صيف سياحي واعد مع ارتفاع إشغال الفنادق الأردنية

تدفق الزوار الأجانب وعودة المغتربين يحركان عجلة القطاع وكل الأنشطة المرتبطة به رغم النقائص.
الأربعاء 2023/07/12
هيا الحقوا بنا إلى البحر الميت للترفيه والعلاج

تؤكد أوضاع المرافق السياحية في الأردن أنها أخذت تبتعد أكثر عن المنغصات التي عانت منها خلال الوباء مع تحقيق نسب إشغال مرتفعة منذ بداية 2023 بفضل المبادرات الحكومية لإنعاش القطاع، وسط توقعات بأن يواصل التعافي مع ذروة الموسم صيفا.

عمّان- بدأ الأردن يجني ثمار خطته لإعادة عجلة السياحة إلى الدوران بعد أن ظهرت علامات التعافي على القطاع خاصة مع نمو نشاط الفنادق بمختلف مناطق البلاد.

وتشير نسب الإشغال في معظم الفنادق والمنتجعات السياحية إلى انتعاش كبير حيث تجاوزت الأربعين في المئة ومن المتوقع أن ترتفع مع ذروة الموسم السياحي في فصل الصيف.

وتظهر إحصائيات جمعية الفنادق الأردنية أن نسبة إشغال الفنادق وصلت في العقبة إلى 54 في المئة، أما في العاصمة عمّان فبلغت 50 في المئة، وفي البحر الميت بلغت 47 في المئة، وفي البتراء فقد بلغت 30 في المئة.

حسين هلالات: تعافي السياحة كان له أثر على زيادة نشاط الفنادق
حسين هلالات: تعافي السياحة كان له أثر على زيادة نشاط الفنادق

ويبلغ عدد الفنادق في جميع محافظات البلاد باستثناء منطقة العقبة الاقتصادية 540 فندقا من جميع الفئات تتضمن نحو 28 ألف غرفة تقريبا.

ويقول خبراء إن عودة النشاط السياحي وانتعاش حركة السفر خلال النصف الأول من هذا العام، انعكست إيجابا على مشغّلي القطاع، وأسهمت في تعزيز تنمية القطاعات الاقتصادية المختلفة وزادت الطلب على الفنادق والمطاعم والنقل السياحي.

وأكد نائب رئيس جمعية الفنادق الأردنية حسين هلالات أن النشاط السياحي والزيادة في أعداد الزوار خلال الأشهر الماضية كان له الأثر الإيجابي على ارتفاع نسب إشغال الفنادق بجميع فئاتها مقارنة مع الأعوام السابقة.

وأوضح أنه كلما ارتفعت نسب الإشغال يزداد الطلب على الأيدي العاملة، ما يوفر فرص عمل جديدة في القطاع الفندقي والسياحي التي استضاف أكثر من 4.6 مليون زائر العام الماضي ويتطلع لتجاوز هذا الرقم في 2023.

وبحسب بيانات الجمعية فإن عدد العاملين بالقطاع الفندقي يصل إلى نحو 22 ألف موظف، منهم 18500 من الأيدي العاملة المحلية.

ونقلت وكالة الأنباء الأردنية عن هلالات قوله “ما زال القطاع الفندقي في حاجة إلى العمالة الأردنية المدربة والمؤهلة”.

وأشار إلى أن الجمعية بصدد تدريب 60 شابا وشابة أردنيين لتوظيفهم بشكل مباشر في القطاع الفندقي، لسد النقص الحاصل في الأيدي العاملة في القطاع.

وتساهم السياحة بحوالي 10 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلد الذي يعتمد بشكل مفرط على المساعدات الخارجية، ويُوظَّف أكثر من 55 ألف عامل في هذا القطاع الحيوي للبلاد، التي تعتمد بشكل مفرط على المساعدات الخارجية.

ودعا هلالات، إلى ضرورة جذب المزيد من الاستثمارات الفندقية إلى مناطق الشمال وبعض المحافظات الأخرى، واعتماد خارطة استثمار سياحية لكل محافظة على حدة، والتركيز بشكل أكبر على تطوير المنتج السياحي بالقرى الأردنية لما تمتاز به من مناخ جيد.

عصام فخرالدين: عودة نشاط المطاعم ولّد الحاجة إلى دعم اليد العاملة
عصام فخرالدين: عودة نشاط المطاعم ولّد الحاجة إلى دعم اليد العاملة

وأكد أن البرامج والفعاليات والمهرجانات الفنية التي أطلقتها وزارة السياحة والآثار في جميع المناطق، أسهمت في ارتفاع النشاط السياحي واستقطاب المزيد من السياحة المحلية والعرب والأجانب.

