صندوق أبوظبي للتنمية يمول مشروعا للصيد البحري في موريتانيا

أبوظبي - عزز صندوق أبوظبي للتنمية من دعمه للمشاريع التي تخطط الحكومة الموريتانية لتنفيذها خلال المرحلة المقبلة بما يسهم في دفع عجلة النمو في البلاد.
ودشّن الصندوق هذا الأسبوع مشروع تطوير المرافق والخدمات الأساسية في ميناء تانيت للصيد البحري في موريتانيا، والذي يعتبر أحد الاستثمارات التنموية المهمة في البلاد.
وسيتم تمويل المشروع إلى جانب إنشاء مصنع للثلج يسهم في حفظ الأسماك وتبريدها ورفع القدرة التصديرية لها، بقيمة تبلغ حوالي 24 مليون درهم (6.5 مليون دولار).
وتشرف شركة تالك للاستثمار الإماراتية المهتمة بالاستثمار في أفريقيا وأميركا اللاتينية على تنفيذ أعمال المشروع.
وافتتح الرئيس الموريتاني محمد ولد الشيخ الغزواني المشروع الضخم الأربعاء الماضي بحضور حمد المهيري، سفير دولة الإمارات لدى نواكشوط، وعدد من المسؤولين في الحكومة الموريتانية.
وقال محمد السويدي مدير عام صندوق أبوظبي للتنمية إن “تدشين مشروع ميناء تانيت يأتي لرفع كفاءة العمليات التشغيلية والارتقاء بنوعية الخدمات المقدمة للصيادين وتحسين مستوى معيشتهم وتعزيز قدرتهم للوصول إلى الأسواق المحلية والعالمية”.
وتبلغ القدرة الاستيعابية للميناء ما يقارب 400 زورق صغير أو متوسط الحجم، وتعد مهنة الصيد رافدا إستراتيجيا للاقتصاد الموريتاني، حيث يوفر القطاع 260 ألف فرصة عمل من بينها 66 ألف فرصة عمل مباشرة.
وأوضح السويدي أن إنشاء مصنع الثلج سيسهم في الحفاظ على الإنتاج ورفع الطاقة التصديرية، مما يدعم مسيرة التنمية الاقتصادية في موريتانيا.
وأكد السويدي أن الصندوق ساهم على مدار سنوات في تمويل العديد من المشاريع التنموية المهمة في قطاعات متنوعة في موريتانيا، كالصناعة والزراعة والنقل والمواصلات والطاقة المتجددة.
وأشار إلى أن تمويلات الصندوق في القطاعات الإستراتيجية ساهمت في تحسين جودة حياة السكان وتوفير فرص عمل في مختلف المناطق في موريتانيا.
وتشكل الثروة السمكية موردا رئيسيا لشريان الاقتصاد الموريتاني، وتستحوذ المنتجات البحرية على نحو 58 في المئة من الصادرات.
ويساهم قطاع الصيد بما نسبته 8 في المئة من الناتج المحلي الإجمالي للبلاد، فيما يبلغ معدل الصادرات الموريتانية من الأسماك حوالي 900 ألف طن سنويا.
وقال مختار الحسيني لام وزير الصيد والاقتصاد البحري الموريتاني إن “التمويل المقدم من صندوق أبوظبي للتنمية ساهم في تطوير مرافق ميناء تانيت والارتقاء بمستوى الخدمات المقدمة فيه”.
وأوضح أن عمليات التطوير مكنت الميناء من استقبال أكثر من 60 سفينة شهريا، بمعدل تفريغ سنوي لكمية تناهز 20 ألف طن، من السمك على مستوى الصيد الصناعي، وكمية كبيرة من إنتاج الصيد التقليدي.
مهنة الصيد رافدا إستراتيجيا للاقتصاد الموريتاني حيث يوفر القطاع 260 ألف فرصة عمل من بينها 66 ألف فرصة عمل مباشرة
وأشار لام إلى أن خطة تطوير الميناء تستهدف تعزيز دمج القطاع في نسيج الاقتصاد المحلي، وتشغيل الشباب وزيادة مداخيل ميزانية الدولة، وتعزيز الأمن الغذائي بتعميم توفير السمك على كافة المقاطعات الموريتانية وتطوير الصيد القاري وزراعة الأسماك.
وفي مايو الماضي، وقّع صندوق أبوظبي للتنمية اتفاقية مع موريتانيا لتمويل مشروع تزويد مدينة كيفة بالماء الصالح للشرب المستمد من نهر السنغال.
وبلغت قيمة مساهمة الصندوق في المشروع الإستراتيجي 30 مليون دولار، وتصل القيمة الإجمالية للمشروع المموّل من قبل مجموعة من مؤسسات التمويل العربية والدوليّة إلى 320 مليون دولار.
ويهدف المشروع إلى توفير الماء الصالح للشرب لأكثر من 90 مدينة وقرية ما بين مدينتي كوراي وكيفة مرورا بمدينة سيليبابي وكنكوصة، حيث يشمل المشروع توريد وتركيب خط أنابيب يربط بين نهر السنغال ومدينة كيفة بطول 250 كيلومترا.
وبدأ صندوق أبوظبي للتنمية نشاطه التنموي في موريتانيا في عام 1977، حيث بلغ إجمالي قيمة المشاريع التنموية التي مولها 243.2 مليون دولار.
وتشمل تلك التمويلات العديد من القطاعات التنموية الإستراتيجية، بما في ذلك الزراعة والصحة والنقل وطاقة الرياح والصناعة.