ضعف الطلب يقود أرباح سامسونغ إلى انخفاض تاريخي

الشركة الكورية الجنوبية تتوقع انخفاضا بنسبة 69 في المئة في أرباح التشغيل لربع العام المنتهي في ديسمبر 2022 إلى أدنى مستوى في ثماني سنوات.
السبت 2023/01/07
ضغوط لتغيير التوجه وخفض الإنتاج

سيول - انقادت شركة سامسونغ إلكترونيكس الكورية الجنوبية إلى تسجيل أكبر انخفاض في أرباحها منذ العام 2014، في دليل على أن التباطؤ الاقتصادي العالمي أضر بالطلب على الإلكترونيات أكثر ممّا كان متوقَعا.

وقالت الشركة في بيان الجمعة إنها “تتوقع انخفاضا بنسبة 69 في المئة في أرباح التشغيل لربع العام المنتهي في ديسمبر 2022 إلى أدنى مستوى في ثماني سنوات”.

وتكافح أكبر شركة تكنولوجيا في كوريا مع ضعف الطلب على رقائق الذاكرة والهواتف الذكية والشاشات، حيث يحد المستهلكون من الإنفاق في العطلات وسط ارتفاع معدلات الفائدة والتضخم، بالإضافة إلى مشاكل الطلب.

وعانت شركة أبل الأميركية أحد أكبر زبائن سامسونغ لشاشات العرض ورقائق الذاكرة من تأخيرات في الإنتاج في مجمع تجميع أيفون في مدينة تشنغتشو الصينية.

وقدرت أكبر شركة لصناعة رقائق الذاكرة والهواتف الذكية وأجهزة التلفزيون في العالم أن أرباحها تراجعت إلى 4.3 تريليون وون (3.37 مليار دولار) في الفترة من أكتوبر إلى ديسمبر الماضيين، انخفاضا من 13.87 تريليون وون قبل عام.

 سانجيف رانا: التدهور السريع سيدفع الشركة إلى تقليص إنتاج الرقائق
 سانجيف رانا: التدهور السريع سيدفع الشركة إلى تقليص إنتاج الرقائق

ويمثل هذا أقل ربح فصلي لسامسونغ منذ الربع الثالث من 2014 ولم يصل إلى 5.9 تريليون وون توقعتها رفينيتيف سمارت إستيميت.

وقالت سامسونغ “بالنسبة إلى نشاط رقائق الذاكرة، كان الانخفاض في الطلب بالربع الرابع أكبر من المتوقع إذ عدَّل العملاء المخزونات مدفوعين بالمخاوف من تدهور معنويات المستهلكين الناجم عن استمرار ارتفاع أسعار الفائدة العالمية وضعف الآفاق الاقتصادية”.

وأوضحت في بيان أوّلي قصير عن الأرباح قبل الإعلان الرسمي في آخر أيام يناير الجاري، أن الإيرادات تراجعت على الأرجح 9 في المئة مقارنة بالفترة نفسها قبل عام إلى 70 تريليون وون.

وذكرت سامسونغ، رابع أكبر شركة في آسيا من حيث القيمة، أن أسعار رقائق الذاكرة تراجعت أيضا أكثر من المتوقع بسبب زيادة المخزون لدى الموردين.

وأكدت أن أرباحها من الهواتف المحمولة انخفضت في الربع الرابع من العام الماضي مع تراجع مبيعات وإيرادات الهواتف الذكية بسبب ضعف الطلب الناتج عن مشكلات الاقتصاد الكلي الممتدة.

ومن المقرر أن تعلن رابع أكبر شركة في آسيا من حيث القيمة السوقية عن الأرباح المفصلة في وقت لاحق من الشهر الجاري.

f

وتضيف البيانات ضغوطا على سامسونغ لتغيير التوجه وخفض الإنتاج والنفقات الرأسمالية، مما يغذي الآمال في حدوث تحول.

وقال سانجيف رانا المحلل في سي.أل.أس.أي لتلفزيون بلومبرغ “أصرّت سامسونغ على عدم خفض النفقات الرأسمالية أو المعروض، لكنَّ التدهور السريع في الطلب والربحية يعني أنها قد تضطر إلى التفكير في ما لا يمكن تصوّره، أي تخفيضات إنتاج شرائح الذاكرة”.

وبينما تشير مستويات مخزون الشركة إلى حدوث تحول في الربع الثاني من 2023 لكنَّ الخفض المحتمل في إنتاج الرقائق الإلكترونية قد يعني حدوث تحول “قبل ذلك بقليل”، وفق دانييل يو، رئيس الأصول العالمية في يانتا سيكيوريتيز كوريا.

وبعد زيادة الإنتاج إلى مستويات قياسية لمواجهة زيادة الطلب خلال الوباء كان على صانعي الرقائق منذ ذلك الحين خفض الإنفاق على الإنتاج الجديد وخفض التكاليف لمواجهة ذلك.

وتقول شركات تصنيع شرائح الذاكرة بما في ذلك ميكرون تكنولوجي إنها لا تتوقَّع حدوث انتعاش حتى النصف الثاني من هذا العام، وقد خفّضت ميزانيات المعدات والمصانع الجديدة وخفضت التكاليف.

وحذرت ميكرون من أنَّه سيكون من الصعب العودة إلى الربحية هذا العام، معلنة عن تخفيض بنسبة 10 في المئة في قوتها العاملة، بالإضافة إلى المزيد من التخفيضات في النفقات الرأسمالية.

أما شركة هينيكس المنافسة فأكدت في بيان في وقت سابق أنها ستخفض نفقاتها الرأسمالية إلى النصف خلال العام الجاري.

وأشارت سامسونغ في السابق إلى أنَّه ليس لديها أيّ خطط فورية لخفض الإنتاج ومنذ ذلك الحين تسارع انخفاض أسعار شرائح الذاكرة مع اشتداد المنافسة على العملاء.

وتفاقمت الأزمة في سوق شرائح الذاكرة بسبب العقوبات الأميركية على بعض الصادرات المتعلقة بالشرائح إلى الصين، مما أضر بالطلب من بعض عملاء سامسونغ الرئيسيين.

وانخفضت مبيعات الرقائق في كوريا الجنوبية، وهي رائدة الطلب العالمي على التكنولوجيا، بنسبة 29 في المئة عن العام السابق في ديسمبر، في خامس انخفاض شهري على التوالي وفي أعقاب أكبر انخفاض سنوي منذ نوفمبر عام 2009.

10