وتعززت مكاسب السياحة الأردنية خلال العام الجاري مع نمو حركة السفر إلى البلاد، الذي جاء مع عودة الرحلات العالمية بشكل أفضل مما كانت عليه في 2022 بعدما كان القطاع يتلمّس الابتعاد عن قيود الإغلاق.

ولم تعلن السلطات أرقام النصف الأول حتى الآن، لكن البيانات المتوفرة تشير إلى أن القطاع حقق إيرادات أكبر خلال الثلث الأول من هذا العام ارتفاعا بنسبة 84.5 في المئة على أساس سنوي مسجلا ما قيمته 1.57 مليار دينار (2.2 مليار دولار).

وقال رئيس جمعية المطاعم السياحية عصام فخرالدين إن “انتعاش القطاع وارتفاع أعداد الزوار الأجانب ينعكس إيجاباً على المطاعم السياحية خاصة في المحافظات”.

وأوضح أن المطاعم السياحية في العاصمة عمّان تنتعش من خلال سياحة المؤتمرات، وخلال فترة الصيف من المغتربين، والسياح العرب، ونشاط السوق المحلي.

ولكن مع ذلك أكد فخرالدين حاجة المطاعم السياحية إلى الأيدي العاملة الماهرة والمدربة، حيث هناك نقص كبير بالعمالة التي تحتاجها المشاريع الحالية أو الجديدة.

وبحسب أرقام الجمعية يصل عدد العاملين في المطاعم السياحية حاليا إلى نحو 25 ألف عامل، وعدد المطاعم المرخصة سياحيا إلى نحو 1100 مطعم.

ويحث العاملون في هذا القطاع الإستراتيجي للبلاد الخطى لمواجهة التغيرات والتحديات التي شهدها، مدفوعين بحزمة الإجراءات التي اتخذتها الحكومة لدعم السياحة وإخراجها من نفق أزمتها.

ورغم ارتفاع أسعار تذاكر الطائرات أو حتى الرحلات البحرية، اختار السياح القادمون من مختلف أنحاء العالم مجددا وجهتهم المفضلة قبل الأزمة، ما أعطى السلطات المزيد من التفاؤل بعودة سريعة إلى خارطة السياحة العالمية.

سهيل هلسة: تحسن القطاع يمنح عمل المكاتب السياحية زخما أكبر
سهيل هلسة: تحسن القطاع يمنح عمل المكاتب السياحية زخما أكبر

ويقول رئيس مجلس إدارة جمعية وكلاء السياحة سهيل هلسة إن تحسن الأداء السياحي وارتفاع أعداد الزوار يسهمان في زيادة زخم عمل المكاتب السياحية والنشاطات الاقتصادية الأخرى.

ولدى هلسة قناعة بأن زيادة الطلب على الخدمات السياحية له انعكاسات إيجابية على نمو القطاع وتوسع فرص العمل، وتعزيز التجارة المحلية والاقتصاد بشكل عام.

وتسهم المكاتب السياحية بشكل كبير في تعزيز نمو القطاع بتقديم خدمات تنظيم الرحلات والإقامة والنقل، ما يؤدي إلى تحسين تجربة السائح، بالإضافة إلى تسويق وترويج للمقصد الأردني والخدمات المتاحة، ما يجذب المزيد من السياح ويزيد من أعدادهم.

وأكد هلسة أن ثمة العديد من العوامل التي تسهم في زخم السياحة وفي مقدمتها الاستقرار الأمني والسياسي وحسن الضيافة، ووجود المعالم والمنتجات المميزة والفريدة، والتسهيلات في إجراءات السفر، والإقامة المريحة.

ويصل عدد المكاتب السياحية المنتسبة للجمعية إلى نحو 701 مكتب، ويبلغ عدد العاملين في هذه المكاتب قرابة 4750 موظفا.

ويعتقد رئيس مجلس إدارة جمعية النقل السياحي عبدالستار أبوحسان أن استمرار نشاط القطاع السياحي له تأثير إيجابي على الشركات القائمة، والتي باشرت بدورها في تعزيز أساطيلها من الحافلات السياحية لتلبية الزيادة في أعداد السياح القادمين إلى المملكة.

وقال أبوحسان “لتلبية الطلب المتزايد على حافلات النقل السياحي، نحتاج إلى المزيد من الاستثمار في هذا المجال”.

وقدمت العديد من الشركات الجديدة طلبات للحصول على التراخيص، وهناك موافقات مبدئية صدرت عن هيئة تنظيم النقل البري. وأكد أبوحسان أن القطاع سيشهد زيادة في أعداد العاملين نتيجة لترخيص هذه الشركات الجديدة وشراء المزيد من الحافلات.

11