صفقة تبادل أسرى مع روسيا تثير جدلا في الولايات المتحدة

واشنطن - أثارت عملية تبادل الأسرى الخميس بين نجمة كرة السلة الأميركية بريتني غراينر وتاجر السلاح الروسي فيكتور بوت جدلا واسعا في الولايات المتحدة، فيما أكدت الناطقة باسم البيت الأبيض أن جو بايدن "لن يعتذر عن الصفقة".
وردا على الأسئلة خلال تصريحها الصحفي الجمعة لمعرفة ما إذا كان الرئيس الأميركي قد أبرم "صفقة خاطئة" كما تقول المعارضة الجمهورية، كان موقف الناطقة باسم البيت الأبيض كارين جان – بيار واضحا.
وقالت إن الرئيس الديمقراطي البالغ من العمر 80 عاما لم يتخذ قراره "باستخفاف" ولا يزال "متيقظا" بعد الإفراج عن الرجل الملقب بـ"تاجر الموت".
وأقرت بأن تبادل الأسرى يمكن أن "يترك انطباعا على الفور بأنه غير عادل أو تعسفي"، مضيفة "شعر الرئيس بايدن بأن لديه التزاما أخلاقيا. كان إما بريتني أو لا أحد. ولن نعتذر عن هذا الأمر".
وقالت القاضية شيرا شيندلين التي نطقت بالحكم، "أعتقد بصراحة أن فيكتور بوت أمضى وقتا كافيا في السجن عن الجرائم التي ارتكبها”. وكان أوقف في تايلاند في 2008 وحكم عليه بالسجن 25 عاما في الولايات المتحدة، قضى نصفها تقريبا. وأضافت "لم يكن إرهابيا. كان تاجر أسلحة. هناك تجار أسلحة في كل مكان بما يشمل الولايات المتحدة وفرنسا".
وهذا ليس رأي العديد من مؤيدي الحزب الجمهوري بدءا بالرئيس السابق دونالد ترامب الذي ندد على شبكة Truth Social بـ"صفقة في اتجاه واحد" و"غبية" و"محرجة".
وقال آخرون مثل البرلمانية الجمهورية نيكول ماليوتاكيس إن الصفقة لا تحل مصير أميركي آخر محتجز في روسيا منذ أربع سنوات، العسكري السابق بول ويلان مضيفة "ترك جندي أميركي من مشاة البحرية لمصيره في صفقة خاطئة أخرى يبرمها بايدن".
وأكد وزير الخارجية الأميركي أنتوني بلينكن أن روسيا تريد التعامل مع القضيتين بطريقة مختلفة بسبب "اتهامات خاطئة بالتجسس" وجهتها موسكو إلى ويلان.
وهذا سبب إضافي كما تقول القاضية شيرا شيندلين للمطالبة أيضا بالإفراج عنه موضحة "لا أعلم ما إذا كان قد قام بما يقوله الروس لكن إذا كان فعليا جاسوسا، فعندئذ يكون هناك جاسوس لقاء تاجر أسلحة، هذا يبدو في محله أكثر".
ويقول ويل بوميرانز مدير معهد كينان في مركز ويلسون إنه سيكون من الصعب من الآن فصاعدا حلّ قضية الجندي الأميركي السابق الذي حكم عليه عام 2020 بالسجن 16 عاما، مضيفا “أفضل فرصة أمامه لمغادرة روسيا كانت أن يشمل بصفقة التبادل مع بريتني غراينر”، التي أثارت قضيتها حشدا كبيرا لاسيما في عالم كرة السلة للسيدات.
وأوقِفت اللاعبة الحائزة على ميداليتين ذهبيتين في كرة السلة في الألعاب الأولمبية والناشطة في مجال حقوق المثليين في مطار موسكو في فبراير وحُكم عليها بالسجن تسع سنوات في أغسطس لحيازتها عبوات آلة تدخين إلكترونية تحوي كمية صغيرة من زيت القنّب.
ويضيف ويل بوميرانز أن الرئيس الروسي فلاديمير بوتين كان "في موقع قوة" أمام جو بايدن الذي تدخل بطريقة شخصية جدا حظيت بتغطية إعلامية واسعة للإفراج عن بريتني غراينر.
وتوافق الولايات المتحدة، على غرار ديمقراطيات أخرى، أحيانا على صفقات تبادل أسرى تعتبر غير متوازنة لكن حكوماتها تعتبر أنها تستجيب للتوقعات القوية لدى الرأي العام فيها. وفي 2011، أطلقت إسرائيل سراح أكثر من ألف أسير مقابل جندي واحد هو جلعاد شاليط. وفي ما يتعلق ببريتني غراينر فإن الانتقادات الأقوى تركزت بشكل خاص في معسكر المحافظين، على الأقل في الساعات الأولى التي تلت الإعلان.