ضغوط تحاصر رابطة الدوري الألماني لاستئناف الموسم

تباين المواقف حول الإجراءات الصحية لحماية اللاعبين من فايروس كورونا.
الجمعة 2020/04/24
العناق ممنوع بعد الآن

تتمسك رابطة الدوري الألماني بضرورة استئناف الموسم الكروي في التاسع من مايو القادم، في وقت برزت فيه مواقف متباينة حول الإجراءات التي سيتم اتخاذها لإقامة المباريات خلف أبواب موصدة وكيفية تنقّل اللاعبين، والأهم من ذلك توفير الحماية الصحية لهم داخل الميدان وخارجه.

برلين – يتزايد الهوس في ألمانيا من قرار العودة المبكرة للبطولة في وقت أكدت فيه رابطة الدوري “البوندسليغا” أنها مستعدة لاستئناف الموسم الكروي في التاريخ المحدد وهو التاسع من مايو المقبل.

وأقرت الرابطة بأن جميع الفرق المعنية بمعاودة النشاط باتت جاهزة لخوض المباريات وقد استأنفت تدريباتها خلال الأسبوعين الأخيرين وتم اتخاذ جميع الإجراءات الصحية لذلك.

وبين متفائل بهذه الخطوة ومطالب بضرورة عدم التسرع في اتخاذ قرار من هذا النوع يبقى الأمر متروكا في النهاية للجهات الحكومية التي ينتظر أن تقرر البت في اتخاذ قرار نهائي.

وكان تقرير إخباري كشف أن سلطات كرة القدم الألمانية تعترف بأنها لا يمكنها ضمان سلامة الجميع بنسبة 100 في المئة، لكنها مستعدة لمخاطرة مقبولة في استئناف الدوري الألماني “البوندسليغا” المخطط له في مايو المقبل.

وذكرت صحيفة “سودويتشه تسايتونغ” أنها حصلت على وثيقة من 50 صفحة أعدها فريق العمل المكلف من رابطة الدوري، تتضمن الإجراءات المقرر اتخاذها لإقامة المباريات دون جمهور على مستوى منافسات دوري الدرجات الأولى والثانية والثالثة لفئة الرجال، وكذلك كأس ألمانيا والدوري الألماني للسيدات، وذلك في ظل أزمة وباء فايروس كورونا المستجد.

جدل قائم

لا اقتراب بعد الآن
تدابير السلامة 

أوضحت الصحيفة أن السلطات ذكرت أنه من المستحيل، وبالتالي هو ليس هدفا بالنسبة لها “أن تضمن سلامة الجميع بنسبة 100 في المئة”، وإنما “ستضمن مخاطرة مقبولة طبيا، نظرا لأهمية كرة القدم (اجتماعيا وسياسيا واقتصاديا) وفي ظل تطورات أزمة الوباء”. وذكر فريق العمل، الذي يرأسه تيم ماير رئيس اللجنة الطبية في اتحاد الكرة الألماني، أنه ليس من الضروري أن يجرى سحب فريق وإخضاعه للعزل في حالة اكتشاف إصابة لاعب واحد بعدوى الفايروس.

وطبقا للوثيقة المؤرخة في 15 أبريل ومن المقرر أن يجرى تحديثها، ذكرت مجلة “دير شبيغل” الإخبارية أنه لن يسمح لأكثر من 300 شخص بالتواجد داخل الملعب خلال المباريات التي تقام دون جماهير.

وأضافت المجلة أن الوثيقة حددت بشكل مفصل قواعد الصحة العامة لكل الأطراف المعنية، بما في ذلك فنادق إقامة الفرق، وكذلك قواعد الاختبارات والمتابعة المستمرة.

وتقضي القواعد بأنه في حالة ظهور إصابة لاعب بفايروس كورونا، لن يجرى الإعلان عن ذلك بشكل فوري، إلى حين التعرف على جميع المخالطين للاعب.

وأشارت مجلة “كيكر” الأربعاء إلى أن فريق العمل أعد وثيقة أيضا تتضمن القواعد التي يسمح للفرق من خلالها باستئناف التدريبات بالشكل المعتاد، حيث لا يسمح للفرق حتى الآن سوى بالتدريبات في مجموعات صغيرة ودون اتصال جسدي بين اللاعبين.

تيم ماير: في حال كشف إصابة ليس ضروريا سحب فريق وإخضاعه للعزل
تيم ماير: في حال كشف إصابة ليس ضروريا سحب فريق وإخضاعه للعزل

 وكان سياسيون ألمان قد اقترحوا الاثنين استئناف منافسات البوندسليغا المتوقفة منذ منتصف مارس الماضي قبل تسع مراحل من نهايتها، في مايو المقبل.

ورفضت وزارة الداخلية الإعلان عن موعد للبدء، موضحة أنها بانتظار فحص رؤية الاتحاد الألماني ورابطة الدوري، وأنه يجب أن تجرى المزيد من المحادثات.

وتستمر القيود العامة المفروضة حاليا من قبل الحكومة الألمانية حتى الثالث من مايو. بينما تجرى الجولة المقبلة من المحادثات بين المستشارة الألمانية أنجيلا ميركل ورؤساء حكومات الولايات في 30 أبريل، ويتوقع أن تكون كرة القدم ضمن القضايا المطروحة للمناقشة.

