ضغط حجوزات رحلات الطيران يضع الدوحة في مأزق

القطرية تواجه تحدي نقل مشجعي المونديال بزيادة طاقة التوظيف.
الجمعة 2022/10/14
الصدمة لم تبدأ بعد!

يتابع الخبراء باهتمام تحركات السلطات القطرية بشأن التصرف المحتمل والواقعي الذي يتحتم عليها اتباعه من أجل معالجة مأزق ضغط حجوزات رحلات الطيران، خاصة في ظل ما تواجهه الخطوط الجوية الحكومية من تحديات لنقل مشجعي المونديال المرتقب.

الدوحة - تضغط حجوزات رحلات الطيران بشدة هذه الفترة على قطر، التي تستعد لاحتضان أكبر حدث رياضي في منطقة الشرق الأوسط، وسط محاولات من المسؤولين على قطاع النقل الجوي لتفادي أي مشكلة قد تفسد تنظيم مونديال كرة القدم.

وفي مسعى لمواجهة هذا التحدي قالت الخطوط القطرية الأربعاء إنها ستعزز قوتها العاملة عبر توظيف 10 آلاف موظف جديد لاستيعاب تدفق الركاب المتجهين إلى الدوحة لحضور كأس العالم لكرة القدم وفي إطار توسع أكبر بعد الجائحة.

وقال متحدث من الشركة، طلب عدم نشر اسمه، لرويترز إن الشركة “عاكفة على عملية توظيف ترفع إجمالي قوتها العاملة إلى أكثر من 55 ألف موظف صعودا من نحو 45 ألفا حاليا”.

فورورد كيز: الحجوزات تضاعفت عشر مرات مقارنة مع ما قبل الجائحة

وذكرت الشركة في بيان هذا الأسبوع أنها “تسلك مسار نمو لما بعد كوفيد، ومع المضي في الاستعدادات لكأس العالم على قدم وساق، فإنها تعزز طاقة التوظيف”. ورفضت شركة الطيران تحديد العدد الذي سيكون دائما من الوظائف الجديدة.

وكانت القطرية قد خفضت عدد موظفيها إلى أقل من 37 ألفا العام الماضي بعد تقليص وجهاتها إلى 33 مدينة خلال ذروة الجائحة عام 202. ثم عادت الشركة منذئذ لتعزز عملياتها إلى أكثر من 150 وجهة.

وقال المتحدث إن “فعاليات للتوظيف جرت في الفلبين والهند ودول أخرى في نهاية سبتمبر الماضي”.

ولم يتضح بعد عدد الموظفين الجدد الذين سيكونون على رأس عملهم حين تنطلق بطولة كأس العالم في العشرين من نوفمبر المقبل في قطر التي أصبحت أول دولة في المنطقة العربية تستضيف الحدث الرئيسي للعبة الأشهر على مستوى العالم.

وخلال البطولة، ستعدل الخطوط القطرية 70 في المئة من جدولها لإفساح المجال لرحلات إضافية تصل إلى الدوحة وألغت وخفضت رحلات أخرى من أجل توفير طائرات للمشجعين.

وستزيد شركات الطيران الأخرى رحلاتها بشدة إلى قطر التي أعادت فتح مطار قديم لهذا الحدث، بينما ستكون التكاليف الهاجس الأكبر للزوار بعدما بلغ التضخم في البلاد نهاية الشهر الماضي 6.1 في المئة وهو الأعلى بمنطقة الخليج العربي.

وقال أكبر الباكر الرئيس التنفيذي للشركة للصحافيين في وقت سابق من هذا العام “سيكون تحديا كبيرا أن تكون قادرا على إدارة هذا الطلب سريع الوتيرة لأعداد كبيرة جدا من المشجعين”.

وتواجه قطر نقصا كبيرا في الموظفين مع استعدادها لاستقبال نحو 1.2 مليون زائر خلال بطولة كأس العالم التي تستمر شهرا ومن المتوقع أن تشكل ضغوطا على بنيتها التحتية وقطاعي الضيافة والأمن.

