ضغط التكاليف يدفع فولكسفاغن لإغلاق مصانعها في ألمانيا

فولفسبورغ (ألمانيا) - تدرس شركة فولكسفاغن إغلاق مصانعها في ألمانيا للمرة الأولى، في خطوة تظهر الضغوط المتزايدة على الأسعار التي تواجهها أكبر شركة لصناعة السيارات في أوروبا من منافسيها الآسيويين.
وتمثل الخطوة التي تم الكشف عنها الاثنين أول صدام كبير بين الرئيس التنفيذي أوليفر بلوم، الذي اعتبره المحللون أنه أكثر قدرة على بناء التوافق من سلفه هربرت ديس، والنقابات التي تتمتع بنفوذ كبير في عملاق تصنيع السيارات.
وتعتبر فولكسفاغن أن مصنعا واحدا كبيرا للسيارات ومصنعا واحدا للمكونات في ألمانيا أصبحا قديمين، وفقًا لمجلس العمل الخاص بها، حيث تعهدت “بمقاومة شرسة” لخطط المجلس التنفيذي.
وتخطط أيضا لإنهاء برنامجها للأمن الوظيفي، والذي كان قائما منذ عام 1994 ويمنع خفض الوظائف حتى عام 2029، حيث تواجه المجموعة ضغوطا من المنافسين الآسيويين.
ومن المتوقع أن يتحدث المدير المالي أرنو أنتليتز للمجموعة إلى الموظفين، إلى جانب رئيس علامة فولكسفاغن التجارية توماس شايفر في اجتماع مجلس العمل اليوم الأربعاء.
وتواجه المجموعة تحديات في أوروبا والولايات المتحدة والصين على وجه الخصوص، حيث تحاول شركات صناعة السيارات الكهربائية المحلية بقيادة بي.واي.دي الصينية الاستحواذ على حصتها في السوق.
وخسرت فولكسفاغن، التي أغلقت أسهمها مرتفعة الثلاثاء عند 1.2 في المئة بعد هذه الأنباء، ما يقرب من ثلث قيمتها على مدى السنوات الخمس الماضية، مما يجعلها الأسوأ أداء بين شركات صناعة السيارات الأوروبية الكبرى.
وقالت رئيسة مجلس عمل الشركة دانييلا كافالو، وهي عضو في نقابة آي.جي ميتال القوية، إنها تتوقع أن يشارك الرئيس التنفيذي بلوم في المفاوضات أيضا، مضيفة أن الاجتماع سيكون “غير مريح للغاية” لإدارة المجموعة.
وأحبطت آي.جي ميتال محاولات سابقة لإجراء تغييرات أكثر رسوخا، وأحدثها في 2022 عندما غادر ديس منصب الرئيس التنفيذي. وفي الماضي، أطلق المحللون على مواقع فولكسفاغن في أوسنابروك، في ولاية سكسونيا السفلى ودريسدن، في ولايةسكسونيا، أهدافا محتملة للإغلاق.
◙ فولكسفاغن تواجه تحديات في أوروبا والولايات المتحدة والصين حيث تحاول شركات صناعة السيارات الكهربائية الاستحواذ على حصتها في السوق
وسكسونيا السفلى هي ثاني أكبر مساهم في الشركة ودعمت مراجعتها الجديدة. وتقع جميع مصانع فولكسفاغن في هذه الولاية الواقعة في شمال غرب البلاد، باستثناء مصنع كاسل الذي يقع في هيسن بوسط ألمانيا.
ويعتبر مصنع كاسل، الذي تأسس في عام 1958، أكبر منشأة لمكونات الشركة على مستوى العالم وينتج أكثر من 4 ملايين ناقل حركة يدوي وأوتوماتيكي سنويا. كما يعد أكبر جهة توظيف في شمال هيسن بتوفير 16.5 ألف فرصة عمل.
وتُستخدم المكونات المنتجة بهذه المنشأة في العلامة التجارية الأساسية للمجموعة، وكذلك في المركبات التجارية لفولكسفاغن وسيات وأودي وسكودا وبورشه ومركبات لامبورغيني.
وتشعر فولكسفاغن، التي توظف نحو 680 ألف موظف، بأنها مضطرة إلى إنهاء برنامج الأمن الوظيفي، والذي كان قائما منذ عام 1994 ويمنع خفض الوظائف حتى عام 2029، وأكدت أن جميع التدابير ستتم مناقشتها مع مجلس العمل الخاص بها.
وقال بلوم لإدارة فولكسفاغن إن “البيئة الاقتصادية الصعبة والمنافسين الجدد في أوروبا وانخفاض القدرة التنافسية للاقتصاد الألماني تعني أن المجموعة في حاجة إلى بذل المزيد من الجهد”.
وتؤكد آي.جي ميتال أن الأمن الوظيفي يغطي مصانع فولكسفاغن في فولفسبورغ وهانوفر وبراونشفايغ وزالزغيتر وكاسل وإمدن. وقال شايفر في بيان إن “الوضع متوتر للغاية ولا يمكن التغلب عليه بإجراءات بسيطة لخفض التكاليف”.
وتعد المجموعة، التي تقود معظم مبيعات وحدات فولكسفاغن، أولى علاماتها التجارية التي تخضع لحملة خفض التكاليف التي تستهدف تحقيق 10 مليارات يورو (11 مليار دولار) في المدخرات بحلول عام 2026.
كما أنها تحاول تبسيط الإنفاق من أجل البقاء على قيد الحياة في مرحلة التحول إلى السيارات الكهربائية، التي باتت فئة تحظى باهتمام كبير من الكثير من المصنعين، وخاصة الشركات الصينية الباحثة عن الريادة في هذا القطاع والهيمنة عليه في أسواق العالم.