ضبط الحدود يتصدر محادثات العاهل الأردني والشرع في عمان

الملك عبدالله الثاني يدعو إلى التنسيق في مواجهة مختلف التحديات المتعلقة بأمن الحدود والحدّ من تهريب الأسلحة والمخدرات.
الأربعاء 2025/02/26
العاهل الأردني يندد بالهجمات الإسرائيلية

عمان - بحث العاهل الأردني عبدالله الثاني مع الرئيس السوري الانتقالي أحمد الشرع الأربعاء في عمان أمن الحدود بين البلدين وتهيئة الظروف من أجل عودة اللاجئين السوريين، وفق ما أفاد بيان للديوان الملكي.

وقال البيان إن الملك عبدالله أكّد للشرع خلال اللقاء الذي عقد في قصر بسمان الزاهر في عمان "ضرورة التنسيق الوثيق بين البلدين في مواجهة مختلف التحديات المتعلقة بأمن الحدود والحدّ من تهريب الأسلحة والمخدرات (...) وتهيئة الظروف المناسبة للعودة الطوعية والآمنة للاجئين السوريين إلى بلدهم".

وعانى الأردن خلال سنوات النزاع في سوريا الذي بدأ في 2011، من عمليات تهريب المخدرات لا سيما حبوب الكبتاغون، من سوريا الى الأردن، أو الى دول أخرى عبر الأردن. ونفّذ عمليات عدّة لمكافحة التهريب عبر الحدود، بعضها أوقع قتلى.

وللأردن حدود برية مع سوريا تمتد على 375 كيلومترا. وتقول عمّان إنها تستضيف أكثر من 1.3 مليون لاجئ سوري منذ اندلاع النزاع في البلد المجاور، فيما تفيد أرقام الأمم المتحدة بوجود نحو 680 ألف لاجئ سوري مسجلين في الأردن.

ومن جانب آخر، دان الملك عبدالله "الاعتداءات الإسرائيلية على الأراضي السورية"، مؤكدا "دعم المملكة سيادة سوريا ووحدتها وسلامة أراضيها".

ومع إطاحة حكم بشار الأسد في الثامن من ديسمبر، انسحبت قواته بشكل فوضوي من مواقعها في جنوب البلاد. وإثر ذلك، تقدّمت القوات الإسرائيلية الى مواقع المنطقة العازلة المنزوعة السلاح في الجولان لا تزال فيها. كما شنّت مئات الغارات على مواقع عسكرية وقواعد بحرية وجوية، مبررة هذه الضربات بأنّ الهدف منها هو منع سقوط ترسانة الجيش السوري في أيدي قوات الإدارة الجديدة.

وكان آخرها غارات جوية على مواقع عسكرية في جنوب سوريا "تحتوي على أسلحة" ليل الثلاثاء.

وغداة انتهاء مؤتمر الحوار الوطني السوري الذي وضع توصيات لبناء "سوريا الجديدة"، أشاد الملك عبدالله الثاني بمخرجاته، مؤكدا أنه "خطوة مهمة نحو إعادة بناء سوريا بما يحقق تطلعات الشعب السوري".

وقد أعرب الرئيس السوري المؤقت عن تقديره لموقف الأردن، بقيادة الملك عبدالله الداعم لجهود إعادة بناء سوريا والحفاظ على وحدتها وأمنها واستقرارها.

وشدّد المؤتمر على أهمية تحقيق العدالة الانتقالية وترسيخ قيم الحرية وحصر السلاح بيد الدولة.

وغادر الشرع عمان بعد زيارة استمرت ساعات. وكان الملك عبدالله الثاني استقبله لدى وصوله الى مطار ماركا في عمان. ثم توجّها الى قصر رغدان.

ورافق الشرع وزير الخارجية أسعد الشيباني، وعدد من المسؤولين.

وتأتي الزيارة في ظلّ أوضاع إقليمية مضطربة ومتقلبة، فيما الوضع لم يستقرّ بعد للقيادة الجديدة في سوريا. وهذه هي الزيارة الخارجية الثالثة التي يجريها الشرع بعد السعودية وتركيا.

ورغم أن هذه الزيارة هي الأولى لرئيسٍ سوري إلى الأردن منذ عام 2009، كانت أبواب التواصل فُتحت مسبقاً بين الأردن وسوريا، فقد زار الشيباني عمان في السابع من يناير وبحث مع نظيره الأردني أيمن الصفدي في موضوع الحدود بين البلدين ومخاطر تهريب المخدرات والسلاح والإرهاب وتهديدات تنظيم الدولة الإسلامية.

وأعلن الوزيران حينها أنه سيتم تشكيل لجان مشتركة بين البلدين في مجالات الطاقة والصحة والتجارة والمياه.

وزار الصفدي دمشق في 23 ديسمبر، وأكد بعد لقائه الشرع استعداد بلاده للمساعدة في إعمار سوريا.

واستضاف الأردن أول مؤتمر دولي حول سوريا في 14 ديسمبر العام الفائت 2024، أي بعد نحو أسبوع من سقوط الأسد، وأكد بيان المؤتمر دعم عملية سياسية شاملة يقودها السوريون أنفسهم، وفقاً لما نصّ عليه قرار مجلس الأمن رقم 2254، بما يحقّق تطلعات الشعب السوري، ويضمن إعادة بناء مؤسّسات الدولة، ويحافظ على وحدة الأراضي السورية وسلامتها وسيادتها.