صندوق الثروة السعودي يعيد ضبط توزيع استثماراته

الرياض - يعمل صندوق الاستثمارات العامة السعودي (صندوق الثروة) على إعادة ضبط أولويات استثماراته الخارجية المتنوعة والتي تشمل التكنولوجيا والسيارات وغيرها من الأعمال ذات القيمة المضافة.
وبعد يوم من الأنباء التي تفيد بأن الصندوق من بين المهتمين بشراء حصة أقلية بنحو مليار دولار في منصة دازون لبث الفعاليات الرياضية المدعومة من الملياردير لين بلافاتنيك، فاجأ ذراع السعودية الاستثمارية الثلاثاء بخفض حصته في شركة الألعاب اليابانية نينتندو.
وقالت نينتندو المتخصصة في تطوير وتصنيع وبيع أجهزة وبرامج ألعاب الفيديو في إفصاح إن “الصندوق السعودي خفض حصته إلى 7.54 في المئة من 8.58 في المئة”.
وباع الصندوق نحو 17.3 مليون سهم من أسهم الشركة التي طورت لعبة سوبر ماريو بروس، وفق وكالة بلومبيرغ، دون أن تذكر قيمتها.
وفي فبراير الماضي أصبح الصندوق أكبر مساهم في نينتندو بعد أن رفع حصته إلى 8.6 في المئة من 7.08 في المئة، وفق بيان حينذاك، لتصبح أكبر من حصة صندوق استثمار المعاشات التقاعدية الحكومي الياباني.
وتحرص الحكومة على جعل السعودية لاعبا عالميا في صناعة الألعاب الإلكترونية وتنويع اقتصادها، الذي يعتمد بشكل كبير على النفط، كما تراهن بمبلغ 38 مليار دولار على إمكانات البلاد لتصبح مركزا لصناعة ألعاب الفيديو.
والاهتمام المتزايد بقطاع الألعاب تكلل بإطلاق الصندوق السيادي السعودي مجموعة سافي، التي يرأس مجلس إدارتها ولي العهد الأمير محمد بن سلمان، مطلع عام 2022.
وفي سبتمبر من العام ذاته أعلن عن تخصيص الشركة 38 مليار دولار لضخها في قطاع الألعاب الإلكترونية حتى عام 2030.
والاثنين ارتفعت أسهم نينتندو بنسبة 3.9 في المئة إلى أعلى مستوياتها في أكثر من أسبوع، بعد أن صرح مسؤول تنفيذي كبير في الصندوق السيادي لوسائل إعلام بأن الصندوق يدرس زيادة حصصه في شركات الألعاب اليابانية.
وقال الأمير فيصل بن بندر نائب رئيس سافي التابعة لصندوق الثروة، إنه “يفضل أن توافق الشركات نفسها على مثل هذه الخطوة”.
كما راهن الصندوق بمليارات الدولارات على شركات ألعاب أخرى بما في ذلك تينسنت وأكتيفيجن وكاكاو إنترتينمنت.
ومن المتوقع أن تجمل الصفقة المحتملة مع منصة دازون في حال نجاحها نفوذا أكبر للصندوق في مجال كرة القدم الأوروبية خاصة في ظل امتلاك دازون شراكة بث دوريات الدرجة الأولى في إيطاليا وإسبانيا وألمانيا وفرنسا.
والصندوق جزء من تحالف يملك نادي نيوكاسل يونايتد المنافس في الدوري الإنجليزي الممتاز، بالإضافة إلى أندية أخرى في الدوري السعودي للمحترفين، منها نادي النصر الذي يضم في صفوفه البرتغالي كريستيانو رونالدو.
الحكومة تحرص على جعل السعودية لاعبا عالميا في صناعة الألعاب الإلكترونية وتنويع اقتصادها
وأشار مصدران طلبا عدم نشر اسميهما إلى أن الصندوق يدرس شراء حصة تبلغ 10 في المئة تقريبا في دازون، ومقرها لندن.
وقال أحدهما إن “المباحثات تجرى منذ أواخر العام الماضي لكنها لم تحرز تقدما”، منبها إلى أن “إتمام الصفقة غير مؤكد”.
وذكر مصدر ثالث أن دازون تجري محادثات مع ثلاثة صناديق استثمارية على الأقل منذ عدة أشهر بشأن العديد من الشراكات الإستراتيجية، وأنها تسعى أيضا إلى تحديد قيمتها الإجمالية بين 10 و12 مليار دولار في أي اتفاق محتمل.
وتتيح دازون، التي تنافس قنوات التلفزيون والقمر الصناعي التقليدية، من خلال منصتها للبث عبر الإنترنت مجموعة متنوعة من المحتويات الرياضية، بما في ذلك كرة القدم الأميركية والملاكمة والبيسبول.
وستكون أول منصة بث من نوعها تجذب استثمارات محتملة من صندوق الثروة السعودي الذي يضخ المليارات منذ سنوات قليلة ماضية في رياضات أخرى تحظى بنسب مشاهدة مرتفعة، مثل بطولة العالم لسباقات فورمولا 1 للسيارات والغولف.
وحصلت دازون في سبتمبر الماضي على حقوق بطولة استعراضية جديدة للتنس ينافس فيها نوفاك ديوكوفيتش ورافائيل نادال في الرياض خلال وقت لاحق هذا الشهر.
وذكر الموقع الإلكتروني لدازون أنها تبث أيضا الدوري السعودي للمحترفين في عدة مناطق وسلسلة مباريات الملاكمة في موسم الرياض.
وأظهرت أحدث نتائج لدازون أن إيراداتها قفزت 41 في المئة إلى 2.1 مليار دولار في عام 2022 وسط زيادة أسعار الاشتراكات والحصول على حقوق بث دوري الدرجة الأولى في ألمانيا وإيطاليا على منصتها.
لكنها سجلت خسائر تشغيلية تساوي 1.06 مليار دولار بسبب تزايد تكاليف الحقوق. وأفادت بلومبيرغ بأن دازون أجرت محادثات مع مستشارين في ديسمبر الماضي لجمع ما يصل إلى مليار دولار من أجل تعزيز محفظتها لحقوق البث.