ضربات فرنسية تعمق نزيف قيادات القاعدة في مالي

قوات فرنسية تتمكن من تصفية زعيم أحد أبرز المجموعات الجهادية في مالي في إطار حربها على الإرهاب.
السبت 2019/02/23
خطوة هامة

باريس – أعلنت وزيرة الجيوش الفرنسية فلورنس بارلي الجمعة أن العسكريين الفرنسيين ضمن عملية برخان قتلوا الخميس في مالي زعيم إحدى أبرز المجموعات الجهادية في منطقة الساحل، الجزائري جمال عكاشة الملقّب يحيى أبوالهمام.

وقالت في بيان إن الرجل كان زعيم “إمارة الصحاري” في “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، وهو المسؤول الثاني في التحالف الجهادي الذي يتزعمه إياد أغ غالي أمير “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين” وهو من طوارق مالي.

وأكد الباحث في شؤون الساحل في مركز أبحاث ستوكهولم الدولي للسلام أورليان توبي، أن “جمال عكاشة كان شخصية بارزة، وأحد الأعضاء المؤسسين لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين. كان مهما جدا داخل التنظيم”.

وأثنت الوزيرة على “هذه الخطوة الهائلة التي تأتي بعد سنوات من البحث”، وتشكّل “ضربةً قاسيةً للجماعات الإرهابية العاملة في الساحل”. وشدّدت على أن جماعة نصرة الإسلام والمسلمين “خسرت ثلاثة من زعمائها البارزين خلال عام، وجميعهم مساعدون لإياد أغ غالي ومقربون منه”.

وقال الباحث “صحيح أن فرنسا نجحت في القضاء على غالبية الأعضاء المؤسسين لجماعة نصرة الإسلام والمسلمين الذين ظهروا في فيديو الإعلان عن تأسيسها قبل عامين”، لكن البيان “متفائل جداً بشأن أثر هذه الضربة”. وأوضح أن “جماعة نصرة الإسلام والمسلمين نجحت دائما في استعادة قوتها وقيادة عمليات هامة جداً رغم مقتل قادتها. ويجب التذكير أيضا بأن فرنسا أعلنت قتل أمادو كوفة (وهو داعية متطرف في التنظيم) قبل أشهر لكن لم تؤكد وفاته بعد”.

واعترضت قوة برخان الخميس يحيى أبوالهمام بينما كان ضمن موكب آليّات متجه إلى شمال تمبكتو (وسط مالي)، بحسب متحدّث باسم قيادة الجيش الفرنسي.

ولتحقيق ذلك، حرّك الفرنسيون وسائل جوية وبرية، بينها خمس مروحيات وطائرة المراقبة المسيّرة “ريبر”. وأوضح المتحدّث “”عندما اقتربت القوات، أطلقت النار من الشاحنات، الأمر الذي استوجب رداً من المروحيات” التي “شلت حركة 11 إرهابياً”، من بينهم يحيى أبوالهمام.

وكان جمال عكاشة الملقب يحيى أبوالهمام والمولود في حيّ الرغاية في العاصمة الجزائر مقاتلا مخضرما. وهو عضو سابق في “الجماعة الإسلامية المسلحة”، ثمّ في “الجماعة السلفية للدعوة والقتال” التي أصبحت “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، ويشتبه بأن عكاشة متورط في عملية اغتيال الأميركي كريستوفر ليغيت في يونيو 2009 في نواكشوط.

ويشتبه أيضاً بمشاركته في الهجوم على السفارة الفرنسية الذي جرح فيه شخصان في أغسطس 2009 في العاصمة المالية. وفي عام 2013، خلف عبدالحميد أبوزيد أحد الزعماء الرئيسيين في “تنظيم القاعدة في بلاد المغرب الإسلامي”، الذي قتله الجيش الفرنسي في معركة أدرار إيفوغاس (جبال إيفوغاس) في شمال مالي.

4