ضربات روسية في عموم المدن الأوكرانية وكييف تطالب الغرب برد قاس

مينسك تعلن نشر قوات روسية - بيلاروسية على الحدود الغربية للاتحاد، عقب استهداف موسكو العاصمة الأوكرانية و12 مدينة أخرى بـ75 صاروخا وطائرات مسيّرة إيرانية.   
الاثنين 2022/10/10
كييف تحت النار

كييف - هزت سلسلة من الانفجارات العاصمة الأوكرانية كييف ومدنا عديدة في أنحاء البلاد على نحو متزامن صباح الاثنين، مخلفة قتلى وجرحى، فيما أعلن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين أن هذه الهجمات الصاروخية جاءت ردا على تفجير جسر القرم، الذي اتهم أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بتدبيره.

وأكد بوتين أن روسيا استهدفت البنى التحتية الأوكرانية بقصف كثيف، متوعدا بأن الرد على أي هجمات أوكرانية أخرى سيكون "شديدا".

وقال بوتين في مستهل اجتماع متلفز مع أعضاء مجلس الأمن الروسي "لم يكن من الممكن ترك الهجمات الأوكرانية تمر من دون رد. إذا تواصلت، فسيكون الرد الروسي شديدا ومتناسبا مع مستوى التهديد".

وأعلنت وزارة الدفاع الروسية أن الضربات على أوكرانيا "حققت هدفها".

وقالت الدفاع الروسية في بيان لها "اليوم (الاثنين) وجهت القوات الروسية ضربة مكثفة بأسلحة عالية الدقة بعيدة المدى لمواقع القيادة العسكرية وأنظمة الاتصالات والطاقة في أوكرانيا. تم تحقيق هدف الضربة، حيث أصيبت كل المواقع التي حددت كأهداف".

وقال الرئيس الأوكراني فولوديمير زيلينسكي على شبكات التواصل الاجتماعي "إنهم يحاولون تدميرنا جميعا، محونا من على وجه الأرض"، داعيا السكان إلى البقاء في الملاجئ، وطالب فرنسا وألمانيا برد "قاس" على روسيا، وكذلك باجتماع طارئ لمجموعة السبع.

وأعلن الجيش الأوكراني أن الضربات نفذت بطائرات مسيّرة إيرانية الصنع أرسلت من بيلاروسيا.

واتهم رئيس بيلاروسيا ألكسندر لوكاشنكو أوكرانيا بالتحضير لهجوم ضد بلاده، مضيفا أن نتيجة لذلك ستنشر مينسك قوات روسية - بيلاروسية من دون تحديد موقعها.

وقال لوكاشنكو خلال اجتماع مع مسؤولين أمنيين "نظرا إلى تفاقم الوضع على الحدود الغربية للاتحاد، اتفقنا على نشر قوة إقليمية لجمهورية روسيا الاتحادية وجمهورية بيلاروسيا".

بوتين يتوعد برد أكثر شدة على أي هجمات أوكرانية أخرى
بوتين يتوعد برد أكثر قسوة على أي هجمات أوكرانية أخرى 

وقالت مولدافيا إن "ثلاثة صواريخ كروز أطلقتها هذا الصباح على أوكرانيا سفن روسية في البحر الأسود" حلقت فوق مجالها الجوي.

واعتبر وزير الخارجية البريطاني جيمس كليفرلي أن الضربات الصاروخية الروسية على العاصمة الأوكرانية كييف ومدن أخرى "غير مقبولة". وقال على تويتر "إنها تعبير عن ضعف (الرئيس الروسي فلاديمير) بوتين، لا قوته"، مضيفا أنه اتصل بنظيره الأوكراني دميترو كوليبا.

كما أعرب الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون عن "قلقه البالغ" حيال الضربات الروسية على أوكرانيا، وذلك خلال اتصال مع نظيره الأوكراني، بينما تعهّد بأن باريس ستزيد دعمها العسكري لكييف.

وأدانت المفوضية الأوروبية الضربات الصاروخية الروسية على كييف ومدن أوكرانية أخرى الاثنين، ووصفتها بأنها "هجمات مروعة".

وقال بيتر ستانو، المتحدث باسم المفوضية، في إفادة صحافية دورية "إنها هجمات وحشية وجبانة".

ووصف الضربات بأنها مخالفة للقانون الدولي الإنساني، وقال إنها تصل إلى حد "تصعيد إضافي" للحرب في أوكرانيا بشكل غير مقبول على الإطلاق.

وفي إشارة إلى شكوى قدمتها مولدوفا من أن ثلاثة صواريخ كروز أطلقتها روسيا انتهكت مجالها الجوي، قال المتحدث إن استخدام المجال الجوي للدول المجاورة لمهاجمة أوكرانيا غير مقبول أيضا.

