صناديق الاستثمار تتحرك بحذر في الصين بفعل القيود على روسيا

لندن - تجذب الصين، الاقتصاد الكبير الوحيد الذي يعد بانتعاش النمو هذا العام، المستثمرين الأجانب مرة أخرى. ومع ذلك، فإن دائرة القلق من أن تصبح في يوم من الأيام منبوذة من الأسواق العالمية تزداد اتساعا في الوقت الذي تكبح فيه روسيا الطلب.
وفاجأ حجم وتنسيق العقوبات الغربية على روسيا التي أثارها غزو الرئيس فلاديمير بوتين لأوكرانيا في أواخر فبراير الأسواق المالية وترك المديرين يجلسون على أصول بمليارات الدولارات أصبحت فجأة بلا قيمة بين عشية وضحاها.
وفي حين أن مثل هذه الخطوة ضد الصين تبدو مستبعدة نظرا إلى حجمها الاقتصادي والكم الهائل من الأموال الأجنبية المستثمرة هناك، إلا أنها مخاطرة يتردد الكثيرون في تجاهلها.
وقال بيل كامبل، مدير محفظة في دبل لاين كابيتل، التي تدير أصولا بقيمة 122 مليار دولار لرويترز إن "مجتمع الاستثمار العالمي على علم بأنه في حالة حدوث حدث جيوسياسي آخر، فإن السابقة قد تم تحديدها بالفعل لهذه العقوبات التقييدية والعقابية للغاية".
ووصف الرئيس التنفيذي لهذه الشركة جيفري غوندلاش، الصين بأنها غير قابلة للاستثمار بسبب الإجراءات التنظيمية الصارمة، والشطب الإجباري للأسهم، والتعليق في آخر لحظة في أواخر 2020 للطرح العام الأولي بمليارات الدولارات لمجموعة علي بابا.

ويعتقد كامبل أن "نموذجا جديدا" قيد التشكل حيث تهدد الأحداث الجيوسياسية "الآثار الفورية للاستثمارات والمؤشرات"، مشيرا إلى التوترات حول تايوان وفي بحر الصين الجنوبي كنقاط اشتعال محتملة مع الغرب.
ويعني الوزن الهائل للصين في مؤشرات الأسهم والسندات أن المستثمرين، بما في ذلك شركته، بحاجة إلى بعض الانكشاف. وتقوم دبل لاين كابيتل بشراء سندات بنوك التنمية الإقليمية وتستخدم دولًا آسيوية أخرى كوكلاء للصين لتجنب تقييد الكثير من الأموال على الشاطئ.
وتصاعدت التوترات الصينية - الأميركية على مدى سنوات بسبب قضايا تتراوح من التجارة الدولية إلى حقوق الملكية الفكرية، لكن إدارة الرئيس الأميركي جو بادين أخبرت بكين مؤخرا بأنها ستواجه عواقب إذا دعمت الاقتصاد الروسي.
وتقول واشنطن إن بكين امتثلت إلى حد كبير للقيود، لكنها أدرجت في القائمة السوداء خمس شركات صينية الأسبوع الماضي بزعم دعمها للقاعدة الصناعية العسكرية الروسية.
وقلص فلافيو كاربينزانو، مدير الاستثمار في كابيتال غروب التي تدير أصولا بقيمة 2.6 تريليون دولار، التعرض لسندات الحكومة الصينية بعد الغزو الروسي.
وقال كاربينزانو لرويترز إن "هذا لا يعني أننا نعتقد أن الصين غير قابلة للاستثمار أو أننا نتوقع صراعا مع تايوان غدا، لكن التقلبات ستظل مرتفعة ولا نعتقد أن العائد يتضمن هذا النوع من التقلبات".
وقطعت شركة بلاك روك، أكبر شركة لإدارة الأصول في العالم والرائدة في الصين منذ فترة طويلة، وجهة نظرها في الأسهم الصينية في مايو الماضي، محذرة من أن مخاطر المواجهة العسكرية مع تايوان ستزداد مع مرور العقد.
ووفقا لمعهد التمويل الدولي، سحب المستثمرون أكثر من 30 مليار دولار من الصين خلال الربع الأول من العام الجاري. وفرضت الحكومة الصينية عزلا على أكبر مدن البلاد لمدة شهرين في الربيع الماضي لوقف أسوأ تفش للوباء في البلاد منذ بدايته.
وشكلت القيود الصارمة في العاصمة الصينية اختبارا صعبا لسكانها البالغ عددهم 25 مليون نسمة الذين يواجهون مشاكل في التوريد. ودفعت عمليات الإغلاق تلك، وضغوط قطاع العقارات، وارتفاع عوائد الخزانة الأميركية، التدفقات الخارجة، ومع ذلك أشار معهد التمويل الدولي أيضا إلى "المخاطر المتصورة للاستثمار في البلدان التي تكون علاقاتها مع الغرب معقدة".
ومع ذلك، فإن التعافي الاقتصادي للبلاد، على عكس مخاوف الركود في اقتصادات الدول الغربية، أدى إلى جذب 11 مليار دولار من التدفقات الداخلة إلى الأسهم المدرجة في الصين الشهر الماضي، بحسب بيانات رفينيتيف أيكون.