صناعة النفط في مواجهة "أبريل أسود"

لندن - حذرت وكالة الطاقة الدولة من أن ضعف الطلب على الخام وتخمة الفائض عن الحاجة وهبوط الأسعار، قد تعطي الشهر الجاري، لقب "أبريل الأسود".
وقالت الوكالة الطاقة إن صناعة النفط حول العالم قد تسجل أسوأ مراحلها على الإطلاق، بسبب حجم تراجع الطلب.
وأكد المدير التنفيذي للوكالة فاتح بيرول، في تصريحات صحافية الأربعاء، أن ضعف الطلب على النفط وتخمة المعروض الفائضة عن الحاجة وهبوط الأسعار، تنذر بصعوبات كبيرة ستشهدها هذه الصناعة في الشهر الجاري وقد تكون "الأسوأ" تاريخيا.
وساهمت التداعيات الاقتصادية الكبيرة لأزمة تفشي كورونا في مزيد تعميق صعوبات سوق النفط، حيث أشارت الوكالة في تقرير لها، إلى إن الطلب العالمي على النفط الخام سيتراجع بمقدار 23.1 مليون برميل يوميا، في الربع الأول 2020، مدفوعا بالتبعات الاقتصادية لكورونا.
كما ذكرت أن الطلب على النفط الخام سيتراجع بمقدار 29 مليون برميل يوميا، خلال شهر أبريل الجاري، ما يعني تراجعا بنسبة 29 بالمئة من إجمالي الطلب قبل الجائحة، البالغ 100 مليون برميل يوميا.
وتراجع النفط أربعة بالمئة صوب 28 دولارا للبرميل الأربعاء، متأثرا بتقارير عن استمرار الفائض في الإمدادات وتهاوي الطلب بسبب إجراءات العزل العام عالميا وقلة عمليات الشراء المنسقة من أجل المخزونات الإستراتيجية.
وتهاوت الأسعار هذا العام، إذ سجلت أدنى مستوياتها في 18 عاما عند 21.65 دولارا للبرميل يوم 30 مارس الماضي، ودفع الانخفاض في الأسعار والطلب المنتجين العالميين للاتفاق على تخفيضات غير مسبوقة للإمدادات.
واتخذت أغلب دول العالم إجراءات وقائية صارمة لمنع تفشي الفايروس، شملت فرض قيود على حركة التنقل الجوي والبري، وتجميد عجلة الاقتصاد في عديد القطاعات.
ورأى الوكالة أن إمدادات تحالف "أوبك +" ستتراجع بمقدار 12 مليون برميل بالمتوسط اعتبارا من مايو المقبل، مع دخول اتفاق بخفض قياسي للإنتاج حيز التنفيذ.
وكانت أعلنت عدة دول نفطية في تحالف "أوبك +"، إتمام اتفاق لأكبر خفض تاريخي مدروس لإنتاج النفط الخام، بواقع 10 ملايين برميل يوميا، يتحمل منها التحالف 9.7 ملايين، يبدأ تنفيذه مطلع مايو المقبل.
لكن وكالة الطاقة توقعت أن الاتفاق لن يترك آثارا إيجابية فورية على الأسواق العالمية، وستحتاج مزيدا من الوقت لتراجع تخمة المعروض.
فيما قدرت تراجع إمدادات من جانب منتجين آخرين مستقلين، بمقدار 2.3 مليون برميل يوميا، كمتوسط خلال العام الجاري.