صيام العصافير.. عادة متوارثة تتيح للأهل تحبيب الصيام لأبنائهم

تتخذ الكثير من الأسر العربية من شهر رمضان مناسبة لتدريب أبنائها على الصيام، وتتبع عادات وتقاليد كثيرة في ذلك أبرزها عادات الاحتفال بأول يوم صيام كامل للطفل وبأول رمضان حين يبلغ السن المناسبة للصيام. ويحاول الأطفال من جانبهم الصيام تقليدا للكبار واستجابة لتحفيز أمهاتهم وآبائهم بتجريب الصيام لبضع ساعات أو نصف يوم.
رام الله - يثير صيام الأطفال في رمضان تساؤلات دينية وصحية كثيرة بالنسبة للأهل، ويحاول بعضهم تدريب ابنه على الصيام دون الضغط عليه وعبر تشجيعه بحذر لكي لا يتشبث بالصيام دون السن المناسبة لذلك فيضر بنموه وبصحته، لكن بعض الأهالي يتعسفون على الأمر ويحاولون الضغط على أبنائهم للصيام يوما كاملا معتقدين أن هذا التمرين ضروري ليتعلم الطفل الالتزام ويتعلق بالعبادات والدين منذ الصغر، لكنّ مختصين ينبهون إلى أن إجبار الطفل دون العمر المناسب على الصيام من شأنه أن يؤتي نتائج عكسية فيكرهه الطفل.
ويؤكد مدير معهد إعداد الدعاة في وزارة الأوقاف الفلسطينية ماجد صقر، أنه يجب عدم إلزام الأطفال غير البالغين بالصيام، بل من الأفضل أن نُحبب الطفل في الصيام ولا نجبره عليه حتى لا يكرهه.
ويوضح صقر في تصريح لوكالة الأنباء الفلسطينية “في الوقت ذاته، يجب على الأهالي التحدث إلى أطفالهم حول الصيام وأهميته وترغيبهم فيه وتحفيزهم عليه، فلا يوجد حكم عام لصيام الأطفال، وأن الفتوى تقدر حسب الإنسان والزمان، لأن ساعات الصيام ودرجات الحرارة والقدرة الجسدية وغيرها من العوامل التي تؤثر في الصيام متغيرة”.
ويضيف صقر حول الجدل الذي يثار بين الأهالي في ما يخص صيام الأطفال، أنه يجب تغيير ثقافة المجتمع في هذا الجانب واحترام الخصوصيات، لأن الصيام علاقة بين الإنسان وربه.
وتقول والدة خليل (12 عاما) ومحمد (10 أعوام)، إن ولديها ملتزمان بالصيام منذ أكثر من عامين، وأنه بالنسبة لهما تحد كبير وشيق، مشيرة “لم أجبرهما على الصيام، لكنهما يصومان من تلقاء نفسيهما، ويحاولان مجاراة زملائهما في المدرسة”.
ومن جانبها أوضحت أخصائية التغذية والصحة العامة هناء الربضي أبوالزلف أن “قرار صيام الأطفال يجب أن يعتمد على عمر الطفل وقدرته على ذلك، ومن الأفضل أن يعتاد على الصيام بشكل تدريجي”.
وشددت الربضي على ضرورة أن يقوم الأهل بتقييم حالة الطفل خلال ساعات الصيام، والانتباه لأي مؤشرات غير صحية كفقدان التوازن أو الجفاف أو فقدان التركيز وفترات النوم الطويلة والاصفرار.
وتابعت أن شهر رمضان يتطلب من الصائمين، خاصة ذوي الأطفال، مراعاة ما يتناولونه من طعام وشراب، وأن تغطي وجبتا السحور والإفطار احتياجاتهم الضرورية.
ومن جانبه صرح والد إيمان البالغة من العمر 9 أعوام أنه يعلّم ابنته الصيام بالتدريج، فيشجعها على الصيام لساعات محددة، وأضاف “سنها مازال صغيرا على صوم نهار رمضان كامل، فساعات الصيام طويلة تصل إلى 16 ساعة تقريبا، وهذا وقت طويل لا تتحمله طفلتي”.