صعوبات في توفير الماء الصالح للشرب بعدد من المدارس التونسية

تونس – تتواصل صعوبات توفير الماء الصالح للشرب في عدد من المؤسسات التربوية التونسية خصوصا في الأرياف، وسط تأكيد الخبراء على أن أكثر من 12 في المئة من المدارس الابتدائية تفتقر إلى الماء.
ويزيد غياب الماء الصالح للشرب من مشاكل التلاميذ في المؤسسات التي تعود غالبية بنيتها التحتية إلى ما قبل الثمانينات مع غياب الصيانة، حيث تعاني من نقص إمدادات المياه الصالحة للشرب وانعدام ربطها بشبكة التطهير خصوصًا في المناطق الداخلية والمناطق الريفية.
ووفق أرقام رسمية، تفتقر ما يقارب 128 مدرسة ابتدائية إلى الوحدات الصحية، وتتركز 74 مدرسة منها في ولايات الوسط الغربي (القصرين وسيدي بوزيد والقيروان)، وقد أدى غياب الماء إلى بروز تداعيات وخيمة على صحة التلاميذ مع انتشار مرض التهاب الكبد الفيروسي، كما أثر سلبًا على تحصيلهم العلمي وزاد من ظاهرة الانقطاع المدرسي خلال السنوات الماضية.
وأكد رامي بنعلي عضو المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية أن 527 مدرسة ابتدائية بلا ماء صالح للشرب إن كان عبر مصالح الشركة الوطنية لاستغلال وتوزيع المياه أو المجامع المائية أي بنسبة 12 في المئة من مجموع المدارس الابتدائية التونسية. وشدد بنعلي في تصريح لإذاعة محلية على أن توفر الماء في المدارس يضمن صحة وبيئة سليمة للتلميذ خاصة من فايروس الالتهاب الكبدي.
834
مدرسة تتزود بالمياه عبر الجمعيات المائية التي تعرف إشكاليات عميقة تعيق دورها في ضمان التزود بالماء
ولفت بنعلي إلى أن 80 في المئة من المدارس الابتدائية بولاية القصرين (غرب) ريفية وتفتقر إلى حق التزود بالماء، مشيرا إلى أن الدراسة التي أصدرها المنتدى بمناسبة العودة المدرسية أكدت العلاقة غير المباشرة بين عدم توفر الماء الصالح للشرب بالمدارس وسوء البينة التحتية بحالات الانقطاع المدرسي المبكّر.
وأوضح المنتدى، في دراسة له بعنوان “مدارس بلا ماء: عودة إلى العطش” من إعداد قسم العدالة البيئية والمناخية بالمنتدى بتاريخ 23 سبتمبر الجاري، أنّ “عدد المدارس يناهز 4583 مدرسة ابتدائية يوجد منها ما يقارب 3222 مدرسة مرتبطة بشبكة الشركة التونسية لاستغلال وتوزيع المياه أي بنسبة تعادل 70 في المئة، وحوالي 834 مدرسة تتزود بالمياه عبر الجمعيات المائية التي تعرف إشكاليات عميقة تعيق دورها في ضمان التزود بالماء”.
وأفاد بأنّ “ولاية سيدي بوزيد تضمّ 322 مدرسة ابتدائية منها 134 مدرسة مرتبطة بالجمعيات المائية والنصيب الأكبر للمدارس غير المرتبطة بهيكل مزود للماء، كما أن ولاية القيروان، يناهز فيها عدد المدارس غير المزودة بالماء حوالي 48 مدرسة، أما ولاية القصرين فنجد أن 95 مدرسة من مجمل مدارسها منقطعة عنها إمدادات المياه”.
وأفاد المنتدى، في هذا الصدد، بأنه تم في سنة 2018 تسجيل ما يقارب 1372 حالة من مرض الالتهاب الكبدي منها 1294 حالة من النوع “أ”، كذلك في سنة 2021 تم رصد 143 حالة عدوى بهذا الفايروس منها 103 حالات في ولاية القيروان أي بنسبة تعادل 70 في المئة ، وذلك وفقا لمصادر وزارة الصحة عبر مطلب نفاذ للمعلومة تقدم به المنتدى التونسي للحقوق الاقتصادية والاجتماعية.
وأوضح أنّ أغلب المدارس تفتقر إلى الوحدات الصحية، وفقًا لتقرير وزارة التربية لسنتي 2022 – 2023، “يقدر عدد المدارس التي لا توجد بها وحدات صحية بـ128 مدرسة منها 74 متواجدة بولايات الوسط الغربي وهي ولايات القيروان وسيدي بوزيد والقصرين وهي نفس المناطق الأكثر تضررًا من انقطاعات المياه”.