بلانياك (فرنسا) – أعلن عملاق تصنيع الطائرات الأوروبية أيرباص أن الشركة أبرمت اتفاقية للاستحواذ على بعض أصول سبيريت إيرو سيستمز، مكملة بذلك جزءا هاما من عملية تقسيم الشركة المتعثرة عبر الأطلسي مع منافستها الأميركية بوينغ.

ويقول محللو الصناعة إن الصفقة مهمة لأيرباص لأنها تقوي تنافسيتها في تصنيع الطائرات التجارية، حيث تتعثر منافستها المباشرة بوينغ، في سوق ينمو باطراد رغم كثرة المنغصات العالمية.

ووافقت شركة صناعة الطائرات الأميركية العام الماضي على إعادة شراء أكبر مورّد مستقل لهياكل الطائرات في العالم بعد عقدين من فصلها مقابل 4.7 مليار دولار من الأسهم، بينما انتقلت أيرباص لتولي أنشطتها الخاسرة المركزة على أوروبا.

وتشكل التحركات المزدوجة بمثابة تفكك عبر المحيط الأطلسي لسبيريت، والتي تفرعت لتصنيع قطع غيار للمصنع الأوروبي أيرباص وغيرها منذ أن انفصلت عنها بوينغ قبل ما يقرب من عقدين من الزمن.

ويأتي هذا القرار غير المسبوق من قبل عمالقة صناعة الطائرات المتنافسين لمنع انهيار أكبر مورّد مستقل لهياكل الطائرات في العالم بعد سنوات من الضغوط المالية على سبيريت، والتي بلغت ذروتها بسبب أزمة بوينغ الأخيرة بشأن طائرة 737 ماكس.

ومن بين المصانع المشاركة في عملية النقل إلى أيرباص مصنعان هما كينستون بولاية كارولاينا الشمالية، حيث تُصنّع سبيريت جزءا أساسيا من هيكل طائرة أي 350، ومصنع في بلفاست بأيرلندا الشمالية، يُصنّع أجنحة ألياف الكربون لطائرة أي 220.

كما تشمل الصفقة بعض الأنشطة في المغرب وفرنسا. وأعلنت أيرباص أنها ستستحوذ أيضا على إنتاج مكونات أجنحة طائرات أي 320 وأي 350 في بريستويك باسكتلندا.

وبموجب الصفقة، ستحصل أيرباص على تعويض عن تحملها أعمال الإنتاج الخاسرة من سبيريت بمبلغ 439 مليون دولار، رغم أن هذا المبلغ أقل من 559 مليون دولار المخطط له أصلا بسبب التغييرات في نطاق الصفقة.

وقالت كلوي ليماري المحللة في شركة جيفريز لرويترز إن “الدفعة الجديدة قد لا تُعوّض تماما عن انخفاض قدره الملايين من اليوروهات، وهو ما تتوقعه أيرباص على تدفقاتها النقدية لعام 2025 من تشغيل المصانع.”

ومع ذلك، ارتفعت أسهم شركة صناعة الطائرات الأوروبية بنحو اثنين في المئة، حيث أزالت الصفقة، وفق ليماري، حالة عدم اليقين بشأن جزء أساسي من سلسلة التوريد.

وأدت تأخيرات سبيريت إلى إبطاء تسليمات طائرات الركاب طراز أي 350، وساهمت في تأخير تطوير طائرة شحن جديدة. ومع ذلك، توقعت الشركتان إتمام الصفقة الثلاثية المعقدة في الربع الثالث من 2025 بدلا من منتصف العام كما هو مشار إليه سابقا.

وأضافت الشركتان أن أيرباص ستوفر في غضون ذلك خطوط ائتمان جديدة بدون فوائد بقيمة 200 مليون دولار لشركة سبيريت.

وتثير الصفقة تساؤلات حول جزء من مصنع شورت براذرز التاريخي السابق في بلفاست، أكبر جهة توظيف في قطاع التصنيع في أيرلندا الشمالية، والذي بيع أولا لشركة بومباردييه الكندية ثم لشركة سبيريت، والآن لشركة أيرباص.

وحثّت نقابة يونايت، أكبر نقابة عمالية في بريطانيا، حكومة البلاد على منع تفكيك عمليات شركة سبيريت التي توظف 2600 شخص في أيرلندا الشمالية.

وأعلنت سبيريت أن أيرباص ستستحوذ على إنتاج أجنحة أي 220 في بلفاست. وفي حال عدم العثور على مشتر مناسب، ستتولى الشركة الأوروبية أيضا إنتاج الجزء الأوسط من جسم طائرة أي 220 هناك.

وإلى جانب توريد منتجات أيرباص، تُصنّع سبيريت في بلفاست قطع غيار لطائرات بومباردييه الخاصة، وتُجري أعمالا في قطاعي الدفاع والفضاء. وقد خسرت الشركة 338 مليون دولار في عام 2023.

وتشير رسائل وجّهت هذا الشهر إلى موظفيها من ستيفاني بوب، الرئيسة التنفيذية لقسم الطائرات التجارية في بوينغ، وبات شاناهان، الرئيس التنفيذي لسبيريت، إلى أن بعض الأعمال غير التابعة لأيرباص في بلفاست قد تُنقل إلى بوينغ تلقائيا في حال عدم إيجاد بدائل.

ويأتي قرار المضي قدما في خطط تفكيك سبيريت وتعزيز خطوط إنتاجها في الوقت الذي تعزز فيه بوينغ إنتاج طائراتها 737 ماكس، التي تشكّل مصدر دخل رئيسي، عقب سلسلة من الأزمات التي أثرت على الإنتاج.

وأثارت شركة سبيريت إيرو، المُصنّعة لهيكل طائرة ماكس، شكوكا العام الماضي حول قدرتها على الاستمرار كشركة عاملة، حيث تتلقى دعما ماليا من شركتي صناعة الطائرات.

وأبلغ توماس توبفر المدير المالي لأيرباص المساهمين في وقت سابق هذا الشهر بأن الشركة تتوقع إتمام الاتفاقية مع سبيريت بحلول نهاية أبريل الماضي، وإتمامها رسميا بحلول الثلاثين من يونيو المقبل.