صناعة الإسمنت تنضم إلى طابور تجار البصمة الكربونية

بيتسبرغ (الولايات المتحدة) - التحقت صناعة الإسمنت بطابور طويل من القطاعات العالمية الحيوية، التي تسعى إلى الانضمام إلى تجارة البصمة الكربونية في سياق توجه عالمي لخفض الانبعاثات الضارة بالمناخ.

وأبرمت مبادرة عزل الكربون واستخدامه وتخزينه المنبثقة عن التحالف الوزاري للطاقة النظيفة الاثنين مع الرابطة العالمية للإسمنت والخرسانة (جي.سي.سي.أي) اتفاقية تعاون من شأنها أن تحفز الابتكار والاستثمار وتسرع وتيرة جهود إزالة الكربون.

وتعد هذه الصناعة واحدة من أكبر منتجي ثاني أكسيد الكربون، حيث تنتج ما يصل إلى 8 في المئة من انبعاثات هذا الغاز على مستوى العالم، منها 50 في المئة من العمليات الكيميائية و40 في المئة من ثاني أكسيد الكربون المشتعل.

توماس جيلو: وضعنا خارطة تشمل 35 مشروعا لعزل الكربون وتخزينه

ويؤكد أهل القطاع أن الإسمنت المكوّن الحيوي في الخرسانة، وهي مادة من صنع الإنسان، الأكثر استخداما في العالم، وتمثل العمود الفقري للعالم الحديث.

ونسبت وكالة الصحافة الفرنسية إلى توماس جيلو، الرئيس التنفيذي للرابطة العالمية للإسمنت والخرسانة قوله “لقد بدأ أول مشروع لعزل الكربون واستخدامه وتخزينه بالبروز بالفعل”.

وأضاف “لقد قمنا بوضع خارطة تشمل 35 مشروعا معلنا عنه وقيد التنفيذ في جميع أنحاء العالم، كما يوجد ما يصل إلى مئة مشروع إضافي قيد الإعداد لدى الشركات الأعضاء التي تعمل في جميع أنحاء العالم”.

وأشار جيلو إلى أن عملية عزل الكربون ركيزة حيوية من شأنها أن تسمح لقطاع الإسمنت العالمي بتحقيق هدفه الطموح المتمثل في الوصول إلى صافي معدوم للانبعاثات بعد ثلاثة عقود من الآن.

وبموجب الاتفاقية، سيتمّ التركيز على استكشاف الحوافز وأطر السياسات والحلول المالية على المستوى العالمي الضرورية لتمكين مشاريع عزل الكربون، واستخدامه وتخزينه على نطاق صناعي على مدى السنوات العشر المقبلة.

وستعمل المنظمتان معا لضمان تطبيق عمليات عزل الكربون واستخدامه وتخزينه على المدى الطويل ما بعد 2030، من خلال كل من تطوير السياسات والتكنولوجيا على السواء.

واعتبرت هنرييت نيسهايم، المسؤولة المشاركة عن النرويج في مبادرة عزل الكربون أن الاتفاقية تمثل فرصة للعمل جنبا إلى جنب مع قطاع بالغ الأهمية”.

وقالت نيسهايم، المديرة العامة المساعدة في وزارة البترول والطاقة النرويجية “لقد بدأنا في النرويج ببناء أول مشروع لعزل الكربون واستخدامه وتخزينه في إنتاج الإسمنت في بريفيك، ونتطلع إلى مشاركة تجربتنا في هذا المجال مع الآخرين”.

وتحدد الاتفاقية الدور الذي يمكن أن تضطلع به جهود عزل الكربون واستخدامه وتخزينه في تحقيق الهدف المتمثّل في الوصول إلى مستقبل معدوم الانبعاثات، وتسهيل تحديد المشاريع المحتملة في القطاع وإعداد خرائط عنها.

كما ستستكشف الاتفاقية الاحتياجات في مجال البنية التحتية للنقل والتخزين المرتبطة بعملية دمج مشاريع عزل الكربون في القطاع. وستسمح أيضا بدعم الشراكات وتؤدي إلى تسريع المشاريع في الاقتصادات النامية.

وقال براد كرابتري، مساعد الوزير في مكتب إدارة الطاقة الأحفورية والكربون التابع لوزارة الطاقة الأميركية “يتطلب بلوغ أهدافنا المناخية الطموحة أن نعمل على إزالة الكربون من مختلف القطاعات الصناعية الثقيلة، بما في ذلك إنتاج الإسمنت”.

وبدعم من الكونغرس الأميركي تعمل وزارة الطاقة على تمويل المشاريع الهادفة إلى تطوير تقنيات عزل الكربون في الإسمنت وغيره من القطاعات الصناعية الرئيسية الضرورية.