ضعف الطلب على الرقائق يقضم أرباح سامسونغ

عملاق الإلكترونيات الكوري الجنوبي يستثمر في تصنيع التكنولوجيا الدقيقة.
السبت 2023/04/08
لم يعد أحد يكترث

سيول - دفع ضعف الطلب العالمي على الرقائق عملاق الإلكترونيات الكوري الجنوبي سامسونغ وما انجر عنه من تراجع في أرباحه إلى اتخاذ قرار تقليص عمليات إنتاج شرائح الذاكرة على المدى القصير.

وتأتي الخطوة التي أعلنت عنها الشركة الجمعة مع نشرها نتائج أعمالها للربع الأول من هذا العام في تراجع عن موقفها السابق بأنها لن تقلل الإنتاج حتى تتمكن من السيطرة على حصة أكبر من سوق الرقائق العالمية.

وذكرت الشركة في بيان أنه “في إطار التقييم الذي يفيد بأن الشركة قد أمّنت حجما كافيا للاستجابة للتغيرات المستقبلية في الطلب على الذاكرة، تعمل سامسونغ على تعديل إنتاج شرائح الذاكرة إلى مستوى ذي مغزى”.

سونغ - وو لي: خفض الإنتاج سيؤدي إلى زيادة أسعار شرائح الذاكرة قريبا
سونغ - وو لي: خفض الإنتاج سيؤدي إلى زيادة أسعار شرائح الذاكرة قريبا

وأوضحت أن خطتها تركز على المنتجات التي ضمنت إمدادا إضافيا بجانب تحسين عمليات خط الإنتاج الجارية بالفعل.

ويقول محللو قطاع التكنولوجيا إن القرار كان المنافسون ينتظرونه بعد تراكم المخزون الذي أضر بالأسعار والأرباح.

وذكرت سامسونغ أن أرباحها انحسرت في الفترة بين يناير ومارس الماضيين لتبلغ 600 مليار وون (450 مليون دولار)، وهي أقل من متوسط تقديرات المحللين البالغة 1.4 تريليون وون، فيما انخفضت المبيعات إلى 63 تريليون وون.

وقاوم أكبر صانع لرقائق الذاكرة التراجع في الأشهر الأخيرة جزئيا للاستيلاء على حصة من المنافسين في السوق، لكن الأرقام تؤكد أنه فشل في مسعاه جراء مخلفات الحرب في شرق أوروبا على الاقتصاد العالمي.

وتضخم المخزون في الشركة إلى 52.2 ترليون وون في نهاية العام الماضي، بعد أن حافظت الشركة على الإنتاج رغم انهيار الطلب.

وفي المقابل، قام المنافسان أس.كي هينكس وميكرون تكنولوجي بخفض الإنتاج للتعامل مع زيادة المعروض التاريخي للرقائق.

ونقلت وكالة بلومبرغ عن سونغ - وو لي المحلل في يوغين إنفستمنت آند سيكيوريتيز قوله إن “خفض إنتاج سامسونغ يعد خطوة ذات مغزى”.

ورجح أن يؤدي خفض الإنتاج إلى زيادة أسعار شرائح الذاكرة قريبا ولا يوجد أي طلب تقريبا في الوقت الحالي.

ومع ذلك أشارت سامسونغ إلى أنها لن تتراجع عن إستراتيجيتها المتشددة، وأكدت أنها ستواصل “الاستثمار في البنية التحتية لتأمين غرف معقمة أساسية يتم فيها تصنيع التكنولوجيا الدقيقة، وتوسيع الاستثمار في البحث والتطوير لتعزيز الريادة التقنية”.

وتخطط سامسونغ لتقديم بيان مالي كامل مع صافي الدخل ومعلومات عن أداء الأقسام في وقت لاحق من هذا الشهر.

وحذّرت أكبر شركة في كوريا الجنوبية من أن الأرباح ستنخفض في الربع الأول بسبب تباطؤ المبيعات.

لكن أسعار شرائح الذاكرة تراجعت أكثر من المتوقع بسبب تباطؤ الطلب على مجموعة واسعة من الأجهزة الإلكترونية من الهواتف الذكية إلى أجهزة الكمبيوتر رغم اجتياز المستهلكين والشركات مخاطر الركود.