زيلينسكي يتهم روسيا بمحاولة محو بلاده "من على وجه الأرض"
زيلينسكي يتهم روسيا بمحاولة محو بلاده "من على وجه الأرض"

وأعرب مسؤول الشؤون الخارجية للاتحاد الأوروبي جوزيب بوريل عن "صدمته العميقة" حيال الضربات الصاروخية. ورأى الاتحاد الأوروبي أن الضربات الصاروخية الروسية على المدنيين في أوكرانيا "ترقى إلى جريمة حرب"، وفق ما أفاد ناطق باسم بوريل الاثنين.

وفي فيديو نشره على مواقع التواصل الاجتماعي، قال زيلينسكي "يريدون بث الذعر والفوضى، يريدون تدمير نظام الطاقة"، مضيفا أن ضربات بواسطة "العشرات من الصواريخ" وطائرات مسيّرة إيرانية من نوع "شاهد" استهدفت جميع أنحاء أوكرانيا، ولاسيما كييف ومناطق خميلنيتسكي ولفيف ودنيبرو وفينيتسيا وزابوريجيا وسومي وخاركيف وجيتومير.

وأضاف في شريط فيديو تم تصويره في الخارج بوسط كييف أن "انقطاعا مؤقتا في التيار الكهربائي ممكن، لكن لن يكون هناك انقطاع في ثقتنا بالنصر".

وأعلن الجيش الأوكراني أن روسيا أطلقت 75 صاروخا على أوكرانيا صباح الاثنين، بينها 41 أسقطتها الدفاعات الجوية، فيما أشار زيلينسكي إلى إسقاط 38 صاروخا.

وفي كييف التي استهدفت بالقصف للمرة الأولى منذ السادس والعشرين من يونيو، قتل خمسة أشخاص على الأقل بحسب الشرطة.

وقال رئيس بلدية المدينة "هناك عدة ضربات على بنى تحتية حساسة في المدينة".

وبحسب السلطات، أصيب متحف وجامعة ومتنزه. وتوقفت حركة المترو جزئيا وحُولت المحطات إلى ملاجئ من قصف الطيران.

كما أوقفت حركة السير في وسط المدينة، بحسب رئيس البلدية.

وصارت مدن في جميع أنحاء أوكرانيا من دون كهرباء أو مياه صباح الاثنين، جراء الضربات الصاروخية الروسية لأكثر من 12 مدينة أوكرانية.

وأشار رئيس بلدية في لفيف (غرب) بعيدا جدا عن خط الجبهة، إلى انقطاع الكهرباء والمياه الساخنة.

وتأتي هذه الضربات بعد التدمير الجزئي لجسر يربط القرم التي ضمتها روسيا في 2014 بالأراضي الروسية.

وقد اتهم الرئيس الروسي الأحد أجهزة الاستخبارات الأوكرانية بالوقوف وراء الانفجار الكبير الذي ألحق أضرارا السبت بجسر القرم، واصفا ما حصل بأنه "عمل إرهابي" ضد منشأة رئيسية في البنى التحتية.

وقال بوتين خلال اجتماع مع رئيس لجنة التحقيق الروسية، بحسب مقطع مصور بثه الكرملين، إن "المنفذين والمخططين هم أجهزة الاستخبارات الأوكرانية". وأضاف "ليس هناك أدنى شك في أنه عمل إرهابي يهدف إلى تدمير بنية تحتية مدنية روسية ذات أهمية كبيرة".

واستؤنفت حركة السيارات والسكك الحديد السبت على الجسر، بعد ساعات على الانفجار الذي أوقع ثلاثة قتلى ونسبته السلطات الروسية إلى شاحنة مفخخة.

وتأتي حملة القصف أيضا فيما تتوالى النكسات على روسيا في حربها بأوكرانيا منذ مطلع سبتمبر، حيث خسرت أراضي في الجنوب كما في شمال شرق البلاد.

ولم تؤكد كييف ولم تنف ضلوعها. واكتفى الرئيس الأوكراني في شريط فيديو بالقول بتهكم "اليوم كان جيدا ومشمسا في الغالب في أوكرانيا"، مضيفا "كانت درجة الحرارة حوالي 20 درجة مئوية ومشمسة، لكن لسوء الحظ، كان الجو غائما في شبه جزيرة القرم".

وبالقرب من هناك أعيد وصل محطة زابوريجيا النووية، الأكبر في أوروبا، بشبكة الكهرباء الأحد.

ونددت أجهزة الأمن الروسية الأحد "بالتزايد الكبير" للقصف الأوكراني الذي يستهدف الأراضي الروسية الواقعة على الحدود الأوكرانية.