صغر سن المصابين بالسكري يزيد المخاطر على حياتهم

باحثون يشيرون إلى أن زيادة الوزن بعد الإقلاع عن التدخين تجلب الإصابة بالنوع الثاني من السكري.
الاثنين 2018/08/20
الكشف المبكر يساعد في الحد من مخاطر السكري

أكدت دراسات حديثة أنه كلما كانت الإصابة بمرض السكري في سن مبكرة كلما زادت مخاطره على سلامة الشخص عند الكبر ونقصت فرصه في التمتع بعمر طويل، وإلى جانب نصح خبراء الصحة لمرضى السكري بنوعيه باتباع نمط معيشة صحي يقوم على نظام غذائي صحي وعلى المواظبة على العلاج، فإن الباحثين يؤكدون بأنه يتعين على الأطباء إيجاد سبل أخرى لخفض مخاطر السكري أكثر من المستخدمة حاليا

لندن – كشفت دراسة حديثة أن الإصابة المبكرة بالنوع الأول من السكري لدى الأطفال تزيد من فرص الإصابة بأمراض القلب وقصر العمر بما يصل إلى 18 عاما.

وذكر التقرير المنشور في دورية “لانسيت” أن الخبراء افترضوا أن تفسير زيادة هذه المخاطر هو معايشة الأطفال للمرض لفترة أطول لكن الدراسة الجديدة تشير إلى أن هناك عوامل أخرى مرتبطة بالإصابة بالسكري في فترة الطفولة المبكرة.

وقال نافيد ساتر أستاذ طب الأيض في جامعة غلاسكو في بريطانيا والمشارك في رئاسة فريق البحث إنه على الرغم من أن العيش لفترة أطول بمستويات مرتفعة من السكر في الدم له تأثيرات سلبية “فإن هناك أيضا بعض الأدلة على أن الإصابة بالسكري في سن أصغر ترتبط بشكل أخطر من النوع الأول من السكري”.

وأضاف “نحتاج إلى المزيد من البحث لاكتشاف السبب في أن السكري أكثر ضررا لدى الصغار”.

ويختلف النوع الأول من السكري عن النوع الثاني الذي يشيع أكثر لدى الكبار ويرتبط عادة بالسمنة وقلة الحركة. والنوع الأول هو اضطراب في المناعة الذاتية إذ يهاجم الجسم خلايا البنكرياس التي تنتج الأنسولين.

ودرس ساتر وفريق البحث حالات 27 ألفا و195 شخصا عمرهم 18 عاما أو أكبر في السجل الوطني السويدي للسكري مصابين بالنوع الأول من السكري وقارنوهم مع 135 ألفا و178 شخصا في نفس المرحلة العمرية غير مصابين بالمرض.

وتابع الباحثون المجموعة عبر السجلات الطبية حيث استمرت فترة متابعة نصفهم لعشرة أعوام على الأقل وخلال هذه الفترة توفي 959 من المصابين بالسكري و1501 من غير المصابين.

وتبين أن الأشخاص الذين أصيبوا بالنوع الأول من السكري قبل سن العاشرة زادت احتمالات وفاتهم أربعة أمثال أقرانهم من غير المصابين خلال فترة الدراسة كما زادت احتمالات وفاتهم نتيجة الإصابة بأمراض القلب أربعة أمثال أيضا.

وتبين أن من أصيبوا بالنوع الأول من السكري قبل سن العاشرة تزيد احتمالات إصابتهم بأمراض القلب بنحو ثلاثين مرة عن أقرانهم من غير المصابين بالسكري. كما تزيد فرص تعرضهم لأزمات قلبية 31 مرة مقارنة بغيرهم.

المصابون بالنوع الأول من السكري قبل سن العاشرة تزيد احتمالات إصابتهم بأمراض القلب بنحو 30 مرة عن أقرانهم

وفي المقابل كان الأشخاص الذين أصيبوا بالنوع الأول من السكري بين سن 26 و30 عاما أكثر عرضة للوفاة ثلاثة أمثال أقرانهم من الأصحاء خلال فترة الدراسة بينما تزيد فرص إصابتهم بأمراض القلب أو الإصابة بأزمة قلبية ستة أمثال.

وقال ساتر إن هذه النتائج الجديدة “ينبغي أن تذكر الأطباء بأن مرضى النوع الأول من السكري خصيصا معرضون بدرجة كبيرة للإصابة بمرض القلب بعدما يكبرون ولذلك يتعين إيجاد سبل أخرى لخفض مخاطر الإصابة بالأزمات القلبية أكثر من المستخدمة حاليا، وتشمل المزيد من المساعدة للإقلاع عن التدخين وفحص وعلاج ضغط الدم والكوليسترول بحزم أكبر”.

وفي ما يتصل بعلاقة التدخين والتوقف عنه بالإصابة بمرض السكري فقد كشفت دراسة أميركية جديدة أن زيادة الوزن يمكن أن تمثل مبعث قلق كبير للمدخنين الذين يرغبون في الإقلاع عن تلك العادة.

وتكشف الدراسة إلى أن الزيادة في الوزن تعزز مخاطر الإصابة بالنوع الثاني من السكري خلال السنوات الست الأولى من التوقف عن التدخين.

لكن باحثين كتبوا في دورية نيو إنغلاند الطبية أن أي مخاطر صحية تنجم عن اكتساب بضعة كيلوغرامات من الوزن لا تمثل شيئا إذا ما قورنت بالفوائد الكبيرة للإقلاع عن التبغ.

ووجدت الدراسة أن اكتساب خمسة كيلوغرامات من الوزن الزائد بعد التوقف عن التدخين يزيد من مخاطر الإصابة بالسكري بنحو 15 في المئة وكلما زاد الوزن زادت الاحتمالات. لكن هذه المخاطر تبدأ في التراجع بعد خمس إلى سبع سنوات لتتساوى مع احتمالات الإصابة عند غير المدخنين.

وقال رئيس فريق البحث الدكتور تشي سون من كلية هارفارد تي.إتش تشان للصحة العامة في بوسطن إنه “كلما زاد وزننا كلما زادت احتمالات الإصابة. لكن احتمالات الإصابة بالسكري تكون في الأجل القصير”.

وتابع “الشيء الأكثر أهمية هو أنه بغض النظر عن الوزن الذي يكتسبه من توقفوا عن التدخين تقل لديهم مخاطر الوفاة من أمراض القلب والشرايين. هذا أمر مهم جدا بالنسبة للمدخنين الحاليين… وإذا تمكنوا من خفض وزنهم يمكنهم الاستفادة أكثر من هذه المنافع الصحية”.

17