صفقة أولية في مسقط: قحطان مقابل 50 أسيرا حوثيا

مسقط- أعلن مكتب المبعوث الأممي إلى اليمن هانس غروندبرغ الأربعاء عن توصل الحكومة المعترف بها دوليا وجماعة الحوثي إلى تفاهم لإطلاق سراح محتجزين على ذمة النزاع، بينهم محمد قحطان القيادي في حزب التجمع اليمني للإصلاح الفرع اليمني لجماعة الإخوان المسلمين.
وكان اسم قحطان قد برز بشكل لافت خلال الفترة الأخيرة نتيجة حملة شنّها حزبه المشارك في السلطة الشرعية بقيادة رشاد العليمي لجعل الكشف عن مصيره وإطلاق سراحه جزءا من أي صفقة يتم التوصّل إليها في مسقط.
لكنّ مصادر مطّلعة على سير مفاوضات مسقط أكدت أن ما تم التوصل إليه لا علاقة له بضغوط الحزب وأنّه عائد لجهود السعودية الراغبة في إنجاح جولة المفاوضات الحالية كي تكون أرضية إنسانية لمفاوضات سياسية أعمق حول الحل السياسي للصراع اليمني، كذلك لجهود سلطنة عمان الحريصة على إنجاح وساطتها بين الفرقاء اليمنيين.
وقال مكتب المبعوث الأممي في بيان إنّ “جولة المفاوضات الجارية والتي انطلقت في سلطنة عمان بشأن ملف المحتجزين على خلفية النزاع تجري في أجواء إيجابية وبناءة حتى الآن”.
وأضاف “توصلت الأطراف إلى تفاهم حول إجراءات لإطلاق سراح محتجزين على ذمة النزاع بينهم محمد قحطان”. وأكد على أهمية استكمال التفاوض حول هذا التفاهم بروح من المسؤولية لتحقيق نتائج ملموسة على طريق الإفراج عن جميع المحتجزين على خلفية النزاع بموجب مبدأ “الكل مقابل الكل”.
وأردف “تأتي جولة المفاوضات الحالية كجزء من الجهود الأممية المستمرة في دعم الأطراف لتنفيذ التزاماتها بموجب اتفاق ستوكهولم”.
وفي ذات السياق قال المتحدث باسم الفريق الحكومي بشأن الأسرى ماجد فضائل عبر حسابه على منصة إكس “توصلنا إلى اتفاق مع وفد الحوثيين بشهادة الأمم المتحدة على تبادل 50 أسيرا حوثيا مقابل السياسي محمد قحطان المختطف والمخفي لأكثر من تسع سنوات مضت”.
ومن جانبه أعلن مسؤول ملف الأسرى في جماعة الحوثي عبدالقادر المرتضى أنّ “الاتفاق مع الطرف الآخر (الحكومي) يشمل ضم محمد قحطان إلى صفقة التبادل المتفق عليها، خلال المفاوضات الجارية في سلطنة عمان بشأن ملف الأسرى”.
وأشار المرتضى في بيان إلى أنّ الاتفاق تضمن الإفراج عن قحطان مقابل الإفراج عن خمسين من أسرى جماعته، مضيفا أنه إذا كان الأسير قد توفي “فيتم تسليم جثته مقابل تسليم الطرف الآخر خمسين جثة”. وتابع “هذا الاتفاق يأتي حرصا منا على تحرير أسرانا، وبعيدا عن أي حسابات سياسية”.
وكانت جولة المشاورات انطلقت الأحد الماضي في العاصمة العمانية مسقط، برعاية الأمم المتحدة واللجنة الدولية للصليب الأحمر، ويبدو أن ضغوطا سعودية على الحكومة اليمنية وقفت وراء عقدها بعد أن كان مصدر حكومي أعلن عدم المشاركة فيها.