صناعة المتحرش في مصر تبدأ بتلقين الأطفال

انتقادات واسعة تطال برنامجا يُعرض على قناة مصرية خاصة ويقدمه طفل، بعد أن قال الأخير “السبب الأساسي للتحرش بالمرأة هو المرأة”.
الخميس 2018/10/25
تجارب مريرة للنساء مع التحرش الجنسي

القاهرة - أثار طفل يدعى فارس مصطفى (13 عاما)، يقدم برنامج “ساعة مع فارس”، عبر فضائية “الحدث اليوم” المصرية الخاصة، جدلا واسعا، عبر مواقع التواصل الاجتماعي، بسبب حديثه عن قضايا مجتمعية لا تتناسب مع قدراته الذهنية والعمرية.

وظهر الطفل متحدثا عن ظاهرة التحرش، حيث حمّل النساء وفق تعبيره مسؤولية التحرش بهن ببسب لباسهن.

وأطلق مستخدمو الشبكات الاجتماعية على الطفل لقب “ميني داعية”، مشبهينه ببعض الدعاة على غرار عمرو الخالد.

وتحتل مصر المركز الأول عالميا في انتشار ظاهرة التحرش.

وأظهرت نتائج دراسة أجرتها هيئة الأمم المتحدة للمساواة بين الجنسين وتمكين المرأة أن حوالي 99 بالمئة من النساء المصريات تعرّضن لنوع من أنواع التحرش الجنسي.

وتصاعد النقاش العام حول مشكلة التحرش الجنسي في أعقاب ثورة 2011 التي أطاحت بالرئيس الأسبق حسني مبارك وكان ميدان التحرير بؤرتها.

ودخلت منذ ذلك الوقت عبارة taharrush gamea” (تحرش جماعي) قاموس اللغة في بعض الدول الأوروبية وأصبحت مستخدمة في الإعلام العالمي خاصة بعد تعرض صحافيات للتحرش الجماعي في ميدان التحرير.

وأوضح مصطفى يوسف، والد الطفل ومنتج برنامجه “ساعة مع فارس” رفض الانتقادات الموجهة للبرنامج على الشبكات الاجتماعية بل أكد أن المنتقدين، وفق تعبيره، “حقودون” وطالب بجهة إعلامية “تتبنّى موهبة ابنه”.

من جانبها عقدت لجنة الشكاوى التابعة للمجلس الأعلى لتنظيم الإعلام، اجتماعاً لمناقشة ثلاث شكاوى مقدمة ضد قناة “الحدث اليوم”، خاصة في ما يتعلق ببرنامج “ساعة مع فارس”.

، وقال جمال شوقي رئيس اللجنة، إن القناة ارتكبت مخالفات إعلامية عديدة آخرها البرنامج المذكور، الذي يعدّ مخالفاً كما يمثّل إهانة للمشاهدين.

واعتبر مغردون أن الطفل لا يبدو مستوعبا للكلام الذي يقوله بل إنه  لقن درسه وهذا ما يظهر من حركات بدبه وأخطائه في بعض العبارات.

وقالت معلقة في هذا السياق:

Manal Maher

الولد حافظ وليس فاهما، حتى حركاته وطريقة كلامه من الواضح جدا أنها ممثلة وعامل عليها بروفات كثيرة… الولد يمثل بطريقه فجة تقتل براءته وشخصيته وإبداعه… حتى الأطفال يستخدمونهم لترويج شذوذهم وعقدهم… لو كان للطفل عائلة لديها حد أدنى من الوعي ما كانت لتسمح بهذه المهزلة.

وسخر مغرد:

.24_7Arch@

يا رب يطلع حافظا وليس فاهما.

وأجاب آخر

madHadi7a@

كثر الحفظ يغيّب الفهم.. ويصير الإنسان ببغاء.

