ضربة جديدة موجعة للميليشيات ومحرجة لرئيس الوزراء العراقي

بغداد- ألحقت ضربة أميركية جديدة خسائر بشرية بالميليشيات الشيعية المنخرطة في استهداف مواقع تواجد الجيش الأميركي في العراق وسوريا، فيما عمّقت الحرج السياسي لرئيس الوزراء العراقي محمد شياع السوداني الممزق بين موقف الدولة الذي يقتضي ضبط المشهد الأمني ومنع التعرض لقوات متواجدة في البلاد استنادا إلى اتفاقية قانونية، وضرورة مسايرة القوى السياسية التي وضعته في المنصب وذات الصلة القوية بتلك الميليشيات.
وقُتل قيادي وعنصر في أحد الفصائل الحليفة لإيران في قصف أميركي استهدف الخميس مقرا للحشد الشعبي في بغداد حمّلت حكومة السوداني مسؤوليته للتحالف الدولي لمكافحة تنظيم الدولة الاسلامية الذي تقوده واشنطن.
◙ العراق يحمّل التحالف الدولي الذي تقوده واشنطن المسؤولية عن هجوم غير مبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة
وجاء الهجوم في وقت تعرّضت فيه القوات الأميركية وقوات التحالف الدولي لأكثر من مئة هجوم بصواريخ وطائرات مسيّرة منذ منتصف أكتوبر الماضي، بعد أيام على اندلاع الحرب بين إسرائيل وحركة حماس في قطاع غزة.
وتتبنى معظم تلك الهجمات شبه اليومية “المقاومة الإسلامية في العراق” التي تجمع فصائل مسلحة حليفة لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، وهو تحالف لفصائل مسلحة باتت منضوية في القوات الرسمية العراقية.
وجاءت الضربة الجديدة غداة الذكرى السنوية الرابعة لمقتل قاسم سليماني القائد السابق لفيلق القدس وأبومهدي المهندس نائب رئيس الحشد الشعبي بضربة أميركية في يناير 2020 على طريق مطار بغداد، ووسط سياق إقليمي متوتر على خلفية الحرب بين حماس وإسرائيل، وبعد يومين من مقتل قيادي من حماس بضربة نسبت إلى إسرائيل في الضاحية الجنوبية لبيروت.
وأعلنت حركة النجباء، أحد أبرز فصائل الحشد الشعبي والمناهضة بشدّة للوجود الأميركي في العراق، في بيان الخميس مقتل “معاون قائد عمليات حزام بغداد بالحشد الشعبي الحاج مشتاق طالب السعيدي (أبوتقوى) ومرافقه، بقصف أميركي على مقر الدعم اللوجستي في بغداد”.
وحمّل العراق في بيان التحالف الدولي لمكافحة تنظيم داعش الذي تقوده واشنطن المسؤولية عن “هجوم غير مبرر على جهة أمنية عراقية تعمل وفق الصلاحيات الممنوحة لها من قبل القائد العام للقوات المسلحة”.
وقال بيان صادر عن يحيى رسول المتحدّث العسكري باسم رئيس الوزراء إنّ “القوات المسلحة العراقية تحمّل قوات التحالف الدولي مسؤولية هذا الهجوم”. وأضاف أن “هذا الاستهداف تصعيد خطير واعتداء على العراق ومن شأنه أن يقوّض جميع التفاهمات ما بين القوات المسلحة العراقية وقوات التحالف الدولي”.
من جهته ندّد القيادي البارز في الحشد هادي العامري في بيان بـ”الجريمة النكراء التي اقترفتها القوات الأميركية المجرمة”، محمّلا “الحكومة العراقية مسؤولية أيّ تغاض أو تراخ في المطالبة الجادة بإخراج فوري لما يُسمى بقوات التحالف الدولي من الأرض العراقية”.
ويقتضي الموقف من حكومة السوداني التي وصلت إلى السلطة بدعم من أحزاب وتيارات موالية لإيران ومرتبطة بالحشد الشعبي، أن تمارس سياسة التوازن للحفاظ على علاقتها مع واشنطن ذات الأبعاد الإستراتيجية.