ضربة جديدة لبوينغ بتعليق تحليق طائرات 737 أن.جي

خلل في صنع الطائرة 737 أن.جي كان سببا في كارثتي تحطم طائرتين أسفرتا عن مصرع 346 شخصا.
السبت 2019/11/02
فحص فني طارئ لجميع طائرات بوينغ 737 أن.جي

سيدني - تلقى عملاق صناعة الطائرات الأميركية بوينغ ضربة جديدة بعد أن تم إيقاف خدمات عشرات الطائرات من طراز 737 أن.جي المستخدم بكثافة بعد اكتشاف تشققات في هياكلها.

وتأتي الخطوة بعد أشهر من تعرض طراز 737 ماكس للانتقاد وتوقف استخدامه من قبل شركات الطيران حول العالم بعد كارثتي تحطم طائرتين أسفرتا عن مصرع 346 شخصا.

وقالت شركة كوانتاس الأسترالية الجمعة إنها منعت طيران هذا الطراز من التحليق بسبب تلك المشكلة، وأنه يتم تفحص 32 طائرة أخرى، مؤكدة للركّاب أن لا داعي للقلق.

وأعلنت كوريا الجنوبية أنها منعت تسع طائرات من الطراز ذاته من التحليق في مطلع أكتوبر الماضي، بينها خمس طائرات تابعة للخطوط الجوية الكورية.

ووفق بوينغ، فإن طائرة 737 أن.جي هي نسخة سابقة لطراز 737 ماكس. وهناك ثلاثة نماذج منها هي 737 – 700 و737 – 800 و737 – 900، وصنعت منها 6162 طائرة منذ إطلاقها في منتصف تسعينات القرن الماضي.

وكانت بوينغ أبلغت في بداية الشهر عن مشاكل في الجزء الذي يربط جناحي الطائرة بهيكلها.

وإثر ذلك، أعلنت الوكالة الفيدرالية الأميركية للطيران أنها أمرت بإجراء فحص فوري على عدد من طائرات بوينغ 737 أن.جي، بعد العثور على “تشققات هيكلية” في طائرة من هذا الطراز في الصين.

وطالبت الوكالة في مذكرة صادرة في الثالث من أكتوبر الماضي بإجراء عملية الكشف في مهلة سبعة أيام، “قبل إتمام 30 ألف دورة طيران” لكل طائرة، إذ أظهرت طائرات كوانتاس تشققات بعد أقل من 27 ألف رحلة.

وقال متحدث باسم بوينغ في سيدني لوكالة الصحافة الفرنسية إنه تم رصد تشققات في أقل من خمسة بالمئة من ألف طائرة تم تفحّصها حتى الآن، ومنعت من التحليق بانتظار إصلاحها.

وذكرت الوكالة أن طائرات 737 أن.جي المعنية بالمذكرة لا يمكنها التحليق طالما لم تخضع للكشف، بعدما قدرت في مطلع أكتوبر عدد الطائرات المعنية بحوالي 1911 في الولايات المتحدة.

ضربة جديدة
ضربة جديدة 

وأوضح خبير الطيران في جامعة سوينبيرن للتقنية ستيفن فانكهاوزر أن “القطع مصممة بشكل يمكّنها من تحمل مستوى معين من التلف والأضرار”.

غير أن هذا لم يمنع ورود دعوات في أستراليا من أجل تجميد جميع طائرات بوينغ 737 أن.جي، وهي دعوات اعتبرتها شركة كوانتاس “غير مسؤولة تماما”.

وقال رئيس قسم الهندسة في الشركة الأسترالية كريس سنوك إنه “حتى عندما يكون هناك تشقق، فهذا لا يؤثر تلقائيا على سلامة الطائرة”.

وأوضح أن المجموعة سرّعت عمليات الكشف على الطائرات المتبقية البالغ عددها 32 ومن المفترض أنها انتهت الجمعة.

ومن بين شركات الطيران الأميركية الأربع الكبرى، وحدها ساوث وست رصدت أعطالا على ثلاث من طائراتها.

وقال متحدث باسم الشركة “نواصل العمل مع بوينغ لإصلاح هذه الطائرات الثلاث وليس لدينا تاريخ لعودتها إلى الخدمة”.

وكذلك أجرت شركة فيرجن إيرويز الأسترالية كشفا على طائراتها من الطراز ذاته والبالغ عددها 17 ولم تظهر فيها أي مشكلة، على ما أوضح متحدث باسم هيئة الطيران المدني الأسترالية.

من جهتها أعلنت شركة راين إير، أكبر مشغل في العالم لهذا الطراز من الطائرات إذ تملك أكثر من 450 بوينغ 737 – 800، أنها غير معنية بالمشكلة في الوقت الحاضر.

وأكدت في بيان أن “راين إير تواصل تفحص طائراتها عملا بمذكرة الطيران ولا تتوقع أن يؤثر ذلك على أنشطتها أو على جهوزية أسطولها”.

وأفادت شركة نورويجيان للرحلات المنخفضة التكلفة التي تشغل 110 طائرات بوينغ 737 – 800، أن أسطولها “غير معني في الوقت الحاضر” بعمليات الكشف إذ أنه جديد، وكذلك الخطوط الملكية المغربية التي تشغل 36 طائرة بوينغ 737 أن.جي.

أما ترانسافيا فرانس، فرع الرحلات المتدنية التكلفة لمجموعة “إير فرانس كيه.أل.أم”، فباشرت عمليات كشف على طائراتها البالغ عددها 38 من غير أن “يتم رصد أي خلل حتى الآن”.

ولا تزال بوينغ تعمل على استعادة الثقة بطائرتها بعدما تبيّن أن حادثتي التحطم اللتين وقعتا العام الماضي مرتبطتان بنظام آلي وظيفته منع سقوط الطائرة.

10