من جانبه قال جمال فرويز، استشاري الطب النفسي، إن ما حدث في حق الطفل جريمة بكل المقاييس وخطوة لصناعة متحرش صغير، حيث يعتبر ذلك جريمة في حق الطفل مما يؤثر عليه مستقبلُا، وهذا بخلاف ما قاله عن التحرش وكأن من حق الرجل التحرش بالمرأة مما يؤثر على تفكيره بالتالي يصنع متحرشا بلا شك.

وقالت معلقة:

A_SkyGirl@

دمروا براءته وطفولته وغرسوا برأسه معتقداتهم الحيوانية.

وسخر معلقون بأن الطفل مشروع “خروف عظيم”. وخروف صفة تطلق على الإخوان المسلمين في مصر منظري امتهان حقوق المرأة باسم الدين.

من جانبه دوّن الكاتب خالد منتصر على حسابه على فيسبوك:

Khaled Montaser

يعني ليس لدينا برامج أطفال سليمة، فاشلون حتى في إنتاج برنامج كارتون يخاطبهم أو قنوات تمتعهم، ويوم ما نعمل برنامج أطفال نعمله بهذا الشكل الإجرامي في حق الطفل الذي يقدمه وفي حق الطفولة كلها، أتوا طفل وحولوه كالعادة إلي واعظ وداعية، وللأسف خلقوا نموذج واعظ تقليدي فاشي، يتحدث وهو معذور ومظلوم ويتحرك من خلال كلام المعد.

وأضاف:

Khaled Montaser

يتحدث بنفس اللهجة السلفية عن أن ملابس البنات هي السبب في ظاهرة التحرش وأن مخترع البنطلون الساقط متآمر وشاذ جنسياً! هل تلك لهجة طفل المفروض أنه يلعب ويتكلم عن البلاي ستيشن 4 وليس عن الإثارة الجنسية عند البنات بالملابس الضيقة.

وسخر معلق:

Fouad Masiha

تدخل عيادة الطبيب فتسمع القرآن، محل تجاري فتسمع القرآن تركب الحافلة أو التاكسي تسمع القرآن في المقهى تسمع الهواتف تصدح بالأذان أو الأناشيد الدينية، يوم الجمعة تكاد لا تجد أحدا ولا حتى الطير ساعة الصلاة. كل السيارة تكتب على نافذتها الخلفية “لا تنسى ذكر الله”، لا تحاور أحدا إلا أشبعك آيات أو أحاديث. المدارس بدأت تقيم مسابقات تجويد القرآن بدل المسابقات الثقافية والفنية. حتى الحضانات بدأت تلقّن الأطفال القرآن بدل الأناشيد، ما كل هذا التدين! من أين يأتينا الفساد إذن؟

وكتبت مغردة:

1414_sasa@

للأسف مصر غزتها الأفكار المتطرفة التي تجعل المرأة هي السبب في التحرش والتي تطلب من النساء القرار في البيت أو على الأقل الخروج مع محرم مع التغطية الكاملة واخفاء الهوية.

من جانب آخر، يقر نشطاء بأن هناك تقدما في موقف المجتمع من ظاهرة التحرش الجنسي، وكذلك في محاكمة عدد أكبر من المتحرشين.

وقد لعبت وسائل التواصل الاجتماعي والمبادرات الفردية ومنظمات المجتمع المدني الدور الأكبر في مكافحة التحرش.

وظهر النقاش عن التحرش الجنسي بشكل جدّي في الفضاء العام في سنة 2006 عندما هاجم حشد من الرجال عددا من الفتيات والسيدات في وسط القاهرة في عطلة العيد.

وتجاهلت الصحف الرسمية وقائع هذا التحرش، لكنّ عددا من المدونين تحدثوا عنها.

وفي أعقاب ثورة 2011، انتشرت لوحات غرافيتي جدارية تدعو إلى مكافحة التحرش في وسط القاهرة، كما شكّل متطوّعون مجموعات شبابية لحماية النساء من هجمات التحرش الجماعي.

19