صفقة القرن تثير توترات فلسطينية إسرائيلية

القدس - أصيب 15 شخصا بينهم 12 جنديا إسرائيليا بجروح الخميس في عملية دهس بسيارة في وسط القدس، فيما قتل ثلاثة فلسطينيين خلال الساعات الماضية أحدهم أطلق النار على أفراد الشرطة الإسرائيلية في القدس القديمة وآخر اتهم بطعن جندي، في تصعيد للتوترات على خلفية إعلان واشنطن عن خطتها للسلام المعروفة بصفقة القرن والتي تلاقي رفضا من قبل الفلسطينيين.
وعلى وقع تواتر العمليات الفلسطينية أرسل الجيش الإسرائيلي في وقت لاحق تعزيزات من "قوات المحاربين" للضفة الغربية، وسط مخاوف من خروج الأوضاع عن السيطرة.
ويقول محللون إنه من الصعب حاليا الجزم بما إذا كان استهداف جنود وأمنيين إسرائيليين فردية أم أن هناك أمرا عملياتيا صادرا عن الفصائل والحركات الفلسطينية بالتصعيد في الأراضي المحتلة، لإجبار إسرائيل على التخلي عن خططها في تنفيذ خطة السلام الأميركية.
واعتبرت حركة حماس أن عملية الدهس “فعل مقاوم” ردا على خطة الرئيس الأميركي دونالد ترامب. وأعلنت إسرائيل مساء الخميس عن اعتقال المشتبه به في تنفيذ عملية الدهس.
وكان الجيش أفاد أن “هجوما بواسطة الدهس بسيارة وقع في القدس” في منطقة تضم مقاهي ومطاعم في القدس الغربية، مشيرا إلى إصابة جندي “بجروح بالغة” و11 آخرين “بجروح طفيفة”. وبعد ساعات على الهجوم، أعلنت الشرطة عن قتل فلسطيني مسلح أطلق النار على عناصرها في البلدة القديمة بالقدس. وقالت في بيان “أطلق إرهابي النار على شرطي من حرس الحدود الإسرائيلي ما أدى إلى إصابته بجروح طفيفة”، مضيفة “أطلقت قواتنا النار على المهاجم فقتل”. وفي وقت سابق الخميس، أعلنت وزارة الصحة الفلسطينية مقتل عنصر الشرطة طارق أحمد بدوان في جنين في شمال الضفة الغربية “متأثرا بجروح حرجة بالرصاص الحي في البطن، أصيب بها فجر اليوم” خلا ل مواجهات مع جنود إسرائيليين.
وأوضحت الوزارة أن بدوان أصيب “بينما كان في ساحة مقر الشرطة قرب منزل اقتحمته القوات الإسرائيلية لهدمه في مدينة جنين حيث اندلعت مواجهات”.
وكان القتيل الثاني خلال ساعات الذي يسقط برصاص إسرائيلي. فقد أعلن في ساعة مبكرة الخميس عن مقتل الشاب يزن منذر أبوطبيخ البالغ من العمر 19 عاما، وإصابة 7 أشخاص آخرين بجروح في صدامات مع الجيش الإسرائيلي في جنين. وكانت مدينة الخليل (جنوب) شهدت الأربعاء مقتل محمد سلمان الحداد (17 عاما) خلال احتجاجات ضد خطة الرئيس الأميركي.
ويعتقد أن النسق التصاعدي للعنف في الأراضي الفلسطينية يأتي في سياق الضغط على إسرائيل التي تريد تسريع تنفيذ أجزاء محددة من صفقة القرن خاصة في علاقة بضم غور الأردن والمستوطنات في الضفة الغربية، وسط ترجيحات بأن تقدم الحكومة المقبلة بعد الانتخابات التشريعية المقررة في 2 مارس على هذه الخطوة.
وقال نبيل أبوردينة المتحدث باسم الرئاسة الفلسطينية “صفقة القرن هي التي خلقت هذا الجو من التصعيد والتوتر بما تحاول فرضه من حقائق مزيفة على الأرض”.
ويعتقد محللون أن الاستفزازات الإسرائيلية من خلال المداهمات وهدم بيوت لنشطاء تتهمهم بتنفيذ عمليات ضدها وبعض تلك العمليات يعود إلى 2018، تساهم من جهتها في تأجيج الوضع. وهناك قراءة بأن الائتلاف اليميني الحكومي الحالي يتعمّد توتير الأجواء في سياق لعبة انتخابية تقوم على التسويق بوجود تحديات أمنية كبرى تواجه الإسرائيليين، وأن الخيار هو التصويت بقوة لليمين لمواجهتها.