صعوبة اصطياد أوميكرون تؤخر تعافي شركات الطيران

حجوزات الرحلات الدولية عند 38 في المئة فقط من مستويات 2019.
السبت 2022/01/15
مع الأسف الحدود مغلقة وعلينا العودة إلى المنزل

تصاعد منسوب التشاؤم لدى شركات الطيران في ظل صعوبة التأقلم مع متحور أوميكرون سريع الانتشار بعد أن كان مسؤولو القطاع يمنون أنفسهم بأن يبتعد نشاط الرحلات والسفر بشكل تدريجي عن دائرة الركود الطويل الذي كبدها خسائر هي الأعلى منذ الأزمة المالية العالمية.

سيدني/أبوظبي - أدت قابلية انتقال متحور أوميكرون العالية إلى تشديد القواعد الحدودية في العديد من البلدان وزاد من خطر اختبار المسافرين الذين تم تطعيمهم بالكامل بعد وصولهم ثم تقطعت بهم السبل في الوجهة لأسابيع مما أضعف الثقة في إمكانية تعافي قطاع النقل الجوي سريعا.

وقبل ظهور أوميكرون على الساحة العالمية في نوفمبر الماضي كان الأسترالي المتقاعد جلين تورنلي يتطلع إلى رحلة تستغرق ثلاثة أسابيع إلى اليابان وبريطانيا وفرنسا في مارس المقبل.

وعلى الرغم من أنه تم تطعيمه وعزز نفسه بجرعة إضافية أكد تورنلي لوكالة رويترز أن ما يحصل اليوم يعني أنه من المحتمل أن يلغي مخططه تماما حتى لو فتحت اليابان حدودها للأجانب.

وقال "كنت قلقا بدرجة أقل مع شركة دلتا لأن اللقاحات التي كانت متوفرة يبدو أنها تؤدي الغرض". وأضاف "لا أريد أن أقضي أي جزء من إجازة في الحجر الصحي أو أي شيء من هذا القبيل في أي مكان، وخاصة في بلد أجنبي".

وفي حين أن أوميكرون يحتمل أن يكون أقل حدة من متحور دلتا إلا أنه بالنسبة إلى العديد من شركات الطيران يثبت أنه مدمر وقد أضعف توقعات نمو الرحلات والسفر خلال الربع الأول من هذا العام.

جوزيف فارادي: من الواضح أن هناك شكوكا ولا أعتقد أن الطلب قد عاد بالكامل

وقال جوزيف فارادي الرئيس التنفيذي لشركة الطيران الأوروبية منخفضة التكلفة ويز أير، والتي تعمل أيضا في أبوظبي، "من الواضح أن هناك شكوكا، لذا إذا أصبت بكوفيد - 19 فقد تتعثر في بلد لا يمكن التنبؤ به تماما".

وأوضح أنه لذلك لا يعتقد أن الطلب قد عاد بالكامل و”لكننا بالتأكيد نرى بعض الأشخاص الذين قد يكونون مستعدين لتحمل المزيد من المخاطر في الحياة بشكل عام يعودون إلى السفر".

وتُظهر بيانات شركة اتجاهات السفر فورورد كيز أن حجوزات الرحلات الدولية تعمل عند 38 في المئة فقط من مستويات 2019، أي أقل بكثير من ذروة أكتوبر الماضي عند 58 في المئة، على الرغم من ارتفاعها عن أدنى مستوى لها في أوائل ديسمبر 2021.

ويرى أوليفييه بونتي نائب رئيس فورورد كيز أن سرعة انتشار أوميكرون التي تؤدي إلى نقص في الموظفين وتقصير الأطر الزمنية لاختبار الإصابة بهذا المتحور تجعله مصدر قلق كبير.

وحتى الأشخاص الذين يرغبون في تحمل مخاطر السفر مع تفشي هذا المتحور المزعج يواجهون عقبات من القواعد سريعة التغير.

