسسات في ليبيا، فبعد لقاءات القائد العام المكلف عبدالرازق الناظوري مع رئيس أركان قوات المنطقة الغربية محمد الحداد في سياق توحيد المؤسسة العسكرية، تجري محاولات موازية لتوحيد البنك المركزي.
وقال فرعا البنك المركزي الليبي في شرق البلاد وغربها إنهما اتخذا خطوة كبيرة نحو إعادة التوحيد الخميس، في إطار جهود السلام التي تدعمها الأمم المتحدة بين الفصائل المتنازعة هناك.
وانقسم بنك ليبيا المركزي عندما انقسمت البلاد عام 2014، لكنّ الفرعين المتنافسين أحرزا تقدما على مدار العام الماضي صوب إعادة التوحيد بالكامل، وهو هدف رئيسي لخطط السلام الدولية.
وأفاد البنك المركزي في بيان إن محافظ البنك في طرابلس صادق الكبير ونائبه علي سالم الحبري الذي يرأس الفرع الشرقي وقعا اتفاقا بشأن خطة من أربع مراحل لإعادة التوحيد، بما يشمل تعيين شركة استشارات خارجية.
وقال المكتب الإعلامي للبنك المركزي في الشرق إن الفرعين وحدا مجلسي إداراتهما وبدآ العمل في اللجان الفنية.
وكان الكبير قد قال لرويترز الشهر الماضي بعد اجتماع مع الحبري إنه يأمل في الانتهاء من المرحلة الأولى من إعادة التوحيد بحلول يوليو.
المكتب الإعلامي لبنك ليبيا المركزي في الشرق قال إن الفرعين وحّدا مجلسي إداراتهما وبدآ العمل في اللجان الفنية
وزاد انقسام الكيانات الاقتصادية من الفوضى في الدولة المصدرة للنفط وتسبب في تباين أسعار الصرف ونقص السيولة وتضخم الديون العامة مما أضر بالاقتصاد الليبي المنهك بالفعل.
ومع ذلك، لا تزال الجهود المبذولة لحل الخلافات السياسية في ليبيا عرضة للانتكاس مع وجود شكوك إزاء مصير حكومة الوحدة الوطنية المؤقتة بالتزامن مع استمرار المفاوضات بين الفصائل والقادة في أعقاب محاولة فاشلة الشهر الماضي لإجراء انتخابات.
وتركز البعثة الأممية ومستشارة الأمين العام للأمم المتحدة ستيفاني ويليامز، أكثر من أي وقت مضى على توحيد المؤسسات في البلاد.
وأشارت ويليامز إلى أن أزمة الهجرة غير القانونية وتهريب الوقود والأسلحة كلها عوامل تدفع إلى الحاجة إلى دعم بناء المؤسسات في ليبيا، موضحة أن جائحة كورونا فاقمت أوضاع البلاد إضافة إلى مجموعة من العوامل الأخرى التي وصفتها بالسلبية.
ولفتت إلى أن الحكومة بذلت جهودا خاصة في مجال تقديم الدعم المالي للعديد من البلديات، لكن بسبب مساحة البلاد الواسعة التي تضاهي حجم فرنسا ثلاث مرات وقلة عدد سكانها؛ بات من الصعب الحصول على المساعدة والخدمات للبلديات.
والأسبوع الماضي، كشفت رئاسة أركان المنطقة الغربية لأول مرة عن تفاصيل الاجتماع الذي عُقد بين رئيس الأركان العامة التابع لحكومة الوحدة الوطنية الفريق أول محمد الحداد، والقائد العام للجيش الوطني الليبي المكلف الفريق عبدالرزاق الناظوري، بسرت مشيرة إلى أنه تم الاتفاق على وضع خطة شاملة لتنظيم واستيعاب التشكيلات المسلحة وتأطيرها.
وأشارت رئاسة الأركان، في بيان نشرته عبر صفحتها على فيسبوك، إلى أن الاجتماع تم خلاله بحث وضع آليات وخطوات منظمة وأساسية لتشكيل لجان مشتركة لتوحيد المؤسسة العسكرية، وبناء جيش ليبي موحد.
وتابعت رئاسة الأركان أن الاجتماع كان بحضور عدد من رؤساء الأركان النوعية والهيئات ومديري الإدارات العسكرية.
واجتمع الحداد والناظوري بقاعة فندق المهاري في مدينة سرت الليبية للمرة الثانية خلال أقل من شهر، بحضور رؤساء الأركان ورئيسي وفدي اللجنة العسكرية المشتركة “5+5” من الجانبين.
ولقي اجتماع الحداد والناظوري في مدينة سرت إشادة واسعة من قبل الليبيين، وترحيبا حارا من جانب المستشارة الخاصة للأمين العام للأمم المتحدة لشؤون ليبيا، التي أكدت دعمها لجهود قيادات الجيش الليبي الرامية إلى توحيد المؤسسة العسكرية.
ويرى مراقبون أن ترحيب البعثة الأممية يعكس تمسكها بأي خبر إيجابي بعد فشل الانتخابات، خاصة وأن اجتماع طرفين يمثلان المؤسستين العسكريتين في الشرق والغرب تم دون أي تدخل أو وساطة.
ويشير هؤلاء إلى أن الاجتماع أكد أن العسكريين كانوا أكثر نضجا من السياسيين في ليبيا، وهو ما من شأنه أن يشكل قاعدة صلبة يمكن من خلالها الذهاب نحو توحيد حقيقي للمؤسسة العسكرية.
ومن شأن هذه الخطوات أن تعزز الجهود الأممية في سعيها لاستكمال مراحل المسار السياسي بالبلاد، وتنظيم الانتخابات التي كان من المبرمج إجراؤها في الرابع والعشرين من ديسمبر الماضي.