ضغائن تاريخية تغذي النزاع الأرمني الأذري

تركيا التي تطمح إلى التوسع خارج منطقتها جعلت من أذربيجان حليفها الأساسي في المنطقة وهي صداقة يعززها العداء المشترك لأرمينيا التي تقيم علاقات أوثق مع روسيا.
الاثنين 2020/09/28
حرب على الأبواب

يريفان- تسود منذ عقود ضغينة بين أرمينيا وأذربيجان، الدولتين السوفياتيتين السابقتين الواقعتين في القوقاز، على خلفية نزاع حول الأراضي يتطور باستمرار إلى مواجهات دامية.
وتوجد منطقة ناغورني قره باغ في محور العلاقات المتوترة بين يريفان وباكو، حيث ألحقت السلطات السوفياتية هذا الجيب الذي تسكنه أغلبية أرمينية بأذربيجان عام 1921، لكنه أعلن استقلاله عام 1991 بدعم من أرمينيا.

وتلت ذلك حرب أدت إلى مقتل 30 ألف شخص ونزوح مئات الآلاف. ورغم توقيع اتفاق وقف لإطلاق النار عام 1994 وقيام وساطة روسية أميركية فرنسية تحت اسم “مجموعة مينسك”، لا تزال الاشتباكات المسلحة متواترة.

وفي أبريل 2016، جرت أكبر المعارك في المنطقة منذ سنوات، وقد أدت إلى مقتل 110 أشخاص. وشهدت أرمينيا التي صارت مسيحية منذ القرن الرابع، عدم استقرار سياسيا واقتصاديا بعد استقلالها عام 1991.

وعرفت هذه الدولة الفقيرة وغير الساحلية عدة ثورات وعمليات قمع دموية، وعمليات اقتراع مطعون فيها، على خلفية نزوع عدة زعماء لممارسات زبائنية وسلطوية.

غراف

وأوصلت ثورة سلمية في ربيع 2018 رئيس الحكومة الحالي نيكول باشينيان إلى السلطة. وأجرى هذا الأخير إصلاحات لقيت ترحيبا واسعا، لإحلال الديمقراطية واجتثاث الفساد.

في المقابل، تمثل أذربيجان بلدا شيعيا على ضفاف بحر قزوين، تحكمها عائلة واحدة منذ 1993. وأدار الضابط السابق في المخابرات السوفياتية حيدر علييف البلد بقبضة من حديد حتى أكتوبر 2003، حين أورث السلطة إلى ابنه إلهام قبل بضعة أسابيع من وفاته.

وعلى غرار والده، لم يسمح إلهام علييف ببروز أي معارضة، وعيّن في 2017 زوجته مهريبان نائبة للرئيس.

وجعلت تركيا التي لها طموحات جيواستراتيجية في القوقاز وآسيا الوسطى، من أذربيجان الثرية بالمحروقات والتي يتحدث شعبها لغة متفرعة من التركية، حليفها الأساسي في المنطقة، وهي صداقة يعززها العداء المشترك لأرمينيا.

أما أرمينيا، فتكن ضغينة تجاه تركيا بسبب اتهام الإمبراطورية العثمانية بإبادة نحو مليون ونصف مليون أرميني خلال الحرب العالمية الأولى.

وفي الأثناء، تبقى روسيا أكبر قوة إقليمية، وهي تقيم مع أرمينيا علاقات أوثق من علاقاتها مع أذربيجان، لكنها تبيع الأسلحة للطرفين.

5