صندوق الثروة العماني يوسع محفظة أعماله في الذكاء الاصطناعي

مسقط - اكتسبت خطط سلطنة عمان لزيادة الاستثمار في التكنولوجيا زخما كبيرا مع توسيع صندوقها السيادي محفظة أعماله في مجال الذكاء الاصطناعي.
واستحوذ جهازُ الاستثمار، البالغ حجم أصوله نحو 50 مليار دولار، على حصة في شركة إكس أي.آي الأميركية المختصة في تقنيات الذكاء الاصطناعي، ترجمة لتوجهاته للاستثمار في التقنيات المتقدمة ضمن القطاعات المتنوعة.
وتعتبر التكنولوجيا والابتكار من بين عدة أدوات إستراتيجية تراهن عليها الحكومة لتعزيز دورها في الاقتصاد المحلي، كما هو الحال مع جيرانها الإمارات والسعودية والبحرين.
وتستهدف الحكومة من وراء ذلك مضاعفة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي ليقفز من 2 في المئة بنهاية العام 2021 ليصل إلى 10 في المئة خلال العام 2040.
ولذلك تريد مسقط الاستئناس بتجارب مقارنة في اعتماد إستراتيجيات الذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة لتشجيع تبنيها مثل الصين واليابان والمملكة المتحدة وروسيا مع متابعة التقارير والمؤشرات الدولية من مختلف المؤسسات.
واعتبر رئيس الجهاز عبد السّلام المرشدي أن هذا الاستثمار يعد أحد الممكنات لدى السلطنة للاستفادة من التقنيات الرائدة عالميًّا في مجالات مختلفة، وفق ما نقلته الأربعاء وكالة الأنباء العمانية الرسمية.
ولم يذكر المرشدي أيّ معطيات بشأن الصفقة في ما يتعلق بقيمتها أو نسبة الحصة التي تم شراؤها من شركة إكس أي.آي.
ولا تتوفر معلومات دقيقة حول حجم استثمارات الجهاز في قطاع التكنولوجيا، لكن من المتوقع أن تنمو مع مرور الوقت بينما تتسابق بقية دول الخليج إلى تحقيق مكاسب من وراء الذكاء الاصطناعي.
وإكس أي.آي إحدى شركات رجل الأعمال الأميركي إيلون ماسك، وواحدة من أفضل خمس شركات في هذا المجال، حيث تمكنت من تحقيق إنجازين يتمثلان في إنشاء مركز ضخم للبيانات في الولايات المتحدة، وإطلاق النسخة المطورة من المنصة جروك 2.
وقال ماسك إن “هذه الشراكة ستؤتي ثمارها عندما نبني معًا ذكاء اصطناعيّا فائقًا يمكّننا من حل العديد من المشكلات،” مشيرًا إلى أن الشركة ستنتهي قريبًا من تدريب النموذج جروك 3 الذي سيكون أذكى نموذج للذكاء الاصطناعي في العالم.
وتعد منصة إكس أي.آي منظومة تسعى إلى ريادة تقنيات الذكاء الاصطناعي بشكل قادر على فهم وتحليل المعلومات وقواعد البيانات اللحظية والمباشرة وهو ما يفتقر إليه العديد من النماذج المنافسة.
كما توفر أدوات تقنية متقدمة وتحليلات شاملة لتمكين المستخدمين من استكشاف التعليمات وتحسينها لنماذج الذكاء الاصطناعي الكبيرة ومعالجة مجموعة واسعة من البيانات البصرية، بما في ذلك الوثائق والمخططات والرسوم البيانية والصور الفوتوغرافية.
ويعد جهاز الاستثمار العُماني أحد المساهمين في شركة سبيس أكس المختصة في تقنيات الفضاء التي أسسها ماسك، وتمتلك منظومة الاتصالات القائمة على الأقمار الصناعية ستارلينك.
الحكومة تستهدف مضاعفة الاقتصاد الرقمي في الناتج المحلي الإجمالي ليقفز من 2 في المئة بنهاية العام 2021 ليصل إلى 10 في المئة خلال العام 2040
وحقق الجهاز حتى الآن معدل عائد في هذه الشركة يبلغ أكثر من 37 في المئة بالتوازي مع توسع عملياتها وإطلاق خدمات الاتصالات الفضائية في مختلف دول العالم.
وفي مايو الماضي، أبرمت مجموعة من الشركات التابعة لصندوق الثروة العماني على هامش معرض كومكس 2024 حزمة من الاتفاقيات في القطاع التكنولوجي بقيمة 87.5 مليون دولار.
وتوزعت الاتفاقيات بين شركة الاتصالات عمانتل وعمان داتا بارك ومجموعة إذكاء وأوكيو للطاقة مع شركات عملاقة مثل غوغل وأمازون ومايكروسوفت وتي.سي.أس وفيرتوسا.
وتتنوع الشراكات بين إنشاء مراكز للبيانات والإعلان عن تبني حلول سحابية وتقنيات الذكاء الاصطناعي وغيرها من التقنيات المتقدمة.
وتقول الحكومة إن ذلك يُجسّد المنظومة الحيوية المتكاملة لقطاع الاتصالات وتقنية المعلومات ويدعم شركات التقنية الناشئة، ويعزز توطين الصناعات الجديدة التي يقوم عليها الاقتصاد الرقمي، ويخدم بيئة الاستثمار في قطاع التكنولوجيا العماني.
وكانت وزارة النقل والاتصالات وتقنية المعلومات قد بادرت بإنشاء برنامج للذكاء الاصطناعي والتقنيات المتقدمة في 2020 كإحدى الخطوات التنفيذية للاقتصاد الرقمي.
ويعتبر البرنامج استكمالا لإستراتيجيات الرقمنة في السلطنة بداية من إستراتيجية عُمان الرقمية في عام 2003 ثم إستراتيجية النطاق العريض في عام 2014.
وتهدف الخطوة إلى تسريع تحقيق مستهدفات تنويع مصادر الدخل في مسار التنمية، وتمكين الجهات والمؤسسات الحكومية من استخدام تطبيقات الذكاء الاصطناعي وتقنياته في المشاريع الإنمائية، إلى جانب دعم الفرص الاستثمارية القائمة على الابتكار.