ضعف الهجوم يثير قلق الرجاء المغربي

الرباط - تلقى الرجاء صفعة قوية بعدما اكتفى بالتعادل على ملعبه 1 – 1 مع ضيفه الفتح الرباطي في الجولة السابعة من الدوري المغربي.
ولم تكن النتيجة وحدها التي أعادت الشك بين جماهير الفريق، لكن أيضا المستوى الذي ظهر به الرجاء، خاصة مع فقدان الفريق العديد من أسلحته لتجاوز الفتح.
وبات الرجاء يعاني كثيرا على المستوى الهجومي وتأكد ذلك في مباراتي أويلرز الليبيري في الدور 32 من دوري أبطال أفريقيا، حيث تأكد تراجع الفاعلية الهجومية التي كان يتميز بها رغم أن إمكانيات منافسه كانت محدودة.
وتضاعفت المعاناة في مباراة الفتح حيث وجد المهاجمون صعوبة كبيرة في التسجيل، والأكيد أن الرجاء يؤدي ضريبة بيع المهاجمين المتألقين سفيان رحيمي وبين مالانغو، ولم ينجح الجهاز الفني في تعويضهما أو إعداد البديل المناسب.
ويخشى الرجاء من الغياب المتكرر لنجم الوسط عبدالإله الحافيظي، حيث تعرض مجددا لإصابة جديدة أبعدته في الفترة الأخيرة. ودائما ما يتأثر الرجاء بغياب صانع الألعاب الحافيظي، لاسيما في ظل عدم توفر أي بديل يملك الإمكانيات نفسها.
ويغيب الحافيظي في فترة مهمة وحساسة عن الرجاء تتطلب أن يكون في كامل لياقته، خاصة مع الاستحقاقات التي تنتظر الفريق وأولها الديربي البيضاوي أمام الوداد، إضافة إلى دور المجموعات بدوري أبطال أفريقيا وكأس السوبر الأفريقي.
استياء كبير
أبدى جمهور الرجاء استياءه من الطريقة التي يدير بها المدرب الأسعد الشابي المباريات، خاصة على مستوى الاختيارات البشرية والفنية وكذلك التغييرات التي يقوم بها خلال المباريات.
ولم يتقبل جمهور الرجاء اختيارات الشابي في مواجهتي أويلرز في دوري الأبطال، كما أثارت تغييراته التي أجراها أمام الفتح في الشوط الثاني من المباراة الكثير من التساؤلات، وحمله بعض المنتمين للنادي مسؤولية ضياع الفوز.
وتراجع مستوى محسن متولي وغابت لمسته التي تميز بها في مواسم سابقة بحكم خبرته وتجربته الكبيرة، خاصة بعد تحمله مسؤولية قيادة الفريق، في ظل غياب الحافيظي الطويل.
جمهور الرجاء أبدى استياءه من الطريقة التي يدير بها المدرب الأسعد الشابي المباريات خاصة على مستوى الاختيارات البشرية
وبدا واضحا تأثر متولي بعامل السن وعدم قدرته على مجاراة إيقاع المباريات القوية، خاصة مع الاستحقاقات المحلية والقارية التي تنتظر الرجاء التي تتطلب أن يكون جميع اللاعبين في قمة عطائهم.
ويخشى جمهور الرجاء أن يكون فريقهم قد فقد شخصيته القوية عطفا على المستويات المتواضعة التي قدمها في المباريات الأخيرة.
عانى محمد أمين بنهاشم قبل هذه المباراة من ضغط شديد بسبب تصريحاته السابقة التي استفزت الرجاء، حين أكد في مؤتمر صحافي أنه هو من اعترض على انتقال نجم الفريق نوفل الزرهوني إلى الفريق البيضاوي الصيف الماضي، إذ اشترط مقابل تسريحه الحصول على خدمات نجم الرجاء سفيان رحيمي أو 5 ملايين دولار، وهي مطالب تعجيزية استفزت أنصار الرجاء.
كما عاش مدرب الفتح ضغوطات أخرى داخلية في ناديه بسبب أزمة النتائج، إذ تم ربط مستقبله بنتيجة هذه المباراة، لاسيما أنه دخلها وهو يحتل المركز قبل الأخير دون تحقيق أي انتصار، لذلك جاء التعادل بمثابة انتصار بالنظر إلى هذه الظروف.
الرابح الأكبر
عكس بنهاشم الذي أحرج الرجاء بنجومه وانخرط في فرحة كبيرة بعد التعادل، كان لاعب الفتح نوفل الزرهوني أكبر الخاسرين لتمرده على ناديه، ورفضه خوض هذه المباراة مطالبا بمستحقاته، الأمر الذي سيعرضه لعقوبات كبيرة مثلما تأكد من المحيطين بالنادي، خاصة بعدما ارتبط اسم اللاعب نفسه بالرجاء في الميركاتو الماضي.
وعوض المدرب غياب الزرهوني باللاعب أنس باش الذي سجل هدف التعادل للفتح في الجولة الثانية، وكان قريبا من منح الفتح هدف الانتصار لولا تألق الزنيتي في آخر دقائق المباراة.
وبتعادله أمام الفتح يكون الرجاء ومدربه التونسي الأسعد الشابي قد أهدرا فرصة الانفراد بالصدارة، ونقل الضغط إلى الوداد قبل جولتين من الديربي. كما واصل الرجاء نزيف النقاط في ملعبه، فهذه هي المباراة الثانية تواليا التي يخفق فيها الفريق في إدراك الفوز، بعدما هُزم قبل جولتين من نهضة بركان، ليضيع 5 نقاط في الدار البيضاء.
وسيضع هذا التعادل المدرب الشابي في مأزق حقيقي قبل انعقاد الجمعية العمومية للرجاء، إذ أكد كل مرشحي رئاسة النادي في تصريحات رسمية عدم اقتناعهم به كمدير فني للنادي.