وأظهرت دراسة حديثة أن حجوزات رحلات الطيران إلى قطر تشهد انتعاشا لحضور البطولة، مع طلب قوي جدا من دولة الإمارات حيث يجد المشجعون فيها حلا لتعويض نقص أماكن الإقامة في الدوحة.

وقالت مجموعة فورورد كيز لتحليلات السفر في الدراسة التي نشرتها الثلاثاء الماضي إن “حجوزات رحلات الطيران إلى قطر من الإمارات وتسع دول أخرى زادت عشرة أضعاف مقارنة بما كانت عليه قبل الجائحة”.

القطرية تعزز قدراتها قبل المونديال
القطرية تعزز قدراتها قبل المونديال

وقفزت الحجوزات من الإمارات 103 مرات مقارنة بعام 2016 قبل أن تنضم الإمارات إلى دول عربية أخرى في مقاطعة قطر التي أوقفت الرحلات الجوية المباشرة. وانتهت المقاطعة في أوائل عام 2021.

وقالت فورورد كيز إن “الأداء القوي للإمارات يرجع إلى نقص أماكن الإقامة في قطر”. وأضافت أنه “من المتوقع أن يُقيم العديد من المشجعين في دبي”.

ويأتي هذا الطلب القوي على الرغم من أن قطر تطلب قبل دخولها تقديم نتائج فحوص تُثبت عدم الإصابة بكوفيد - 19.

وذكرت فورورد كيز أن قطاع السفر الجوي عبر الخليج سيستفيد من ذلك، إذ تزيد حجوزات رحلات الطيران إلى المنطقة بنسبة 16 في المئة عن عام 2019. ومن المتوقع أن تبلغ الزيادة في المراحل الأولى من كأس العالم نسبة 61 في المئة.

10

آلاف وظيفة ستضيفها شركة الطيران الحكومية لتصبح قوتها العاملة عند 55 ألف موظف

كما سيسافر المشجعون إلى وجهات أخرى في المنطقة مع ارتفاع عدد الزوار الذين يقضون ليلتين على الأقل في قطر ثم ليلتين على الأقل في دولة خليجية أخرى 16 مرة مقارنة بما كان عليه الحال قبل الجائحة.

ويشكل السياح الأميركيون 26 في المئة من هؤلاء الزوار. ويأتي الكنديون في المرتبة الثانية بنسبة عشرة في المئة يليهم البريطانيون في المرتبة الثالثة بنسبة تسعة في المئة.

وأضافت فورورد كيز “دبي هي المستفيد الأكبر من هذا الاتجاه حتى الآن إذ تستحوذ على 65 في المئة من الزيارات القادمة”.

وفي وقت سابق هذا العام أعلن جهاز قطر للسياحة المملوك للبلد الخليجي، الذي يعد أحد أبرز منتجي الغاز المسال في العالم، عن توفير أكثر من 31.1 ألف غرفة فندقية في الدولة بنهاية الربع الأول من العام الجاري.

وقال منظمو كأس العالم في قطر إن الاتحاد الدولي لكرة القدم (فيفا) حجز 80 في المئة من الغرف المتاحة للاعبين والضيوف والمسؤولين خلال البطولة. ومن المتوقع أن يتخلى الفيفا عن الغرف التي لن يحتاج إليها خلال الأسابيع القليلة المقبلة.

وقالت شركة أو.أي.جي لبيانات السفر الأسبوع الماضي إن دبي بها 115 ألف غرفة فندقية و25 ألف شقة للإيجار.

وأوضحت الشركة أن الخطوط القطرية وفلاي دبي ستعملان معا على تشغيل حوالي 54 رحلة يوميا بين دبي وقطر، مقارنة مع ست رحلات فقط حسبما كان مخططا في السابق.

10