صناعة الاتصالات في معركة حاسمة للتحول النظيف

الشركات أمام حتمية زيادة الاستثمار التكنولوجي لتطوير الشبكات والاعتماد أكثر على الطاقة المستدامة.
السبت 2022/11/12
العمل شاق لكن المكاسب أكبر

يرى خبراء أن مسح صناعة الاتصالات بصمته الكربونية، والذي ينسجم مع الخطط العالمية لخفض الانبعاثات الملوثة للبيئة، يبدو مليئا بالتحديات رغم المنافسة الكبيرة بين الشركات لتبني أحدث الابتكارات التكنولوجية لتشغيل خدمة الشبكات والأبراج.

شرم الشيخ (مصر) - تتطلع شركات الاتصالات حول العالم إلى تطوير قدراتها بأحدث الابتكارات التكنولوجية من أجل المساهمة في خفض الانبعاثات الضارة من خلال الاستثمار أكثر في التكنولوجيا لتطوير الشبكات واستخدام الكهرباء النظيفة بكثافة.

ويعد الابتكار بمثابة العمود الفقري لصناعة الاتصالات وتكنولوجيا المعلومات، وقدرة رجال الصناعة في تطويع التكنولوجيا لإيجاد العديد من الحلول للتصدي للتحديات المناخية التي تهدد كوكب الأرض.

ويقول خبراء إن قطاع التكنولوجيا كغيره من الصناعات التي تساهم في التلوث البيئي لذلك تحاول الشركات العاملة في القطاع بما فيها شركات الاتصالات أن توضح أنها في الطريق إلى الصناعة الخضراء.

ومع توسع الجيل الجديد من الاتصالات تزداد الوعود خلال قمة المناخ التي تحتضنها مدينة شرم الشيخ المصرية بتقديم اتصال فائق السرعة بالإنترنت توازيا مع ادعاءات بفوائد كبيرة على البيئة.

ولطالما حاول القطاع التجاوب مع متطلبات الحركة البيئية العالمية، لكنّ قادته يواجهون باستمرار اتهامات بإطلاق وعود فضفاضة وقطع تعهدات يصعب اختبارها عمليا.

فيليب وانغ: تطويع التكنولوجيا له أثر تمكيني في اتجاهات القطاع
فيليب وانغ: تطويع التكنولوجيا له أثر تمكيني في اتجاهات القطاع

وناقش مجموعة من ممثلي شركات الاتصالات العالمية وخبراء في قطاع التكنولوجيا خلال اجتماع نظمه مركز الابتكار العالمي على هامش قمة المناخ بمنتجع شرم الشيخ المصري دور تقنية المعلومات والاتصالات في تحقيق أهداف صافي صفر انبعاثات.

ويسلط الاجتماع الذي حمل عنوان “الاعتماد على تقنية المعلومات والاتصالات لتمكين التنمية النظيفة” الضوء ليس فقط على التحول النظيف، بل أيضا على ما تواجهه شركات القطاع أوقات الأزمات مثلما حصل في أوروبا في الفترة الأخيرة بسبب نقص إمدادات الطاقة من روسيا.

ومنذ أسابيع تزايد قلق الأوروبيين من أن أزمة الطاقة ستضر بنقطة حساسة في حياة الناس تتعلق باستدامة خدمات الاتصالات بعدما استشعرت الشركات مخاطر انقطاع الكهرباء على شبكاتها، ما قد يدخل كامل القطاع بالقارة في دوامة ستكبده خسائر كبيرة.

وتؤكد شركة هواوي الصينية، وهي إحدى أبرز شركات الاتصالات والتكنولوجيا في العالم أن تقنية المعلومات والاتصالات ستسهم في تحقيق التحول الرقمي وتعزيز الابتكار وتمكين القطاعات من المساهمة في الحفاظ على البيئة.

وقال فيليب وانغ نائب الرئيس التنفيذي لهواوي في منطقة شمال أفريقيا إن “تقنية المعلومات والاتصالات ستسهم في تمكين القطاعات من الحفاظ على البيئة”، مشيرا “الأثر التمكيني” من هذا الاتجاه.

وأكد أثناء الاجتماع أن شبكات الجيل الخامس (5 جي) والذكاء الاصطناعي وتحليل البيانات والحوسبة السحابية ستسهم في تحسين العمليات والحد من استهلاك الطاقة والانبعاثات الكربونية.