هل ستتراجع سامسونغ عن إستراتيجيتها المتشددة؟
هل ستتراجع سامسونغ عن إستراتيجيتها المتشددة؟

وعلى الرغم من إعادة فتحها بعد جائحة كورونا، فإن السوق الصينية أيضا لم تنتعش بالسرعة التي توقعها البعض من المحللين.

وتشير التقديرات إلى أن شركة سامسونغ خسرت حوالي 3 مليارات دولار في قسم شرائح الذاكرة الخاص بها.

وأثرت الجائحة على صناعة أشباه الموصلات، تاركة العديد من أكبر اللاعبين يكافحون لمواكبة تغيرات السوق، فيما ارتفع الطلب حيث اشترى المستهلكون المنعزلون في المنزل أجهزة كمبيوتر وهواتف ذكية جديدة.

وانعكست الأوضاع مع رفع القيود وعانى الاقتصاد العالمي من صدمات اقتصادية بسبب ارتفاع التضخم وأسعار الفائدة والحرب في أوكرانيا.

ويتوقع المحلل في شركة يوانتا سيكيوريتيز لبيك جيلهيون أن تنخفض أسعار دي رام، وهي نوع من شرائح الذاكرة المستخدمة لمعالجة البيانات، في الربع الحالي بحوالي 10 في المئة عقب تراجع بأكثر من 30 في المئة خلال الربع الأخير من 2022.

وذكرت شركة ميكرون، أكبر شركة أميركية لتصنيع رقائق الذاكرة، أن مخزونات الزبائن آخذة في الانخفاض. وتوقعت تحسنا تدريجيا في التوازن بين العرض والطلب.

وقال المسؤولون التنفيذيون في هينكس إن “تخفيضات الإنتاج من قِبَل موردي الذاكرة يجب أن تدخل حيز التنفيذ في النصف الثاني من 2023 وأن تساعد في دعم الأسعار”.

لكن منافسي سامسونغ شددا على أن وتيرة التعافي ستتوقف على جهود الأقران لخفض الإمدادات.

شركة ميكرون، أكبر شركة أميركية لتصنيع رقائق الذاكرة، تؤكد أن مخزونات الزبائن آخذة في الانخفاض وتتوقع تحسنا تدريجيا في التوازن بين العرض والطلب

ويقاوم العملاق الكوري الجنوبي التراجع عن الإنفاق الرأسمالي والإنتاج حتى الآن. واختارت الشركة تاريخيا عدم التباطؤ في الأوقات الصعبة حتى تتمكن من الحصول على حصة من المنافسين.

ولهذا تنفق مئات المليارات من الدولارات لبناء أكبر مجمع شرائح في العالم في كوريا الجنوبية، وتقوم ببناء منشأة جديدة في الولايات المتحدة أيضاً.

ويمكن أن يساعد تخفيض سامسونغ في زيادة أسعار الرقائق، وهي خطوة أساسية لتعافي الأرباح. وقال جيلهيون “نظرا إلى أنه يعدل الإنتاج ويخفض إنتاج شرائح الذاكرة إلى مستوى ذي مغزى، يمكن أن يتحسن وضع العرض والطلب بشكل أسرع بكثير”، مضيفا “المخاوف قصيرة المدى تقترب من نهايتها”.

ومع ذلك ليس من الواضح كيف يمكن أن يُحدث الصراع بين الولايات المتحدة والصين على أشباه الموصلات تأثيرا على هذه الصناعة في السنوات القادمة.

وفي الأسبوع الماضي أطلقت بكين مراجعة أمنية للرقائق من شركة ميكرون، مما أثار مخاوف من أن الحكومة الصينية تتخذ موقفاً أكثر عدوانية تجاه الشركات الأميركية.

وأحد أسباب تمكن سامسونغ من البقاء في خانة الأرباح خلال الربع الأول من 2023 هو قسم الهواتف الذكية، مدعوما بإطلاق سلسلة سامسونغ أس 23.

وقد وصلت مبيعات مجموعة الهاتف إلى نحو 11 مليون وحدة خلال الربع الأول، بزيادة 50 في المئة مقارنة بنظيرتها من العام الماضي، وفق كيم كوانغجين المحلل لدى هانوا إنفستمنت أند سيكيوريتيز.

وقدر كوانغجين أن أرباح قسم الهواتف الذكية في سامسونغ ارتفعت بنسبة 123 في المئة على أساس ربع سنوي لتصل إلى 3.3 تريليون وون.

10