وقال المدير التنفيذي لتطوير الأعمال في بريزبين، غريغ لوير، إنه “كان يخطط وثلاثة من زملائه لزيارة مقر شركته في حيدر أباد، في الهند، الأسبوع المقبل، بعد أن حجزوا في منتصف ديسمبر الماضي".

ولكن زملاءه عدلوا على الفور عن قرارهم بسبب مخاطر أوميكرون على الرغم من أن لوير وزميل آخر كانا على استعداد للمتابعة. وقال “كان الخطر الأكبر هو الوقوع في مشكلة.. لديّ تأمين شامل وأنا متحمّس ومُعزّز”.

ومع ذلك اصطدم لوير بعائق خارج عن نطاقه حيث أعادت الهند الأسبوع الماضي فرض الحجر الصحي الإلزامي على الوافدين الأجانب، لذلك ألغى الرحلة.

وخلص استطلاع حديث للمسافرين الأميركيين أجراه الوسيط جيفريز إلى أن أوميكرون قد أدى بنحو 20 في المئة من المشاركين إلى إلغاء الخطط بسبب عدد الحالات وألغى ما نسبته 20 في المئة أخرى الخطط بسبب القيود المفروضة على الوجهة.

وفعليا يشكل متحور أوميكرون أيضا تهديدا لانتعاش قطاع سفر الأعمال المربح، حيث تعمل الشركات الكبرى على تأخير العودة إلى المكاتب وتم تأجيل بعض الأحداث الكبرى مثل المنتدى الاقتصادي العالمي.

وقال المحلل بقطاع الطيران بريندان سوبي من سنغافورة لرويترز إن "تأثير أوميكرون في الربع الأول من 2022 كبير وفي بعض الأسواق أكثر أهمية من تأثير دلتا".

وحتى في حالة وجود طلب فقد أصبحت خدمة شركات الطيران وعمليات الحجز أكثر صعوبة.

بريندان سوبي: تأثير أوميكرون في الربع الأول من 2022 كبير ببعض الأسواق

وتشير شركة بيانات السفر أو.أي.جي.أي إلى أن شركات الطيران العالمية خفضت طاقتها هذا الأسبوع بنسبة 7.2 في المئة، وهي واحدة من أكبر التراجعات الأسبوعية في الأشهر الستة الماضية.

وتقود هذا الانخفاض شركة رايان أير الإيرلندية منخفضة التكلفة بنسبة 44 في المئة تليها شركة لوفتهانزا الألمانية بواقع 17 في المئة.

وقال ويلي والش، المدير العام لاتحاد النقل الجوي الدولي (إياتا)، إن “مبيعات التذاكر الدولية في ديسمبر 2021 وأوائل يناير الحالي انخفضت بشكل حاد مقارنة بعام 2019، مما يشير إلى أن الربع الأول أصعب مما كان متوقعا”.

وأكد الرئيس التنفيذي لشركة دلتا إيرلاينز، إد باستيان ذلك. وقال إن الحجوزات الدولية “توقفت مؤقتًا” بسبب القيود الحدودية، لكنه توقع ربيعا وصيفا قويين عبر المحيط الأطلسي بمجرد تخفيف القواعد بسبب الطلب المكبوت.

وفي إيجابية محتملة على المدى المتوسط حفزت الموجة الضخمة من حالات أوميكرون على مستوى العالم بعض الآمال في أن يكون فايروس كورونا في طريقه إلى أن يصبح مستوطنا مثل الأنفلونزا، مما لن يُعقّد السفر الدولي مستقبلا.

وتعتقد إيرين لاي، المديرة الطبية العالمية في مؤسسة انترناشيونال أس.أو.أس التي تقدم المشورة للشركات بشأن الصحة والأمن، أنه في الوقت الحالي سيتعين على المسافرين تقييم مخاطر كل رحلة.

وقالت لاي المقيمة في سيدني، والتي لا تخطط لقضاء إجازات خارجية حتى عام 2023 على الأقل، إن “السفر معقد للغاية”. وأضافت “نرى هذا طوال الوقت؛ يمكن أن تتغير متطلبات دخول أي بلد دون إشعار ولذا يحتمل أن تتعثر".

10