ضجيج دعائي في الذكرى 45 للثورة الإسلامية

الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي يدعو إلى طرد إسرائيل من الأمم المتحدة.
الأحد 2024/02/11
استعراض قوة خلال احياء الذكرى 45 للثورة الاسلامية

طهران - استغلت إيران إحياء الذكرى 45 للثورة الإسلامية لتسويق مواقف الدعم لحركة حماس وللإيحاء بالاستمرار على خط المقاومة بينما لم يظهر من تلك الشعارات سوى ضجيج من التهديدات بلا أثر فعلي لأي دعم إنساني للقطاع الفلسطيني الذي يتعرض لأعنف هجوم إسرائيلي منذ أكتوبر من العام الماضي.

واختارت إيران التي يعتقد على نطاق واسع أنها رتبت بشكل ما لعملية طوفان الأقصى التي نفذتها حماس فجر السابع من أكتوبر الماضي واستهدفت البلدات والمواقع الإسرائيلية في غلاف غزة، أن تبقى بعيدة عن الانخراط في الحرب وسط تحذيرات دولية من اتساع نطاقها إلى حرب إقليمية.

وتتهم واشنطن وتل أبيب طهران بتقديم دعم مالي وعسكري سخي لحركتي الجهاد الإسلامي وحماس طيلة السنوات الماضية تم استثمارها إلى جانب التمويلات القطرية في بناء ترسانة أسلحة وصواريخ وحفر وبناء الأنفاق.

ودعا الرئيس الإيراني إبراهيم رئيسي الأحد إلى طرد إسرائيل من الأمم المتحدة، وذلك مع إحياء بلاده الذكرى الخامسة والأربعين لانتصار الثورة الإسلامية بمسيرات في طهران ومدن كبرى.

وغلب دعم القضية الفلسطينية في ظل حرب غزة، إضافة إلى الانتقادات الموجّهة إلى الدول الغربية وعلى رأسها الولايات المتحدة، على الاحتفالات التقليدية هذه السنة بانتصار الثورة بقيادة الإمام الخميني عام 1979.

وقال رئيسي "نقترح طرد الكيان الصهيوني من الأمم المتحدة"، في إشارة إلى إسرائيل، العدو الإقليمي اللدود للجمهورية الإسلامية.

وأضاف خلال كلمة ألقاها أمام آلاف الأشخاص الذين احتشدوا في ميدان آزادي (الحرية) في طهران "ما يحدث في غزة اليوم هو جريمة ضدّ الإنسانية والمدافع عن هؤلاء المجرمين هم النظام الأميركي وبعض الدول الغربية".

واتهم رئيسي إسرائيل بـ"انتهاك 400 قرار وقانون ومواثيق دولية" أُبرمت في إطار "المنظمات الدولية".

وكرّرت إيران في الآونة الأخيرة المواقف الداعمة لحركة المقاومة الإسلامية (حماس) والفلسطينيين في الحرب التي اندلعت في السابع من أكتوبر الماضي بعد هجوم غير مسبوق شنّته حماس على جنوب إسرائيل أسفر عن مقتل 1160 شخص، حسب حصيلة رسميّة إسرائيليّة.

وتردّ إسرائيل منذ هجوم حماس بحملة قصف مركّز أتبعتها بهجوم برّي واسع في القطاع، ما أسفر عن مقتل 28176 شخصا، غالبيّتهم نساء وأطفال، حسب أحدث حصيلة لوزارة الصحّة التابعة لحماس.

وخلال إحياء ذكرى الثورة، رفع المحتشدون في ميدان آزادي الأعلام الإيرانية وصور المرشد الأعلى علي خامنئي ومؤسّس الجمهورية الإسلامية آية الله روح الله الخميني، وكذلك صور القائد السابق لفيلق القدس في الحرس الثوري اللواء قاسم سليماني الذي قُتل في غارة أميركية في بغداد في يناير 2020. كما رددوا شعارات "الموت لأميركا" و"الموت لإسرائيل"، و"الموت لبريطانيا".

وقال رئيسي "حاول الغربيون جاهدين أن يجعلونا نتوقف عن الدفاع عن فلسطين وعن مبادئ الثورة الإسلامية بالحرب والحصار الاقتصادي" ولكن دون جدوى.

ووضعت في أرجاء الساحة الضخمة نماذج من صواريخ "قيام" الباليستية وطائرات "شاهد 136" بدون طيار وصاروخ "سيمرغ" لإطلاق الأقمار الصناعية.

واتهمت الدول الغربية إيران بتزويد روسيا بطائرات مسيّرة تستخدمها في حرب أوكرانيا. ونفت طهران توفير طائرات كهذه لموسكو "للاستخدام في الحرب"، لكنها أكدت تزويدها بها قبل بدء الغزو الروسي في فبراير 2022.

وتأتي ذكرى انتصار الثورة هذا العام مع اقتراب الانتخابات التشريعية المقررة في الأول من مارس/اذار، وهي أول انتخابات تُجرى على المستوى الوطني منذ الحركة الاحتجاجية الواسعة التي هزّت إيران بعد وفاة مهسا أميني في 16 سبتمبر 2022، بعد توقيفها لانتهاكها قواعد اللباس الصارمة في الجمهورية الإسلامية.

وذكر التلفزيون الرسمي أن الملايين خرجوا في المسيرات وأذاع مقاطع مصورة لحشود كبيرة تهتف "الموت لإسرائيل، الموت لأمريكا!"، وهي من الطقوس الشائعة خلال المسيرات في ذكرى ثورة 1979 التي أطاحت بالشاه الذي كانت تدعمه الولايات المتحدة.

ونشرت وسائل إعلام رسمية صورة لبعض المشاركين في المسيرات وهم يعلقون دمية على شكل رئيس الوزراء الإسرائيلي بنيامين نتنياهو بحبل مشنقة.

وشارك في مسيرات الأحد جنود وطلاب ورجال دين ومسؤولون سياسيون وعسكريون كبار. كما تدفقت نساء اتشحن بالسواد مع أطفالهن إلى الشوارع في أنحاء البلاد وحمل العديد منهم صور الزعيم الأعلى آية الله علي خامنئي.

وتمتد الحرب التي تشنها إسرائيل منذ أربعة أشهر في غزة إلى أنحاء الشرق الأوسط حيث تشن جماعات متحالفة مع إيران هجمات على أهداف إسرائيلية وأميركية.

وفي وقت سابق من هذا الشهر، نفذت القوات الأميركية ضربات ضد جماعات متحالفة مع إيران في العراق وسوريا واليمن ردا على هجوم قتل ثلاثة جنود أميركيين في قاعدة بالأردن.

وحماس جزء من "محور المقاومة" وهو تحالف إقليمي يضم جماعة حزب الله اللبنانية وحكومة الرئيس السوري بشار الأسد وفصائل شيعية مسلحة في العراق والحوثيين الذين يسيطرون على جزء كبير من اليمن.

وأوضحت إيران مرارا أنها لن تنخرط بشكل مباشر في الأعمال العدائية المتعلقة بغزة ما لم تتعرض هي نفسها لهجوم من قبل إسرائيل أو الولايات المتحدة. وتقول إن جميع أعضاء الحلف يتخذون قراراتهم بشكل مستقل.