"صنم" في أكبر مول قطري يثير جدلا إلكترونيا واسعا
الدوحة - شارك نشطاء على موقع التواصل الاجتماعي في قطر صورا تظهر ما أسموه “صنم منحوت” من الخشب، للفنّان الياباني تاكاشي موراكامي، في ساحة “بلاس فاندوم” بمدينة لوسيل، معربين عن استيائهم من وجوده باعتباره “منافيا للدين الإسلامي وللقيم الحضارية التي بنيت عليها قطر”.
وعبّر مغردون قطريون عن غضبهم من المنحوتة، في الوقت الذي تحاول فيه السلطات الانفتاح على جميع الحضارات مع بدأ العد العكسي لانطلاق بطولة كأس العالم لكرة القدم في الدوحة، إلا أن هناك من رأى هذا الانفتاح مخالفا للقيم والتقاليد.
وكتبت مغردة:
وبدا أن الكثير من مستخدمي مواقع التواصل الاجتماعي ليست لديهم فكرة عمن تمثله المنحوتة وأهميته، فقال مستخدم:
لاحول ولا قوة إلا بالله، حاطين صنم بوذا الياباني في وسط المول في قطر وقدام خلق الله!
ورأى آخر:
وتاكاشي موراكامي فنان تشكيلي ونحات ومخرج ياباني، ويعتبر من ألمع نجوم النيو بوب آرت وأحد عمالقة الفن المعاصر المصنف من بين الأغلى عالميا. ويعتبر وريثا لأندي وارهول وللبوب آرت الأميركي، لكنه استقل عن النموذج الغربي وأبدع أسلوبه الخاص من خلال استلهام الفن التقليدي الياباني.
وساهم في تطوير “ديزاي” منتوجات العلامة الفرنسية فيتون، فضلا عن كونه فنانا، يمتلك تاكاشي موراكامي شركة إنتاجية خاصة توظف العديد من المستخدمين لتنفيذ منجزاته الفنية، والترويج لها وبيعها.
وأقام العديد من المعارض في عواصم كثيرة، ومن بينها معرض أعماله بقصر فرساي بفرنسا سنة 2010، الذي أثار جدلا واسعا بسبب اعتراض بعض الجمعيات الفرنسية عليه.
كما أقام معرضا عام 2012 في صالة الرواق، بعد أمتار عن “متحف الفن الإسلامي” في الدوحة، ووُضع في المعرض مجسم ضخم بارتفاع ستة أمتار للفنان الياباني.
وحذر الأكاديمي القطري عبدالعزيز الخزرج الأنصاري من غضب الله في قطر، بسبب صنم الفنان الياباني.
وأطل الأنصاري في فيديو أكد فيه أن وجود الصنم وسط مجمع تجاري في لوسيل كفر وحرام ومناف لأوامر الله. وخاطب عبدالعزيز مسؤولي بلاده داعيا إياهم إلى إزالة الصنم في أقرب وقت، قبل أن تحل الكارثة وينزل غضب الله على البلاد.
وحذر الأكاديمي القطري من أن يأتي سياح من عبدة الأصنام ويقيموا أمامه شعائر تؤدي إلى غضب الله وانتقامه.
ورأى ناشطون أن هذه الضجة التي أثيرت حول الموضوع لا داعي إليها، فهو مجرد “بالون”، وقال معلق:
وتأتي ردود الفعل القطرية هذه على ما يرون أنه “تهديد” لـ”هويتهم”، فمنذ أيام قليلة أثار عرض لرقص أفريقي في متحف الفن الإسلامي في قطر، حفيظةَ القطريين واستياءهم، حيث تضمّن العرض مشاهد رقص وما قيل إنه “استحضار الأشباح لمذهب الفودو”.
ويرى مواطنون قطريون أنّ من حقهم أن ينالوا كامل الاحترام والتقدير لقوانينهم وعاداتهم الخاصة مع انطلاق بطولة كأس العالم في بلادهم في الفترة بين العشرين من نوفمبر الحالي والثامن عشر من ديسمبر المقبل.
وكان النجم المصري محمد أبوتريكة قد خرج بتصريحات وصفها متابعون بالنارية حول مونديال قطر.
ونقلت قناة بين سبورت عن أبوتريكة قوله “إن المجتمع العربي لن يغير دينه وعاداته وتقاليده من أجل 28 يوما في كأس العالم”.
وفي المقابل، تقول السلطات القطرية إن البلاد تتعرض لحملات إعلامية “مسمومة” من طرف مجموعة من الدول الأجنبية، وعلى رأس هذه الدول كل من فرنسا، ألمانيا، أستراليا، الدنمارك وبريطانيا.