ووفق وكالة الصحافة الفرنسية، أوضح وانغ أنه يمكن لتقنية المعلومات والاتصالات إغلاق محطات 5 جي اللاسلكية تلقائيا عندما تتوقف حركة نقل البيانات بطريقة تشبه إيقاف تشغيل إضاءة الشوارع الذكية عندما تتوقف حركة المرور مما يحدّ من استهلاك الطاقة.

وتبنت العديد من الدول بما فيها بلدان في الشرق الأوسط وخاصة بمنطقة الخليج العربي شبكات الجيل الخامس وعملت على تطوير كل ما له علاقة بعمل الاتصالات، لكنها اليوم تجد نفسها في موقف يتطلب منها تحويل أنظمة الاتصالات لديها تعمل بانسجام مع البيئة.

محطات تحتاج إلى مصدر للطاقة
محطات تحتاج إلى مصدر للطاقة 

وتحتاج المحطات الرئيسية المجهزة بالهوائيات إلى مصدر للطاقة، حيث استبدلت هواوي مولدات الديزل بالألواح الشمسية والتي توفر مصدرا نظيفا للطاقة الكهربائية في نيجيريا وأنغولا.

كما أطلقت الشركة الهوائي النظيف والذي يغطي مساحة تصل إلى 500 متر ويستهلك نصف طاقة النقل مما يحد من استهلاك الطاقة بنسبة 30 في المئة.

وتحدث لويس نيفيس الرئيس التنفيذي لمبادرة تمكين الاستدامة العالمية في الاجتماع الذي عُقد مساء الخميس الماضي، حيث أكد أنه يجب على المحادثات المناخية أن تركز على دور التقنيات الرقمية.

وقال “يمكننا تحقيق الاستدامة وتلبية متطلبات التنمية في كوكب يمكن أن يصل عدد سكانه إلى 10 مليارات شخص عبر التركيز على الاستدامة والاعتماد على التقنيات الرقمية”.

17 في المئة النسبة التي يمكن أن تساهم بها التكنولوجيا في تقليل الانبعاثات وفق الاتحاد الدولي للاتصالات

ولذلك، اقترح أعضاء قطاع تقييس الاتصالات التابع للاتحاد الدولي للاتصالات (آي.تي.يو)، وهو إحدى الوكالات المنضوية تحت راية الأمم المتحدة، خلال الاجتماع اعتماد معيار لقياس استهلاك الطاقة في الشبكة.

وكانت لجنة في قطاع تقييس الاتصالات قد وافقت أواخر أكتوبر الماضي على المعيار والذي يُدعى “مقياس طاقة كثافة الكربون في الشبكة”.

وبحسب آي.تي.يو يمكن للتكنولوجيا الرقمية أن تساعد في تقليل انبعاثات الكربون في العالم بنحو 17 في المئة لو تم استخدامها بكثافة أكبر.

وتقول الجهات الفاعلة في الصناعة إن الذكاء الاصطناعي، على سبيل المثال، يمكن أن يساعد في جعل شبكات النقل الكهربائية أكثر كفاءة.

كما يمكن أن تسمح التقنيات المتقدمة من خلال استخدام تكنولوجيا سلاسل الكتل (بلوك تشين) لشريحة واسعة من الناس بتتبع انبعاثات الكربون للشركات.

إضافة إلى زيادة تعزيز استخدام الأقمار الاصطناعية في مراقبة التغيرات البيئية بما في ذلك أنشطة مثل قطع الأشجار غير القانوني والتعدين وإلقاء النفايات في البحر أو البر.

ويقول خبراء برنامج الأمم المتحدة للبيئة إنه على الرغم من ذلك، فإن هناك حاجة لتطوير معايير متسقة لقياس تأثير التكنولوجيا على البيئة، والتي ستكون ضرورية لتقليل العواقب السلبية للرقمنة.

وقال نومبيلو مورافو الرئيس التنفيذي للاستدامة وشؤون الشركة في مجموعة أم.تي.أن “إن العمل المستدام والذي يمكن قياسه” يؤدي دورا أساسيا في تحقيق أهداف صافي صفر.

وأضاف “تسهم التقنيات الرقمية في تعزيز قدرات توليد الطاقة النظيفة وتحسين كفاءة الطاقة في مختلف القطاعات”.

غراف 2

 

10