"صيف الماريونات" تظاهرة مسرحية تركز على مواهب تحريك العرائس

برنامج التظاهرة يحتوي على ورشات عرائسية فنيّة وعروض مسرحية متنوّعة.
الجمعة 2022/07/22
فنون موجهة إلى الصغار والكبار

تونس - بينما ينشغل أغلب التونسيين بالمهرجانات الموسيقية التي عادت بعد توقف دام عامين متوالين بسبب جائحة فايروس كورونا المستجدّ، ينظم المركز الوطني لفنّ العرائس في تونس تظاهرة صيفية جديدة بعنوان “صيف الماريونات” وهي تظاهرة تسعى إلى جمع الطفل والعائلة في حدث واحد كما تجعل من العطلة مجالا لتعلم مهارات وإبراز الهوايات الكامنة داخل الطفل.

وتنتظم هذه التظاهرة من 16 يوليو الحالي إلى غاية 5 أغسطس المقبل بمدينة الثقافة الواقعة بالعاصمة ويحتوي البرنامج على ورشات عرائسية فنيّة وعروض مسرحية متنوّعة.

وتعد فنون العرائس فنونا ذات خصوصية، فهي مهنة مستقلة عن المسرح، لذلك تسمى فنون العرائس لا مسرح العرائس. وبأشكالها المتعددة وتقنياتها المختلفة تعد محلّا لمجالات مختلفة، وتوجه إلى متفرجين انطلاقا من سن الطفولة المبكرة حتى الشيخوخة، فكل هذه الفئات العمرية يستهدفها فن العرائس، وهو ما ترسخه تظاهرات ومهرجانات المركز الوطني لفن العرائس التي تسعى إلى أن تكون عروضها للصغار والكبار على حد السواء.

وافتتحت التظاهرة بعرض بعنوان “عرائس الضوء”، وهو عمل للمركز الوطني لفنّ العرائس ويقوم على تحريك عرائس عملاقة، تستخدم منظومة إضاءة مبتكرة حيث لم يقدم فنانو مسرح العرائس عروضا مشابهة لها موجهة إلى الطفل، كما عرضت مسرحية “طبيب الضيعة”، للمخرج المسرحي التونسي الأسعد المحواشي والتي جمعت أكثر من نمط مسرحي مثل الحكواتي والتشخيص وفن الماريونات بهدف توجيه العديد من الرسائل إلى الطفل، أولها سرعة البديهة وامتلاك ملكة التساؤل.

«طبيب الضيعة» صنفت على أنها مسرحية تجمع الفانتازيا بالواقعي، فهي عمل تتداخل فيه الموسيقى والإضاءة والحكي ليرحل بالطفل إلى ضيعة صغيرة حيواناتها تعيش نظامها الدائم إلى أن يقرر الحمار السفر بعيدا عله يجد حلاّ ليريحه من التعب اليومي وبعد الغياب يعود الحمار محملا بالعقاقير ويصبح طبيب الضيعة، ومنها تبدأ عقدة العمل.

وتذكر المسرحية برواية “مزرعة الحيوان” لجورج أورويل، لكنها تقدم بأسلوب موجه إلى الطفل، يتحرى البساطة ويبتعد عن الغموض والتعقيد، وفيها نقد للمسلمات ونقد للسذاجة في تفكير الإنسان ونظرته إلى الآخر والعالم والأحداث، وفيها تشريح للواقع المعيش ومحاولة لتقريبه إلى الطفل من خلال شخصيات الحيوانات.

وخصص يوم الجمعة ليكون خاصا بعرض قياسي “نلبس تونسي” الذي ينتظم في إطار اختتام ورشة العرائس المائية، والمشاركين في ورشات التظاهرة بالإضافة إلى أن مواكبيها مدعوون إلى ارتداء أزياء وملابس تونسية، كما سيقدم عرض “صبة والوحش” في الرابع والعشرين من يوليو، وفي التاسع والعشرين من الشهر يكون الموعد مع عرض قياسي آخر يحمل عنوان “الكاستليت المتعدد الوظائف”، وذلك في إطار اختتام ورشة صنع الأقنعة ليوقّع عرض “البجعات” على اختتام “صيف الماريونات” يوم 5 أغسطس.

كما تنتظم بالتوازي مع العروض مجموعة هامة من الورشات على غرار ورشة العرائس المائية، ورشة صنع الأقنعة وورشة صنع عرائس اليد – القفاز وتقام جميعها أمام دار الماريونات من 17 يوليو الجاري إلى 5 أغسطس المقبل تاريخ اختتام التظاهرة.

وتجدر الإشارة إلى أن المركز الوطني لفنّ العرائس قبلة العرائسيّين، مبدعين كانوا أو طالبي معرفة، هي مؤسسة عموميّة لا تكتسي صبغة إدارية تتمتع بالشخصية المعنوية والاستقلال المالي وتخضع لإشراف وزارة الشؤون الثقافية تحت مسمى “المركز الوطني لفنّ العرائس”.

وتأسس المركز سنة 1978 من رحم نقاشات وتجارب ولقاءات وجلسات تفكير بدأت بداية سبعينيات القرن الماضي وشارك فيها كتاب ومسرحيون وشعراء وسينمائيون ورسامون.

ويهدف هذا المركز إلى إنتاج الأعمال المسرحية العرائسية وترويجها، بالإضافة إلى دعم الثقافة المسرحية العرائسية لدى الطفل وتنمية خياله، واتخاذ الإجراءات اللازمة لتوثيق الأعمال المسرحية العرائسية وحفظ الذاكرة الوطنية في مجال فنّ العرائس وإنشاء مكتبة وطنية ومتحف وطني للعرائس.

15