صعود لافت لليمين في انتخابات "جنة المهاجرين"

ستوكهولم- لم تنج السويد، التي توصف بأنها جنة المهاجرين، من صعود لافت للتيارات اليمينية، وهو ما ينتظر أن تؤكده نتائج الانتخابات التي جرت الأحد. ومن شأن هذا الصعود أن يقود إلى التضييق على المهاجرين ورفض قبول لاجئين جدد.
وبعدما ظل لفترة طويلة منبوذا على الساحة السياسية تتوقع استطلاعات رأي أن يحلّ حزب “ديمقراطيّي السويد”، الحزب القومي المعادي للهجرة، في المرتبة الثانية لأول مرة في تاريخه، ما سيجعل منه القوة الأولى في كتلة جديدة تضم كل التشكيلات اليمينية.
وقال زعيم الحزب جيمي أوكيسون للصحافيين أثناء انتظاره في طابور طويل للتصويت في ستوكهولم بعد ظهر الأحد “نريد أن نكون جزءاً من الحكومة، سنرى ما إذا كان ذلك ممكناً”.
ويحذر مراقبون من أن صعود اليمين وحصوله على كتلة مؤثرة في البرلمان سيقودان آليا إلى سياسات تهدف إلى التضييق على المهاجرين في ضوء موجة تذمر لدى السويديين من تكاليف استقبال اللاجئين.
ويقول الكاتب ملكون ملكون إن حزب المحافظين يقدم برنامجا متشددا يتضمن تقليل استقبال اللاجئين بنسبة تصل إلى 75 في المئة عن الوضع الحالي، علماً أن الوضع الحالي به انخفاض كبير إذ تستقبل السويد خمسة آلاف طالب لجوء فقط ولا يزيد العدد عن ثمانية آلاف طالب لجوء في حالة الأزمات وتدفق المهاجرين.

ملكون ملكون: حزب المحافظين يقدم برنامجا متشددا
ويضيف الكاتب أن المحافظين يطالبون بإبقاء نوعية الإقامة المؤقتة، ووضع شروط اللغة والاندماج للحصول على الإقامة الدائمة والجنسية السويدية، وتشديد شروط منح المساعدات للمهاجرين العاطلين عن العمل وفرض شروط اللغة واختبار المجتمع والتاريخ لمن أراد الحصول على جنسية سويدية أو إقامة دائمة.
وتأمل رئيسة الوزراء المنتهية ولايتها الاشتراكية الديمقراطية ماغدالينا أندرسون في البقاء في السلطة لولاية ثالثة من أربع سنوات لليسار، مستندة إلى معسكر “أحمر – أخضر”.
وهيمنت على الحملة الانتخابية مواضيع تدعم حظوظ المعارضة اليمينية، كالإجرام وتسوية الحسابات الدامية بين العصابات ومشكلة اندماج المهاجرين والزيادة الحادة في فواتير الوقود والكهرباء.
غير أن شعبية رئيسة الوزراء الاشتراكية الديمقراطية المنتهية ولايتها، والتي تتفوق على خصمها المحافظ أولف كريسترسون من حيث نسبة الثقة، وتخوّف الناخبين الوسطيين من اليمين المتطرف يظلان عامليْن يصبان في مصلحة اليسار.
وتشير معاهد استطلاعات الرأي الخمسة في آخر توقعاتها إلى تقدم طفيف لمعسكر أحمر – أخضر، غير أن كل النسب الواردة تبقى ضمن هامش الخطأ بعد اشتداد المنافسة وتقلص الفارق إلى حد كبير في الأسبوعين الماضيين.
وسيفتح فوز اليمين بدعم من اليمين المتطرف مرحلة سياسية جديدة في السويد، في وقت تستعد فيه البلاد لتولي الرئاسة الدورية للاتحاد الأوروبي في الأول من يناير ولإنجاز آلية ترشيحها التاريخي للانضمام إلى الحلف الأطلسي.
وإذا حقق اليسار فوزا جديدا فسيُسقط ذلك إستراتيجية التقارب بين اليمين وديمقراطيّي السويد، ويقطع عليهم طريق الوصول إلى السلطة.
وتهدف الانتخابات التي تعتمد النسبية إلى منح 349 مقعدا بالإجمال، ووحدها الأحزاب التي تحقق أكثر من 4 في المئة من الأصوات تحصل على مقاعد.
ويتطلب تعيين رئيس للوزراء حصوله على غالبية مطلقة من الأصوات المؤيّدة، شرط ألا يصل عدد المعارضين له إلى 145 صوتا.
ودعي حوالي 7.8 مليون ناخب للإدلاء بأصواتهم. غير أن عملية الاقتراع بدأت، إذ تسمح السويد بالتصويت مسبقا. وغالبا ما تكون المشاركة مرتفعة جدا في البلد البالغ عدد سكانه 10.3 مليون نسمة، وتخطت 87 في المئة عام 2018، مسجلة أعلى مستوياتها منذ ثلاثين عاما.
وقال سامويل سكانبرغ الذي أدلى بصوته مبكرا، متحدثا لوكالة فرانس برس في رينكبي إحدى ضواحي ستوكهولم الفقيرة، “من المهم أن نصوت لحكومة ذات طابع إنساني، وليس لحكومة يحكمها سياسيون عنصريون ويمينيون”.
