صورة أطفال مغاربة تحشد تعاطف لاعبي المنتخب

الرباط - لاقت صورة تظهر عددا من الأطفال بدوار “تانكرارمت” الواقع بجبل بويبلان إقليم تازة (شمال مدينة فاس)، وهم يتابعون بشكل جماعي مباراة في كرة القدم، بواسطة هاتف ذكي معلق على عصا خشبية، انتشارا واسعا على وسائط التواصل الاجتماعي.
ويرجح متابعون أن تكون المباراة تلك التي خاضها المنتخب المغربي، الجمعة، ضد نظيره العاجي، لحساب الجولة الثانية من منافسات المجموعة الرابعة ضمن نهائيات كأس أمم أفريقيا التي تدور فعالياتها بمصر حتى الـ19 من شهر يوليو الجاري التي فاز فيها المنتخب المغربي بنتيجة 1-0.
وقرر مجموعة من لاعبي المنتخب المغربي وبعض الشخصيات الرياضية المغربية التكفل بشراء تلفزيون من الحجم الكبير وبطاقة اشتراك في قناة “بي.إن سبورت” وتركيبها بالدوار، لتمكين أطفال المنطقة وشبابها من متابعة مباريات المنتخب المغربي في كأس أمم أفريقيا.
وعبّر كل من المهدي بنعطية وأشرف حكيمي والحارس منير المحمدي الذين يقفون وراء هذه المبادرة النبيلة، عن استعدادهم لخلق مشاريع أخرى من شأنها تنمية المنطقة وشبابها.
ووضع المهدي بنعطية، عميد المنتخب المغربي لكرة القدم، صورتين، للأطفال المغاربة، على حسابه الرسمي على موقع التواصل الاجتماعي إنستغرام، وعلق عليهما بالقول “عندما نشاهد هذا، لا يمكننا إلا أن نقدم كل ما في جعبتنا.. ومن أجلكم يا صغاري، سوف نقدم كل شيء من أجل سعادتكم”.
وقالت مصادر إخبارية محلية إن طاقما خاصا وصل الأحد 30 يونيو إلى المنطقة لتركيب التلفزيون حتى يتمكن الأطفال والشباب من متابعة مباراة “أسود الأطلس″ أمام منتخب جنوب أفريقيا.
ولا يستطيع المغاربة متابعة بث المباريات التي يخوضها المنتخب الوطني المغربي لكرة القدم في إطار منافسات كأس أمم أفريقيا 2019، على شاشة تلفزيونهم الوطني، بعد أن توقفت مفاوضات الشركة الوطنية للإذاعة والتلفزة المغربية مع “بي.إن سبورت”، بخصوص حقوق البث، حيث أوضحت الشركة المغربية أن “بي.إن سبورت” حددت سعر الحقوق بـ12 مليون دولار مقابل البث الأرضي لـ12 لقاء، أي مليون دولار للمباراة الواحدة، مع إشارتها إلى أن “نفس الحقوق بيعت لقنوات أفريقية مقابل 250 ألف
دولار.
وكان المغاربة عبّروا على الشبكات الاجتماعية عن استيائهم من احتكار قنوات بي.إن سبورت لحقوق نقل مباريات كأس الأمم الأفريقية.
وقال معلق:
Mohamed ElAnsar@
صور بألف معنى لواقع الحال هناك، حيث لا صحة ولا تعليم ولا بنية تحتية. إنها الروح الوطنية لهؤلاء الصغار بتلك الجبال البعيدة.
ووجه معلق الشكر للاعبين فكتب:
مصطفى أبوادم مصطفى@
شكرا للاعبين. هذه الصور البسيطة تعبر على حب الوطن نتمنى أن تصل هذه الصور للمسؤولين ليساندوا هؤلاء الأطفال المحرومين من أبسط متطلبات الحياة.
وقال متفاعل:
Houssam Hach@
للأسف المدينة مهملة من طرف المسؤلين وتعد من أفضل المناطق الجبلية.
وعلق آخر:
Mohammed Mohammed@
هذا هو المغرب العميق سنين وسنين طويلة ولم تقدم له الحكومات المتعاقبة لا تنمية ولا هم يحزنون…!!!
يذكر أن حميد بوصحيب، مالك الهاتف وصاحب الفكرة، قال في تصريح لمواقع إلكترونية محلية “إن القنوات التلفزيونية لا تنقل المباريات، كما أن المقاهي بعيدة ولا نستطيع الذهاب صحبة أطفالنا والعودة في الليل”.
وأشار بوصحيب إلى أن ثمن بطاقة تعبئة الإنترنت يتقاسمونه في ما بينهم، بدرهمين لكل شخص، ليتمكنوا من مشاهدة المباراة بشكل جيد ودون انقطاع، رغم ضعف شبكة الإنترنت التي لا يستطيعون التقاط إشارتها في منازلهم”. وطالب المسؤولين بإيجاد حلول.