ضبابية السوق تدفع أوبك+ إلى المحافظة على مستويات الإنتاج الحالية

إجراءات العزل والإغلاق الاقتصادي تعرقل تعافي الطلب.
الثلاثاء 2021/01/05
كابوس الأسعار لا ينتهي

دفعت ضبابية مؤشرات السوق في ظل استمرار ضعف الطلب على النفط منظمة “أوبك+” إلى الإبقاء على المستويات الحالية للإنتاج في ظل تواصل ضغوط كورونا على الاقتصاد، حيث تفرض العديد من البلدان إجراءات عزل ما يحول دون إنعاش مبيعات الخام.

لندن - أبلغت ثلاثة مصادر في “أوبك+” رويترز، الإثنين، بأن معظم دول المجموعة تعارض خططا لزيادة إنتاج النفط اعتبارا من فبراير بسبب ضعف الطلب على الوقود وسط إجراءات عزل عام عالمية هذا الشتاء لوقف انتشار فايروس كورونا.

واجتمعت “أوبك+”، وهي مجموعة تضم أوبك وحلفاء منهم روسيا، الإثنين، بعد اجتماع لخبراء “أوبك+” الأحد، حين قال الأمين العام لأوبك محمد باركيندو إنه يرى مخاطر لهبوط أسواق النفط في النصف الأول من 2021.

وأضاف باركيندو “وسط بوادر تبعث على التفاؤل، فإن التوقعات للنصف الأول من عام 2021 متفاوتة للغاية ولا يزال هناك الكثير من المخاطر النزولية التي يجب التعامل معها”.

وقال “لا تزال القيود على النشاط الاجتماعي والاقتصادي سارية في عدد من البلدان، وهناك قلق بعد ظهور سلالة جديدة شديدة الخطورة من الفايروس”.

ومع بقاء العقود الآجلة لخام برنت فوق 50 دولارا للبرميل، اغتنمت “أوبك+” الفرصة هذا الشهر لزيادة الإنتاج بمقدار نصف مليون برميل يوميا، إذ تتطلع في نهاية المطاف إلى إلغاء تخفيضات تبلغ حاليا 7.2 مليون برميل يوميا.

ويخفض منتجو “أوبك+” الإنتاج لدعم الأسعار وتقليص فائض في المعروض منذ يناير 2017، وعمقوا التخفيضات بمقدار قياسي إلى 9.7 مليون برميل في منتصف عام 2020 حين أدى كوفيد – 19 إلى تقليص الطلب على البنزين ووقود الطائرات.

واقترحت السعودية نهجا أكثر حذرا خلال اجتماعات سابقة، بينما تقول الإمارات، العضو في أوبك، وروسيا، التي لا تنتمي للمنظمة، إنهما تفضلان زيادة أسرع.

محمد باركيندو: أرى مخاطر في هبوط الأسواق في النصف الأول من العام

وتجاوز سعر خام برنت 53 دولارا للبرميل، الإثنين، ليلامس أعلى مستوى منذ عدة أشهر بفضل توقعات بأن تبقي “أوبك+” الإنتاج عند المستويات الحالية في فبراير.

وتراجعت أسعار النفط بعد أن لامست، الإثنين، أعلى مستوياتها في عدة أشهر في ظل احتمالات بأن يؤدي حدوث تصاعد في عدد الإصابات بفايروس كورونا المستجد إلى فرض قيود أكثر صرامة، ما زاد قي تقييد أوبك وحلفائها للإنتاج عند المستويات الحالية.

وبحلول الساعة 12:44 بتوقيت غرينيتش، كان سعر خام برنت القياسي العالمي مرتفعا ستة سنتات، أو ما يعادل 0.1 في المئة، عند 51.86 دولار للبرميل بينما نزل خام غرب تكساس الوسيط الأميركي 17 سنتا، أو ما يعادل 0.4 في المئة، إلى 48.35 دولار للبرميل.

وفي وقت سابق من الجلسة، قفزت العقود الآجلة للخامين ليجري تداول خام برنت عند 53.33 دولار للبرميل، وهو أعلى مستوياته منذ مارس 2020، في حين لامس الخام الأميركي 49.83 دولار للبرميل وهو أعلى مستوياته منذ فبراير 2020.

وقال جيوفاني ستونوفو، المحلل لدى “يو.بي.إس”، “مع عدم تمكن خام غرب تكساس الوسيط من بلوغ مستوى 50 دولارا للبرميل، ربما تكون قد بدأت بعض عمليات جني الأرباح”.

وقال نائب رئيس الوزراء الروسي ألكسندر نوفاك، الإثنين، إنه يأمل في أن يتحلى منتجو النفط في مجموعة “أوبك+” بالمرونة في اتخاذ القرارات بشأن سياسة الإنتاج.

وفي مستهل قمة لـ”أوبك+” منعقدة عبر الإنترنت، قال نوفاك أيضا إنه يأمل بأن يرى سوق النفط تتعافى هذا العام بفضل التطعيم بلقاحات ضد كوفيد – 19، لكنه أضاف أنه ما زال هناك الكثير من الضبابية في سوق النفط.

وقال وزير الطاقة السعودي الأمير عبدالعزيز بن سلمان، الإثنين، إن مجموعة “أوبك+” يجب أن تكون يقظة وحذرة على الرغم من بيئة السوق المتفائلة بشكل عام لأن الطلب على الوقود لا يزال هشا ولا يمكن التكهن بعواقب الطفرة الجديدة لفايروس كورونا.

وأضاف “في أجزاء كثيرة من العالم، حيث زادت معدلات الإصابة بالفايروس على نحو يبعث على القلق، يجري تطبيق موجة جديدة من الإغلاقات والقيود وهو ما سيؤثر حتما على معدل التعافي الاقتصادي في تلك البلدان”.

10