صورة السيسي وماكرون في الإليزيه تستفز أردوغان

الهستيريا التركية ناجمة عن تخوف من جبهة عربية أوروبية لاحتواء سياسات أنقرة التوسعية.
الخميس 2020/12/10
صورة أرعبت أردوغان

أنقرة - استفزت صورة الرئيس المصري عبدالفتاح السيسي ونظيره الفرنسي إيمانويل ماكرون في الإليزيه النظام التركي الذي شن هجوما لاذعا على كلا الرئيسين، وهو ما يعكس، وفق متابعين، حجم القلق من التقارب المسجل على خط القاهرة باريس.

وهاجم ياسين أقطاي مستشار الرئيس التركي رجب طيب أردوغان الرئيس المصري في مقال نشره أقطاي بصحيفة يني شفق التركية بعنوان "انقلابي ومستعمر يعاني من الإسلاموفوبيا يبجّلان بعضهما في قصر الإليزيه".

وقال أقطاي "إن مصر بلا شك هي واحدة من أهم قلاع العالم الإسلامي، إلا أنّ زيارة السيسي تعتبر في الوقت ذاته رسالة دعم وتأييد لمن أساء للمسلمين عامة ولنبي الإسلام محمد (صلى الله عليه وسلم)، وأغضب العالم الإسلامي برمته".

وأضاف "نعم، إننا نتحدث عن الصورة التي جمعت بين الرئيس الفرنسي إيمانويل ماكرون مع نظيره المصري عبدالفتاح السيسي في مؤتمر صحافي، وعن السجاد الأحمر الذي فُرش للسيسي الذي يتواجد هناك ضمن زيارة رسمية".

ويبدو أن حالة الهستيريا التي انتابت مستشار أردوغان قادته إلى استعمال عبارات وتوصيفات من قبيل دموي وانقلابي ضد السيسي، وهي مفردات تحاشت تركيا اعتمادها طوال الفترة الماضية في محاولة منها لتخفيف وطأة الجبهات التي فتحتها بنفسها.

وقال أقطاي "السيسي الذي استولى على السلطة عبر انقلاب دموي على أول حكومة وصلت إلى السلطة ضمن انتخابات ديمقراطية نزيهة في تاريخ مصر، فراح يُعمل آلة القمع والقتل ضدّ أيّ اعتراض أو احتجاج يعترض طريقه، حتى قتل الآلاف من الناس، ومن ثمّ توجه نحو أي معارضة محتملة فملأ السجون بالعشرات من المعارضين دون أي تهمة".

وأضاف "في المؤتمر الصحافي الذي عُقد في قصر الإليزيه، قال ماكرون إنّ فرنسا لا تريد إضعاف قدرة مصر على مكافحة الإرهاب في المنطقة، ولذا فإنها أي فرنسا تريد مواصلة بيع الأسلحة لمصر دون التقيد بتحسين وضع حقوق الإنسان في مصر.. وفي الحقيقة إنّ هذه الكلمة 'مكافحة الإرهاب' هي اللعبة القذرة لهذا النوع من الطغاة، لفتح الطريق أمامهم نحو ارتكاب جميع أنواع انتهاكات حقوق الإنسان والانقلابات والممارسات الاستبدادية".

وتعود هذه الهستيريا التركية إلى خشية أنقرة من جبهة عربية أوروبية لاحتواء سياساتها التوسعية في شرق المتوسط والشرق الأوسط  وأفريقيا وجنوب القوقاز.

وشهدت العلاقات الفرنسية المصرية قفزة نوعية وتعاونا استراتيجيا بين البلدين، حيث تم توقيع عدد من الاتفاقيات في العديد من المجالات مثل قطاع الطاقة والطيران والدفاع والنقل والبنية التحتية والبيئة والاتصالات وتكنولوجيا المعلومات.

ويلتقي البلدان في ضرورة تحجيم التنظيمات المتطرفة ورعاتها الإقليميين، كما يملك الطرفان رؤية مشتركة بشأن ملفات أخرى من بينها رفض الاستفزازات التركية في شرق المتوسط، والتدخلات السافرة في الأزمة الليبية.

وكان الرئيس المصري أثار تفاعلا كبيرا، ووصف كثيرون، على غرار تركي آل الشيخ رئيس هيئة الترفيه في السعودية، الكلمة التي ألقاها في مؤتمر صحافي مع نظيره الفرنسي بـ"التاريخية".

وقال آل الشيخ على صفحته الشخصية في فيسبوك "رد تاريخي من قائد بطل جاء في ظروف صعبة، وقاد السفينة إلى بر الأمان، أنا لا أتكلم من فراغ، وأنا تشرفت بالجلوس معه عدة مرات".

وأضاف "شفت وسمعت بعيني وبأذني حبه لبلده ولشعبه، دمث الخلق وحازم في الحق، ربنا يحميك ويحقق أمانيك لشعبك العظيم، من سعودي بقلب مصري".