ضبابية الاقتصاد العالمي تضغط بشدة على سوق السلع الفاخرة

ميلانو (إيطاليا) - تسود حالة من التشاؤم بين شركات تصنيع السلع الفاخرة بسبب خفوت مبيعاتها بسبب الضغوط التي تولدها ضبابية الاقتصاد العالمي، بينما يعاني العديد من الشركات الأخرى بشكل مماثل بسبب التكاليف الباهظة والأسعار المرتفعة.
ومن المتوقع أن تنخفض مبيعات السلع الفاخرة الشخصية بنسبة اثنين في المئة هذا العام، مما يجعلها واحدة من أضعف الأعوام على الإطلاق، مع ارتفاع الأسعار وعدم اليقين الاقتصادي الذي يؤدي إلى تقليص قاعدة الزبائن، وفقًا لشركة الاستشارات باين آند كومباني.
وفي تقريرها الذي يحظى بمتابعة وثيقة من سوق قيمتها 363 مليار يورو (386 مليار دولار)، قدرت باين انخفاض المبيعات بنسبة 20 و22 في المئة في الصين، والتي تحولت إلى عبء بعد طفرة استمرت لسنوات قبل الوباء غذتها الطبقة المتوسطة الغنية والمتنامية.
وتتضمن التوقعات تأثير تحركات العملة. وقالت فيديريكا ليفاتو الشريكة في باين لرويترز إن “هذه هي المرة الأولى التي تتراجع فيها صناعة السلع الفاخرة الشخصية منذ أزمة 2008 – 2009، باستثناء الوباء.”
ومن المرجح أن تزيد الدراسة التي صدرت الأربعاء الماضي من المخاوف بين المستثمرين من أن الانحدار الحالي للقطاع، والذي أطاح بأسهم شركات مثل كيرنغ وأل.في.أم.أتش، قد يكون أطول وأعمق من المتوقع.
ورجّحت ليفاتو أن تظل المبيعات العالمية للسلع الشخصية الفاخرة، التي تشمل الملابس والإكسسوارات ومنتجات التجميل، ثابتة خلال موسم العطلات، مع استمرار أداء الصين سلبيا.
وأدى تحول العلامات التجارية إلى وضع منتجاتها ضمن نطاق سعري أعلى، إلى جانب ضعف ثقة المستهلكين وسط الحروب، والمشاكل الاقتصادية في الصين والانتخابات في جميع أنحاء العالم، إلى دفع الكثيرين، وخاصة الشباب، إلى التخلي عن المشتريات.
وأكدت ليفاتو أن قاعدة المستهلكين الفاخرة انخفضت بمقدار 50 مليونًا على مدى العامين الماضيين، من إجمالي حوالي 400 مليون مستهلك.
وأشارت إلى أن آفاق النمو للسوق تعتمد جزئيًا على الإستراتيجيات التي تختار العلامات التجارية اتّباعها، بما في ذلك التسعير.
وفي إشارة أخرى إلى أن الأسعار المرتفعة تعيق المستهلكين، أفادت شركة باين بأن قنوات البيع بالتجزئة كانت متفوقة في الأداء، مدفوعة بسعي المتسوقين إلى القيمة.
2
في المئة انخفاض المبيعات خلال 2024، وهو من بين أضعف الأعوام على الإطلاق
ومن المحتمل أن ينمو قطاع السلع الفاخرة الشخصية بنسبة قد تصل إلى 4 في المئة بأسعار الصرف الثابتة في العام 2025، بدعم من المبيعات في أوروبا والأميركتين، مع توقع تعافي الصين فقط في الجزء الثاني من العام، بحسب باين.
وقال ليفاتو إن “فوز دونالد ترامب في الانتخابات الرئاسية الأميركية أزال حالة من عدم اليقين، في حين أن تخفيضات أسعار الفائدة والضرائب المحتملة قد تشجع الأميركيين على إنفاق المزيد.”
وعلى النقيض من السلع الشخصية، من المتوقع أن يزيد الإنفاق الفاخر على التجارب، مثل الضيافة وتناول الطعام، هذا العام، بحسب باين.
وفي خضم ذلك يستبعد المحللون أن تستهدف المعركة التجارية القائمة بين الصين والاتحاد الأوروبي منتجات السلع الفاخرة، في وقت يواجه فيه القطاع العديد من المطبات، وخاصة من قبل سوق السلع الفاخرة المستعملة.
وخلال الأسابيع القليلة الماضية تراجعت أسهم السلع الفاخرة الأوروبية بسبب مخاوف المستثمرين من أن تكون حقائب اليد هيرميس وحقائب ديور هي الأهداف التالية للانتقام من بكين.
وجاء المنحنى المفاجئ بعد أن قرر الاتحاد الأوروبي فرض رسوم جمركية على السيارات الكهربائية الصينية، بنسب تتجاوز الأربعين في المئة، مما ولد قلقا لدى المصنعين الأوروبيين وخاصة عملاق القطاع الألماني فولكسفاغن.
وقال باتريس نوردي الرئيس التنفيذي لشركة تراجيكتري لاستشارات الابتكار، ومقرها شنغهاي، لفرانس براس في وقت سابق “إنها مسألة كيفية رد بكين على رسوم السيارات الكهربائية. هل سيكون هناك تصعيد؟ أعتقد نعم. هل ستلاحق السلع الفاخرة؟ لا أعتقد ذلك.”