وكانت المخاوف قد أثيرت حول عدد الاختبارات اللازمة، حيث تردد أن 20 ألف اختبار ستكون مطلوبة في كرة القدم، ما قد يتعارض مع إجراء الاختبارات للأشخاص في المناطق الأكثر عرضة للخطر في ألمانيا.

لكن رابطة الدوري الألمانية أعلنت في بيان الثلاثاء أن الاختبارات المطلوبة لإقامة مباريات كرة القدم تمثل فقط 0.5 في المئة من إجمالي الاختبارات في ألمانيا.

وتعهدت الرابطة بأنه “إذا أسفرت التطورات المستقبلية، وعلى سبيل المثال ظهور موجة ثانية من انتشار العدوى بفايروس كورونا، عن قصور، فلن تتدخل الرابطة بالتأكيد في التأثير على ما يقدم للسكان”.

ولا تزال بعض التساؤلات قائمة، حيث أبدى مايكل لينر الخبير في القانون الرياضي، اعتراضا شديدا على إقامة مباريات دون جماهير بداعي أن الأمر يحمل مخاطر لا يمكن توقعها.

وقال لينر “أرى أن مشكلة الحماية الصحية لم تحل. حيث أن حالة إيجابية واحدة في ظل الحجر الإلزامي قد تربك كل شيء”.

 ومن جهتها أعربت نقابة لاعبي كرة القدم عن قلقها بشأن الموقف في الدوريات الأقل من دوري الدرجة الأولى (بوندسليغا) ودوري الدرجة الثانية وسط تفشي وباء فايروس كورونا.

وقال أولف بارانوفسكي الرئيس التنفيذي للنقابة لصحيفة “دي فيلت” الخميس “الإجازات دون راتب، نهاية العقود، الخوف من المستقبل، الموقف صعب للغاية للاعبين في دوري الدرجة الثالثة والدوريات الإقليمية”. وتحاول نقابة اللاعبين الألمان لكرة القدم تقديم المشورة بشأن قوانين العمل، والتدريب، والمساعدة النفسية لأعضائها.

بينما يدور النقاش حول موعد استئناف فعاليات الموسم الحالي وفق شروط وظروف صارمة، وتأمل مجموعات المشجعين في تغيير أكبر وأطول أمد بعودة اللعبة إلى أصولها وألا يكون الدافع وراءها هو المال.

طرق مبتكرة

وضع معقّد
وضع معقّد

تأمل بعض مجموعات المشجعين في أن يؤدي استئناف فعاليات الموسم إلى لعبة أكثر شمولا يتم فيها تقاسم المال بشكل أفضل مع استعادة روح اللعبة.

ومنحت أزمة كورونا وحالة الإغلاق المطبقة حاليا كرة القدم الألمانية الفرصة لفحص وتقييم وضعها على نطاق أوسع. ويرغب المشجعون في أن تعود الكرة الألمانية بشكل أفضل بمجرد انتهاء أزمة كورونا. وذكرت منظمة “أنسير كيرف” في بيان لها “لم نعد راغبين في مناقشة الأعراض، ولكننا نتحدث أخيرا عن علة كرة القدم ووسائل التغلب عليها”.

وأضافت أن “كرة القدم الجديدة” تحتاج إلى رؤى لتحقيق التوازن بين المصالح الاقتصادية والمسؤولية الاجتماعية.

وقال مايكل غابرييل رئيس مجموعة “كو.أو.أس” للمشجعين “يجب النظر إلى هذا كفرصة لتحسين كرة القدم بمشاركة المشجعين”.

وشهدت الأسابيع التي سبقت إيقاف فعاليات الموسم في مارس مجموعة من الاشتباكات بين المشجعين وسلطات كرة القدم الألمانية.

وانتشرت لافتات عدائية ضد الملياردير ديتمار هوب المستثمر بنادي هوفنهايم وذلك من قبل أنصار الأندية المنافسة الغاضبة. كما انتقد المشجعون العقوبات الجماعية التي أصدرها الاتحاد الألماني لكرة القدم ضد المشجعين ووصفوها بأنها ظالمة نظرا لأن الإساءات جاءت من عدد قليل من مشجعي رابطات الألتراس.

ووصلت عملية توقف الموسم إلى مرحلة عصيبة ما دفع رابطة الدوري الألماني أيضا إلى أن تبحث في استئناف المسابقة وتحديد موعد لهذا.

وذكرت الرابطة في بيان “يجب أن يكون الهدف هو الحفاظ على البوندسليغا ودوري الدرجة الثانية بالشكل الذي حظي بتقدير الكثيرين لعقود وبتقاليد عريقة وأجواء في الملاعب ومجموعة متنوعة من الأندية”.

وأضافت “لا نريد أن تؤدي أزمة اقتصادية إلى انهيارات هيكلية قد لا يمكن إصلاحها وتؤدي إلى تغيير وجه كرة القدم الألمانية المحترفة بشكل جذري”.

23